تعبت من الآثار الجانبية للباروكستين، فكيف أقطعه؟

0 180

السؤال

السلام عليكم.

رمضان كريم أعاده الله عليكم بالصحة والعافية.

منذ عشر سنوات كنت أعاني من الخجل الحاد، خصوصا مع النساء، راجعت طبيبا –والحمد لله- التزمت بالعلاج، ومضت السنين بين فترة وأخرى تأتي انتكاسات، ليس خجلا وإنما ضيق نفس أو قلق شديد، بقليل من العلاج تمر وتمضي، منذ تقريبا سنة تعرضت لانتكاسه أعادت موضوع الخجل بشدة، فأخذت باروكستين حبة واحد 20 ملغم ـ والحمد لله- تم السيطرة عليها وبعد 8 أشهر حاولت الانقطاع عن الدواء تدريجيا ولم أستطع.

منذ تقريبا شهرين بدأت بأخذ ثلاثة أرباع الحبة (20 ملغم) لمدة 3 أسابيع وبعدها نصف حبه ليلا بعد الاستمرار على نصف حبة لمدة أسبوع، وأعاني حاليا من أعراض غير مريحة إطلاقا لا أريد اعتبارها انتكاسة أخرى، ولكني سريع التأثر بأي موقف, حساسية مفرطة من أي قول أو موقف، عدم شعور بالراحة وضيق النفس وأي موقف ينعكس على ملامح الوجه.

أتمنى من حضراتكم طريقة للانقطاع عن الدواء؛ لأني تعبت من الأعراض الجانبية، ومن غير المنطقي الاستمرار بالعيش على الدواء، وخاصه أني مع 20 ملغم ليلا أشعر بحالة مستقرة تماما، مع العلم أن حبة واحدة ليست جرعة كبيرة، ومن المفترض أن لا يوجد أعراض انسحابية، هل هناك استشارة عن طريق الهاتف؟


مع جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mustafa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وأشكرك على الثقة في إسلام ويب، وأرحب بك في هذا الموقع، ونسأل الله تعالى أن يتقبل صيامكم وطاعتكم.

التواصل عن طريق الهاتف ربما تكون فيه بعض الصعوبة، لكن -إن شاء الله تعالى- نجيبك إجابة وافية، ونسأل الله تعالى أن ينفعك بها.

أيها الفاضل الكريم: أنت بالفعل ربما يكون لديك شيء من الخجل الاجتماعي، وربما يكون أيضا لديك شيء من الحياء، والحياء فيه خير كثير جدا للإنسان، من المهم جدا -أخي الكريم- أن تعرف أن التحسن الذي وصلت إليه هو مرحلة جيدة من التقدم العلاجي يجب أن يكون حافزا لك للمزيد من التحسن، أي أن تقنع نفسك قناعة كليه أن حالتك ليست صعبة، ليست ميؤوسة منها، ومن خلال المواجهة والاستمرار في المواجهات وتجنب التجنب الاجتماعي هنا يا أخي الكريم تستطيع أن تعالج نفسك بصورة ممتازة وصورة جيدة جدا، ولا تقلل من شأن نفسك، الذين ينتابهم الخجل أو الانطوائية أو العزلة الاجتماعية دائما تجد لديهم مشكلة في تقييم ذواتهم بصورة سلبية، لا أريدك أن تكون من هؤلاء يا أخي الكريم مصطفى.

أنت -الحمد لله- بخير لا تقل عن الآخرين أبدا، ولا بد أخي الكريم أن يكون لك أنشطة اجتماعية، والإنسان إذا أثبت ذاته هنا يكون قد قيمها بصورة إيجابية، وهذا يعطيك دافعا ممتازا.

عليك بالمشاركات الاجتماعية والمناسبات التي تأتي على نطاق الجيران، على نطاق الأسرة، على نطاق الأصدقاء، دائما كن شخصا مقداما، شخصا أماميا لا شخصا خلفيا هذا مهم.

مشاركاتك -أخي- في أي نشاط اجتماعي دعوي، خيري، هذا كله يعطيك -إن شاء الله تعالى- القوة ويعطيك المهارات الاجتماعية المطلوبة، حضور حلق القرآن، حضور المحاضرات هذا وجدناه من أفضل ومن أنجع ومن أنجح الوسائل الاجتماعية التي تعالج الخجل الاجتماعي، وتطور مهارات الإنسان، فأرجو أن تحرص على كل هذا، وهذا مهم جدا، وهو جزء أساسي من علاجك، وودت أن أبدأ به قبل أن أتكلم عن الدواء.

أما بالنسبة للدواء فأنا أتفق معك، الباروكستين دواء رائع، لكن الانقطاع منه قد يكون صعبا، وذلك لسبب وحيد، وهو أن هذا الدواء لديه ما يسمى بالعمر النصفي القليل أو الضعيف، والدواء ليس لديه إفرازات ثانوية؛ لذا انسحابه من الدم يكون سريعا مما يؤدي إلى هذا الارتداد السلبي، لكن الدواء ليس إدمانيا، من أفضل طرق التي تتخلص منها من الدواء: أن تبدأ في تناول عقار يعرف باسم بروزاك فلوكستين، الفلوكستين قريب جدا من الباروكستين، لكنه يتميز أن لديه إفرازات ثانوية، هذه الإفرازات الثانوية تجرد الدواء من الآثار الانقطاعية أو الانسحابية، فإذا وأنت على جرعة حبة واحدة من الباروكستين ابدأ في نفس الوقت بتناول كبسولة واحدة من البروزاك، والذي يعرف باسم فلوكستين كما ذكرت لك، قوة الكبسولة 20 مليجراما الجرعة، هذه ليست كبيرة جرعة صغيرة جدا، استمر في هذه الشاكلة لمدة أسبوعين، بعد ذلك خفض جرعة الباروكستين إلى نصف حبة أي 10 مليجرامات، واستمر عليها لمدة أسبوعين، ثم اجعلها 10 مليجرامات يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم 10 مليجرامات مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة أسبوعين، ثم توقف تماما على الدواء، وبعد مضي أسبوعين من بداية تناول البروزاك أي الفلوكستين بجرعة 20 مليجراما أريدك أن تجعل الجرعة 40 مليجراما، وتستمر على هذه الجرعة لمدة 3 أشهر، ثم تجعلها كبسولة واحدة يوميا لمدة شهر، ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر ثم يمكنك أن تتوقف عنه.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات