السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قريبتي أصيبت بسرطان القولون أدى إلى انسداد في جزء من الأمعاء، وتحولت للعلاج الكيماوي، ولم يذكر في ملفها استئصال الغدة اللمفاوية، وقد عملت أشعة مقطعية قبل العملية وتبين منها وجود ورم فوق المبيضين، فسألت الطبيب عنه، فبرر أنهم لم ينتبهوا للورم، وطلب أشعة مقطعية ثانية للتأكد.
عملت الأشعة، فكانت نفس النتيجة، فتقرر إعطاؤها جرعتين كيماوي، ثم القيام بإجراء عملية للمبيض لاستئصال الورم، ووضع الكيماوي في البطن، علما أنه يسبب أضرارا للكبد والكلى.
لماذا لم يتم استئصال الورم أثناء عملية القولون والأمعاء؟ وهل وضع الكيماوي داخل البطن طريقة علاج جيدة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
في الحقيقة فإن وصول السرطان إلى مرحلة انسداد الأمعاء الغليظة يعني بالتبعية أنه انتشر لأبعد من ذلك، ومن بين الأماكن التي قد يكون انتشر إليها هي الكبد والرئتين والمبايض، وقد يكون أصل منشأ ورم المبايض الذي تم تشخيصه لاحقا في المبايض نفسها، وليس انتشارا من سرطان القولون.
يتم تصنيف سرطان القولون إلى مراحل من المرحلة الأولى إلى المرحلة الرابعة وهي المرحلة التي ينتشر فيها السرطان إلى خارج حدود القولون وهي المرحلة المتقدمة، والمراحل من الأولى إلى الثالثة هي مراحل قابلة للجراحة، والمرحلة الثالثة هي المرحلة التي تعني أن الخلايا السرطانية انتقلت إلى الغدد الليمفاوية المحيطة بالقولون، وهي مناسبة للجراحة، أما المرحلة الرابعة فلا تناسب إلا العلاج الكيماوي فقط؛ لأن الجراحة غير مفيدة للمريض، بل تعرضه لمزيد من المشاكل.
من المتعارف عليه طبيا وعالميا أن جراحة استئصال الورم يتبعها علاج كيماوي للعمل على القضاء على الخلايا السرطانية التي لم يتم استئصالها جراحيا، ولكن من المعروف أيضا أن للعلاج الكيماوي مضاعفات جانبية كثيرة، والحالات التي انتشر فيها السرطان وترك مكانه الأصلي في الواقع لا تصلح لإجراء عمليات جراحية؛ لأنها غير مجدية.
لذلك لا يجب التعجل في إجراء جراحة لسرطان المبايض قبل مسح كامل الجسم، لمعرفة هل انتقل السرطان إلى أعضاء أخرى في الجسم مثل الكبد والكلى والرئتين وغير ذلك من أعضاء الجسم المختلفة؛ لأن انتشار السرطان في أحد تلك الأعضاء معناه أن الجراحة الجديدة في المبايض غير مجدية وغير ذات نفع، فضلا عن المضاعفات الكثيرة التي تلي الجراحة.
العلاج في الغالب عند عدم المقدرة على إجراء جراحة يشمل العلاج الكيماوي، وهو طريق معقد ومرهق للمريض ولذويه، ويلجأ الأطباء في مثل تلك الحالات إلى الرعاية التلطيفية أو paliative care، وهذه الطريقة متعددة التخصصات تسمح لفريق الرعاية التلطيفية بالتعامل مع الأمور الجسدية والعاطفية والروحانية والاجتماعية التي تظهر مع تقدم المرض، ويقال إن الأدوية والعلاجات لها تأثير تلطيفي إذا كانت تخفف الأعراض، بدون أن يكون لها أي تأثير علاجي على المرض، أو السبب الأساسي للأعراض.
الخلاصة لك أن تعلم أن الأطباء يبذلون قصارى جهدهم للسيطرة على المرض، ولا يجب أن تشك للحظة واحدة أن هناك تقصير معين، لأن المرض عندما ينتشر يجعل الأمر صعبا على الفريق المعالج.
ندعو الله سبحانه وتعالى أن ييسر أمر الشفاء لقريبتك، وأن يمتعها بالصحة والعافية، ووفقكم الله لما فيه الخير.