كن صديقاً لابنك المراهق وضوابط ضرب الابن

0 627

السؤال

السلام عليكم.
أنا سيدة متزوجة، وعندي ولدان وبنت، ومشكلتي ـ يا سيدي ـ ابني الأكبر، وهو الآن في المرحلة الإعدادية، فكان في السنوات السابقة إنسان جيد جدا، وكان ممتازا جدا، وفجأة تغير في هذه السنة وأصبح عصبيا وكثير المشاكل مع إخوته! وأصبح ضعيفا في المذاكرة.

المهم ـ يا سيدي ـ المفاجأة الكبيرة بالنسبة لي هي: عرفت أنه لم يذهب درسا من الدروس، ويذهب مع صديق له إلى مكتب الإنترنت لكي يلعب الألعاب، ولكن الخوف: هل فعلا يلعب فقط أم يدخل على أي موقع؟ وطبعا حضرتكم عارفون بما على النت، فأنا عندي كمبيوتر في البيت، ولكن عمري ما دخلته على النت، فقط كان يلعب الألعاب وأنا بجواره، وهذه مشكلة لست أدري ماذا أفعل!؟ طبعا انهلت عليه بالضرب لما عرفت هذه المصيبة، وحرمته من الكمبيوتر في البيت، وحرمته أيضا من المصروف، ولا أتكلم معه!

الآن أنا في حيرة، ماذا أفعل!؟ فأنا أخاف من الله كثيرا، وأخاف عليه أن يحصل له أي مكروه، وأنا دائمة التحدث معه في الصلاة والخوف والعقاب من الله، ولكنه لم يستجب لي! ستقول طبعا: فأين الوالد!؟ للأسف ـ يا سيدي ـ الأب لا يصلي! وأنا حزينة جدا من هذا، ولكن تعبت من الكلام معهم في هذا الموضوع، فأرجوكم أفيدوني: ماذا أفعل مع ابني؟ وهل الضرب حرام؟ ولكن ما عندي أي شيء أعمله سوى أني أضربه!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم شادي حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

فلا شك أن لكل مرحلة من عمر الطفل علامات واضحة، وتغيرات معروفة، وخاصة مرحلة المراهقة التي يشعر فيها الطفل أنه أصبح رجلا ولابد أن يتصرف كما يريد، ويصادق من يختار مع شيء من التمرد على الأوامر والتعليمات، خاصة إذا كانت تلقى عليه بصورة إلزامية قاسية.

ومن واجبنا تفهم طبيعة هذه المرحلة الحرجة والمهمة، وذلك بأن نكون أصدقاء لأبنائنا نستشيرهم ونحاورهم، ونشجعهم إذا حالفهم الصواب، ونبصرهم بعواقب الأمور ونحملهم مقدارا من المسئوليات، ونمنحهم جرعات من الثقة مع شيء من الحذر، ونحرص على احترامهم أمام الناس، وإذا أردنا أن نؤدبهم أو نؤنبهم فليكن ذلك بأسلوب لطيف وبعيدا عن أعين الناس وآذانهم، وخاصة الأشقاء والجيران.

وإذا التف بعض الأصدقاء حول الابن فليس الصواب في منعهم من المجيء إليه أو حرمانه من الذهاب إليهم، فإن الخطورة في الصداقات التي تختفي بعيدا عن الأعين، ولكن المطلوب هو معرفة أحوالهم وصفاتهم وبيوتهم ثم محاورة الابن حول الجوانب السلبية في أصدقائه، وسؤاله عن حرص أصدقائه على الصلاة وعن دوره في بذل النصائح لهم ومناقشته في الأسس الصحيحة لاختيار الأصدقاء.

وإذا كان في البيت كمبيوتر فأرجو عدم منعه منه، ولكن الصواب أن نضع هذه الأشياء في الصالات المفتوحة حتى تسهل المراقبة مع اختيار الألعاب المناسبة، وإظهار حاجتك إلى وجوده معكم في المنزل وتكليفه ببعض المهام.

ونسأل الله أن يزيدك حرصا وتوفيقا، ولكن هذه العقوبات قاسية وأخشى أن تكون لها آثارا عكسية وسالبة، وأرجو معرفة الآثار المترتبة قبل إيقاع أي عقوبة، وخاصة عقوبة الضرب التي هي آخر دواء وعلاج، ولا نضرب إلا بشروط ووفق ضوابط معينة مثل:

1- أن يكون الضرب بعد بيان أوجه الخطأ والاقتناع بذلك.
2- أن يكون على قدر الجرم والذنب.
3- أن نتفادى الأماكن الحساسة في جسده كالوجه.
4- أن نعرف أن الهدف هو التأديب وليس الانتقام.
5- أن يكون الضرب بعيدا عن أعين الناس.
6- ألا يكون مع الضرب توبيخ وإهانة.

وأرجو تجنب العقوبات المركبة والشاملة، فإن منع المصروف عنه قد يعرضه لمخالفات ومخاطر ولكن الصواب أن نقلل المصروف إذا كان يستخدمه في المخالفات، والاتفاق مع الوالد على منهج واحد في التوجيه، وهل تركك للكلام معه أثر عليه؟ ولذا أرجو دراسة آثار هذه العقوبات والنظر إليها من كافة الوجوه، فقد تدفعه هذه الإجراءات للارتماء في أحضان قرناء السوء ليعوضوه عن حنانك واهتمامك.

ومن الضروري أن تكون وصاياك له في أوقات مناسبة وبمقدار معقول، مع تشجيعه مع كل خطوة إلى الأمام، وقولي له نعم الرجل أنت إذا واظبت على الصلاة! ونعم البطل أنت إذا سمعت كلام والدتك! فهذا منهج نبوي ينمي الإيجابيات وينبه بطلف على جوانب الخلل من أجل تداركها.

أما بالنسبة للوالد، فلست أدري كيف صبرت على تركه للصلاة طوال السنوات السابقة!؟ وهل تركه للصلاة بالكلية أم أنه يترك أحيانا أو يؤخر الصلوات؟ وعلى كل حال فلابد من حسم هذه المشكلة حتى لا تلقي بظلالها على الأولاد، واحرصي على استخدام كافة الوسائل الممكنة من أجل حمل الزوج على المواظبة على الصلاة.

والمرأة لها وسائل عديدة تؤثر بها على زوجها وأولادها، ولتكن البداية بالدعاء والتوجه إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، ثم اطلبي من الصالحين من أرحامك أن يزوروه قبل الصلاة ويصطحبوه إلى المسجد.

والله ولي التوفيق والسداد!

مواد ذات صلة

الاستشارات