السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري 27 سنة، أعاني من حب الشباب المزمن منذ أن كان عمري 15 سنة، وقد جربت علاجات كثيرة لم تثمر معي فلجأت إلى الركيوتين.
علما بأني تناولته مرتين باستشارة طبيبي، ولم تفلح، وهذه المرة الثالثة التي أتناوله فيها أسال الله الشفاء.
وأود أن أستفسر:
هل أخذي للركيوتين 3 مرات سيؤثر علي مستقبلا، فأنا لم آخذه إلا مضطرة، هل يسبب الريكيوتين مسامات في البشرة وترقق؟ حيث إني لاحظت بأن بشرة وجهي أصبحت حساسة وشفافة وبها شعيرات دموية. هل هناك ما يسمى بجرعات وقائية كل 4 أو 5 أشهر بعد إكمال الكورس العلاجي للوقاية من ظهور حب الشباب مرة أخرى.
أرجو الإفادة، جزيتم خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها القحطاني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فحب الشباب من الأمراض الجلدية المزمنة التي تلازم المريض فترات طويلة، وتختلف نوع الإصابة -حبوبا حمراء، أو صديدية، رؤوسا سوداء، أو بيضاء، تكيسات، أو غيرها- من شخص إلى آخر، وكذلك شدة الإصابة، ودرجة انتشار المرض: هل محدد في الوجه، أم منتشر في أماكن أخرى مثل: الظهر، والأكتاف، والصدر؟
يختلف العلاج بصورة كبيرة على حسب نوع الإصابة وشدتها ودرجة انتشارها، وهل تترك هذه الحبوب أو الإصابات آثارا أو ندوبا؟ والعلاج لا بد أن يكون ممتدا وفعالا، وتحت الإشراف الطبي، ويكون هدفه في الأساس التخلص من الأعراض والمظاهر المختلفة لحب الشباب، ثم استخدام مستحضرات أو كريمات تقي من تكراره مرة أخرى.
عقار الـ: Isotrtinoin أو ما يعرف بالروكتان هو مشتق من فيتامين (أ) وهو علاج فعال ومفيد في حالات حب الشباب الشديدة، والتي تفشل العلاجات التقليدية في السيطرة عليها، وبالأخص التي تترك ندبا وآثارا في الجلد بعد الالتئام، ويوجد له العديد من الاستخدامات الأخرى، ولكن الاستخدام الرئيسي والمعترف به من هيئة الأدوية الأمريكية هو لعلاج الحالات الشديدة من حب الشباب: Nodulocystic acne.
لذلك العقار العديد من الآثار الجانبية والمحاذير والاحتياطات التي يجب الالتزام بها، ومناقشتها مع الطبيب بدقة قبل البدء في العلاج، وبالأخص تلك المتعلقة بالحمل في السيدات.
قد يعطي لك الطبيب كتيبا به المعلومات الوافية عن هذا العقار، وكذلك هناك زيارات للطبيب وفحوصات دورية يجب عملها بصورة شهرية؛ للتأكد من أن الأمور تسير على ما يرام، وليس هناك تغيرات في كيمياء الدم، وبالأخص نسبة الدهون، وأنزيمات الكبد خلال فترة العلاج.
لا يوجد ما يمنع من تناول العلاج للمرة الثالثة، ولكن لابد أن تكون هناك فترة زمنية مناسبة لعدة شهور بين كورسات العلاج وإذا ما أقر الطبيب وصف هذا العلاج مرة أخري؛ فيجب أن تتناوليه هذه المرة بالجرعة والمدة المقررتين، والجرعة اليومية تكون حسب الوزن، والمدة المقررة لاستعمال العلاج تكون في حدود الـ 6 أشهر، وقد تتحسنين بشكل ملحوظ في الأشهر الأولى من تناول العلاج، ولكن إذا توقفت عن استعماله مبكرا؛ فقد تعاود المشكلة في الظهور مرة أخرى.
ولن يحدث العقار التغير المطلوب الدائم في إصلاح التقرن، وحجم الغدد الدهنية في الجلد، وربما يكون ذلك ما حدث معك في المرات السابقة، لا داعي لاستعماله مرة أخري بعد ذلك بشكل وقائي طالما الأمور علي ما يرام، ويمكن للطبيب أن يصف لك بعض العلاجات الوقائية الموضعية؛ ولا يسبب هذا العلاج مسامات بالجلد، ولكنه يقلل من حجم الغدد الدهنية وسمك الجلد بشكل نسبي، ويسبب جفافا واحمرارا وربما أكزيما، وتلك الأمور يمكن تداركها بمستحضرات الوقاية من الشمس، والمرطبات وربما بعض الكريمات الطبية إذا حدثت أكزيما بالأخص بالأطراف.
وفقك الله وحفظك من كل سوء.