كيف أتجاهل الإعراض عن ذكر الله، وهل هو وسواس قهري؟

0 281

السؤال

السلام عليكم

أمرنا الله سبحانه وتعالى بأن نذكره كثيرا، وأمرنا بأن لا نعرض عن ذكره، فهل يجب أن نذكر الله تعالى 24 ساعة بشكل مستمر مثل التنفس؟ يعني نقول: (سبحان الله والحمد لله) بصورة مستمرة، ودون توقف، وهل الله تعالى يريدنا أن نذكره باستمرار، أم لفترة من الزمن، ثم نرتاح لفترة أخرى؟

كنت أعاني من الوسواس القهري، فاستشرت طبيبي النفسي وقال لي: هذا أيضا نوع من الوسواس القهري، والعلاج هو التجاهل والإعراض، والله تعالى أمرنا بأن لا نعرض عن ذكره، فكيف يكون العلاج بالإعراض عن الذكر؟

أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فيا أيها -الفاضل الكريم-: ذكر الله أمر مطلوب، والإنسان يجب أن يذكر الله ذكرا كثيرا، والذكر له شروطه، والأمر في الإسلام يقوم على النية دائما (وإنما الأعمال بالنيات)، والنية تعني العزم والقصد.

أنا ألاحظ قطعا ولا ينتابني أي شك، في أن الصيغة التي عرضت بها سؤالك هي صيغة وسواسية، والوسواس يجب أن يلجم، ويجب أن يحد، ويجب أن يرفض ولا يقبل.

أتفق تماما مع الطبيب النفسي الذي ذكر لك أن منهجك في الفكر فيما يتعلق بالذكر هو منهج وسواسي، ويجب أن تعالج الوسواس بأن تحقره، وإن كانت هناك حاجة لتناول أدوية مضادة للوساوس يجب أن تتناولها، -وإن شاء الله تعالى- سوف يفيدك الشيخ الدكتور عقيل كثيرا في هذا السياق.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور: محمد عبد العليم، استشاري أول الطب النفسي، وطب الإدمان.
وتليها إجابة الدكتور: عقيل المقطري، مستشار العلاقات الأسرية والتربوية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فمرحبا بك -أخي الكريم- في الشبكة الإسلامية، وردا على استشارتك أقول:

فحين أمرنا الله تعالى بذكره فقال: (يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا)، لم يكن المراد من ذلك الذكر المستمر، بحيث لا يفتر اللسان عن ذكر الله تعالى، إذ أن ذلك غير متأت لأنه تأتي ساعات لا يكون الإنسان في وضع يسمح له بالذكر، كأن يكون في الحمام لقضاء حاجته، أو في حال جماع أهله، وتأتي ساعات يكون فهيا نائما، أو منهمكا في عمله، أو مريضا، ويكفي الإنسان أن يأتي بأذكار اليوم والليلة، وأذكار الصلوات، وعند العوارض، والأسباب ويحافظ على ورد يومي من القرآن الكريم، ومن رحمة الله تعالى أن رفع عنا الحرج والتكليف بما لا يطاق فقال تعالى: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها).

وما تعاني منه هو وساوس الشيطان، وعليك أن تستعيذ بالله منه لأنه يريد أن يدخلك في المشقة التي تجعلك تترك ذكر الله بالكلية، فذلك هو ما يريده منك بوساوسه، لأنه يتأذي من ذكر الله تعالى، ويصعب عليه نيل مراده من القلب الذاكر لله تعالى، فلا تلتفت إليها، واقطعها فور ورودها، ولا تسترسل معها أو تحاورها، فإنك إن فعلت ذلك خنس من الشيطان الرجيم، وولى الأدبار، وإن استرسلت معها نقلك من مرحلة إلى مرحلة أصعب على نفسك فكن قويا وشجاعا، واستعن بالله عليه يعنك، وتوكل على الله فهو كافيك.

وفقك الله لمرضاته، وصرف عنك وساوس الشيطان وخطراته، إنه سميع مجيب.

مواد ذات صلة

الاستشارات