منذ سنوات وأنا أعاني من آلام في المعدة!

0 231

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 23 سنة، أعاني منذ سبع سنوات من ألم في المعدة، مع إمساك وغازات كثيرة وألم أسفل البطن مع حرقة دائمة. ذهبت إلى الكثير من الأطباء والمستشفيات، منهم من قال لي التهاب في المعدة، ومنهم من قال هي قرحة.

مع العلم بأن مرضي حدث فجأة، ومنذ صغري كنت آكل الطعام بكثرة وشراهة وشهية مفتوحة، لدرجة أن الناس حولي يتعجبون، وأنا منذ فترة طويلة أعاني من أعراض بما يسمى بالحسد أو المس، كوسواس، وعدم المقدرة على التركيز، وعدم الثقة بالنفس، والتفكير كثيرا، والابتعاد عن الواجبات الدينية كصلاة وصوم، والانزعاج أثناء سماع القرآن، وتعرق شديد، مع الخوف من الموت، وعدم المقدرة على النوم، وكوابيس مرعبة، وشلل أثناء النوم وإحساس، وكأن أحدا يخنقني، وتعب شديد في الجسد وصداع وأرق.

أرجو منكم الإجابة، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ali Mohamad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مشكلة المعدة وما تعانيه من حرقة وحموضة قد يرجع سببها إلى وجود جرثومة في المعدة تسمى الجرثومة الحلزونية H-Pylori، ويمكن تشخيص الجرثومة من خلال تحليل براز H-Pylori antigen أو من خلال إجراء اختبار the urea breath test، وعند تشخيصه فإن له علاجا يسمى العلاج الثلاثي، وهو معروف لدى الأطباء، ويتم تناول الدواء لمدة 15 يوما، ثم إعادة التحليل مرة أخرى بعد شهر للاطمئنان على القضاء على الجرثومة.

والإمساك والغازات الكثيرة أمر مرتبط بالطريقة الخاطئة للتغذية، والنقص في الألياف الطبيعية في الطعام، والنقص في السوائل، وللتخلص من الإمساك عليك الإكثار من السلطات الخضراء والخضروات المطبوخة، مع الإكثار من زيت الزيتون، وتناول شوربة حبوب الشوفان، وجريش القمح، والبرغل والقمح النابت والأرز البني.

والإكثار من السوائل، وعلى رأس ذلك الماء وعصير الخوخ والتين، وتناول فاكهة الخوخ والتين الطازج، مع تناول أكياس المليات fybojel كيس على كوب ماء مرتين في اليوم إذا تطلب الأمر ذلك، وهي أكياس آمنة، ولا تمتص من الأمعاء، وتساعد في علاج الإمساك حتى يتم تغيير نمط الغذاء.

ولعلاج غازات البطن والشعور بالانتفاخ: يمكنك تناول مشروب ساخن مكون من مطحون الكمون والشمر والينسون والكراوية والهيل وإكليل الجبل والقرفة والنعناع، أو إضافته كتوابل إلى السلطات والخضار المطبوخ، مع زيت الزيتون، وهذا يساعد كثيرا في التخلص من الغازات والانتفاخ والمغص -إن شاء الله-.

وفيما يخص الجزء الثاني من السؤال فلا يمكننا أن ننكر الحسد والمس، ولكن هناك أمراض نفسية قد تفسر تلك الأعراض ومنها: مرض الخوف المرضي أو Phobia وهو مرض معروف في الطب النفسي، وله صور وأشكال متعددة منها الخوف من الأماكن المغلقة والخوف من المرتفعات والخوف من الموت؛ حينها يسمى ذلك الخوف بالرهاب أو "الفوبيا".

ويتحول الخوف الطبيعي نتيجة مرور الإنسان بتجربة مؤلمة مثل موت عزيز إلى حالة مرضية يصاب الإنسان فيها باحمرار الجلد والرعشة الشديدة والتعرق الغزير، ويصاب بنوبة هلع وصراخ قد تنتهي بالإغماء، كما يعاني المريض من برودة، وارتجاف الأطراف، ودوار شديد، والشعور بالغثيان والقيء وضيق التنفس والشعور بالاختناق، مع ألم واضطرابات في المعدة، وتسارع نبض القلب، وعدم السيطرة على الانفعالات الطبيعية.

وعلاج الخوف المرضي بالإضافة إلى الأدوية يتم بالتكيف مثل الاسترخاء والهدوء ذهنيا وجسديا بدلا من الذعر والخوف، ومعرفة أن الموت مرحلة يليها مراحل أخرى، ويؤدي ذلك لزوال الرهاب تدريجيا.

وهناك نوع من العلاج عن طريق مجموعات الدعم: ويتم ذلك بالانضمام لمجموعة من الأشخاص الذين يعانون نفس المشكلة، وتفيد هذه المجموعات بتحسين نفسية المريض، حيث يجد أشخاصا يشاركهم مشكلته ويتعلم منهم الطرق التي يتبعونها لعلاج هذه المشكلة، فيشعر بتعاطفهم ووقوفهم إلى جانبه، الأمر الذي يساعد المريض على عدم البقاء وحيدا، خاصة أن الشعور بالوحدة يدفعه لمزيد من الاكتئاب.

أما العلاج الطبي للرهاب أو الفوبيا، فعن طريق تناول أحد الأدوية المضادة للاكتئاب والقلق والرهاب مثل: escitalopram أو (Cipralex)، وهناك sertraline أو (Lustral)، ولكن من الأفضل زيارة طبيب نفسي والمتابعة معه.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات