السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالب جامعي بكلية الهندسة، عمري 23 سنة، في الفترات الدراسية، وأثناء المذاكرة، حصلت لدي أعراض غريبة، مثل رعشة في الجسم، وقلق وتوتر، مع زياده خفقان القلب، وسخونة باليدين أحيانا.
تكون الرعشة ملحوظة عندما أكتب أو أرسم، وعندما أحاول الوصول لشيء لأمسكه بيدي، مع وجود غثيان أحيانا، فذهبت لأكثر من طبيب، وبعد التحاليل يقول يتبين وجود نقص في الكالسيوم، وزيادة في كريات الدم الحمراء بسبب التدخين، فأخذت الكالسيوم، ولكن دون جدوى.
البعض يقول أنني مصاب بالعين، فرقيت نفسي، وبدأت الرعشة تزيد حتى أثناء الصلاة ترتعش قدماي عند الوقوف، وترتعش يدي عند التشهد، وتكون الرعشة واضحة، علما بأن تحليل الغدة الدرقية سليم، فما تشخيصكم لحالتي؟
أفيدوني، نفع الله بكم الأمة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو صقر حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
الرعشة المصاحبة للتوتر والقلق، واحمرار اليدين وسخونتهما، مع زيادة نبض القلب أو الخفقان، ومع سلامة الفحوصات الطبية، وعدم وجود فقر دم، أو نشاط في وظائف الغدة الدرقية، أمر يعود إلى مرض الرهاب phobia، أو الفوبيا، أو الخوف المرضي، وهو مرض معروف وموصوف في الطب النفسي.
ويتولد ذلك الخوف المرضي، أو الرهاب مع التعرض لحادث أليم، أو موقف إنساني صعب، أو فقد عزيز في الأسرة، أو الأصدقاء، خصوصا الفقد المفاجىء في حادث أليم، حيث يتحول الشعور الطبيعي بالحزن والخوف لحالة مرضية، يصاب الإنسان فيها باحمرار الجلد، والرعشة الشديدة والتعرق الغزير، وخفقان القلب، والشعور بالغثيان والقيء، وضيق التنفس، وعدم السيطرة على الانفعالات الطبيعية.
ومن المهم زيارة طبيب نفسي، وتناول العلاج الضروري لذلك، عن طريق تناول أحد الأدوية المضادة للاكتئاب والقلق والرهاب، مثل: escitalopram، والاسم التجاري (Cipralex)، وهناك sertraline أو (Lustral)، ولكن من الأفضل زيارة طبيب نفسي والمتابعة معه.
وعلاج الخوف المرضي، بالإضافة إلى الأدوية يتم بالتكيف مع الحالة، مثل الاسترخاء والهدوء ذهنيا وجسديا بدلا من الذعر والخوف، مما يؤدي إلى زوال الرهاب تدريجيا، وهناك نوع من العلاج عن طريق مجموعات الدعم: ويتم ذلك بالانضمام لمجموعة من الأشخاص الذين يعانون المشكلة ذاتها، وتفيد هذه المجموعات بتحسين نفسية المريض، حيث يجد أشخاصا يشاركهم مشكلته، ويتعلم منهم الطرق التي يتبعونها لعلاج هذه المشكلة، فيشعر بتعاطفهم ووقوفهم إلى جانبه، الأمر الذي يساعد المريض على عدم البقاء وحيدا، خاصة أن الشعور بالوحدة يدفعه لمزيد من الاكتئاب.
وفقك الله لما فيه الخير.