أنام كثيرًا وبشكل مفاجئ وغريب، ما تشخيص هذه الحالة؟

0 195

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة بعمر 18سنة، طالبة في آخر مرحلة في الثانوية العامة، كنت متفوقة في جميع المراحل السابقة لكن هذا العام في منتصفه بدأت أنام كثيرا، وليس نوما اعتياديا، بل قد يدوم 12 ساعة، أحيانا، وعندما أستيقظ لا أعي ما أقول! أتكلم مع أهلي عن الدراسة أو أشتمهم فيغضبون ويتركوني، ولا أصدق أني فعلت ذلك، ولكنهم يصورون لي ما فعلت بالهاتف، فأرى نفسي وأنا أتأرجح أمام وخلف، كما أفعل عندما أدرس، وأمشي على طول المنزل، وأكتب بأصعبي على الجدران، وأحيانا أدخل الحمام وأقفل الباب علي! وتطورت حالتي كثيرا، بعد 28 يوما من اختباراتي.

عندما أدرس أنام، ولا أشعر بذلك إلا عندما يوقظني إخوتي لأكتشف أني كنت أحلم، ومدة نومي لا تتجاوز دقائق أو ثوان، بسرعة أحلم، وأنا أدرس أو أتنزه، وتتكرر هذه الحالة عشرات المرات في الساعة فيضيع الوقت ولا أدرس شيئا بالرغم أني لا أشعر بالنعاس، وعندما أستيقظ أشعر بالغثيان، تعبت من ذلك كثيرا.

أرجو مساعدتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، كل عام وأنتم بخير، وتقبل الله طاعتكم وصيامكم.

أيتها الابنة الكريمة، إن الظاهرة التي تعانين منها ظاهرة غريبة بعض الشيء، لكن ربما تكون نوعا من الاضطراب الطبي النفسي المتعلق بمرحلتك العمرية، ففي مثل عمرك قد يكثر النوم، أو قد يضطرب بالنسبة لليافعين وبدايات الشباب خاصة إذا كان الإنسان ليس له ترتيب جيد في حسن إدارة الوقت والاستفادة منه، في مثل هذه الحالة قد تطول ساعات النوم أو قد تقصر وهذا النوم يكون نوما غير صحي.

والأمر الثاني: قطعا الإنسان لا يستبعد العين فالعين حق، وأنت في هذه السياق محتاجة إلى أن تذهبي إلى راقي مشهود له بصلاح العقيدة ليقوم برقيتك وإن لم يكن ذلك ممكنا ففي النت تسجيلات ممتازة جدا للمشايخ فيما يتعلق بالرقية، هنالك الشيخ محمد جبريل، الشيخ ماهر المعيقلي وآخرين، ولازم تكونين حريصة على أذكار الصباح والمساء هذه إن شاء الله واقية وحامية وكافية، والأمر الآخر تجتهدي في نفسك، بمعنى أن الإنسان لا بد أن لا يتابع مزاجه أو سلوكه الخاطئ، قضية الشتم والغضب والأشياء هذه، هذه مهما كان أن إرادتك ليست متحكمة فيها بالكامل إلا أن التحكم الإرادي جزئي في حد ذاته يمكن للإنسان أن يطوره ويجعله تحكم إراديا كاملا، وأهم شيء أن ترفضي هذا السلوك، ولا تجدي لنفسك العذر أن هذا السلوك ليس تحت إرادتك.

نصيحة أخرى مهمة جدا وهي: أن تنظمي الوقت؛ فتنظيم الوقت مهم، النوم يجب أن يكون نوما ليليا، وأن لا تنامي بالنهار وأن تمارسي شيئا من الرياضة؛ الرياضة سوف تعطيك طاقات كبيرة جدا، والدراسة بعد صلاة الفجر دائما؛ هذا هو الوقت الأفضل بالنسبة للذين لا يستطيعون أن يديروا أوقاتهم أو لا يستطيعون أن يستفيدوا من اليوم بصورة طيبة من أجل الدراسة، فترة الصباح خاصة بعد النوم الليلي المريح يكون الإنسان فيها متقبلا أكثر للاستيعاب، والتركيز يكون أحسن، ودرجة الحفظ تكون عالية جدا.

أريدك أيضا أن تحافظي على نظامك الغذائي هذا مهم؛ فالترتيب الغذائي يعطي الإنسان الشعور بالعافية والصحة والنشاط وحسن التركيز، لا بد أن يكون لديك أيضا برامج وآمال وطموحات للمستقبل، بدونها الإنسان لا يستطيع أن ينجز.

أرجو أيضا أن تقومي بإجراء فحوصات طبية عامة وتتأكدي من مستوى الدم لديك؛ ففقر الدم يؤدي إلى زيادة النوم أو اضطرابه، وضعف إفراز الغدة الدرقية أيضا يؤدي إلى اضطراب في النوم، فقومي بإجراء الفحوصات الطبية العادية واتبعي ما ذكرته لك من إرشاد، وأنا متأكد أن ذلك سوف يكون إن شاء الله تعالى سببا كافي في علاج حالتك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.. وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات