السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من ألم في الجهة اليسرى من الحلق عند البلع، أعتقد أنها اللوز، ولكنها في جهة اليسار، وليست في الجهتين، وقرأت عنها فسمعت كثيرا من الأقاويل التي أرعبتني حقا، فقبل شهرين أخرجت بلغما، وكان يصاحبه دم، وكنت مدخنا فتركت التدخين، واختفى مني البلغم المصاحب بالدم، وقد أتاني مرة واحدة فقط -ولله الحمد-، ولكن عندما قرأت عن ألم اللوزة الواحدة فقط، وما قرأته من نتائج أخافني.
مع العلم أنني عانيت من وسواس الموت، ثم وسواس المرض وأكثر شيء أوسوس فيه هو فقدان الوزن، والغدد حول الرقبة، فتجدني دائما أتحسس رقبتي خوفا من الأمراض، كفانا الله وإياكم منها، ولا أدري ما سبب الألم.
مع العلم أنني لا أعاني من كحة، ولكنني أعاني من انسداد في الأنف مرة في الجهة اليمنى، وأحيانا في اليسرى، ولا أعلم ما السبب؟
واعذروني على الإطالة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdualaziz حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لم تذكر متى بدأ الألم، وهل هو مستمر أم متقطع، وما علاقته مع البلع, وعلى كل حال فالوسواس بالمرض بحد ذاته مرض يستدعي العلاج لدى اختصاصي الأمراض النفسية والعصبية حتى لا يؤثر على مجرى حياتك، ومدى نشاطك وتفاعلك الاجتماعي.
في كل الأحوال لا يمكن إهمال شكاية حقيقية بالألم في البلعوم، وعليك بمراجعة اختصاصي بأمراض الأذن، والأنف والحنجرة ليجري لك الفحص الشامل للأنف، والبلعوم والحنجرة بالفحص العادي وبالمنظار التلفزيوني، وليتأكد من خلوها مما يريب أو يستدعي التعمق في الدراسة أكثر.
أنا أعتبر هذا الفحص الشامل كجزء من العلاج النفسي لوسواس المرض على فرض الفحص كان سلبيا ( سليما ) -إن شاء الله-, وتأكد التشخيص بأن ما تشكو منه هو مجرد وسواس بالفعل، وليس مرضا عضويا؛ حيث إن هذا يعطي المريض اطمئنانا من ناحية سلامته العضوية، ودعما له في العلاج النفسي والتركيز على التغلب على هذه المخاوف، والوساوس, وبنفس الوقت نكون قد قمنا بواجبنا بالاهتمام بشكايتك.
وعلى كل فليس كل ألم هو مرض خطير، فهناك العشرات من الحالات المرضية العادية التي قد تكون سبب هذا الألم وعلاجها بسيط بالأدوية، أو حتى بالجراحة في حالات معينة قليلة، وعلى هذا فلا يجب القلق، بل التوكل على الله، والأخذ بالأسباب ومراجعة الاختصاصي، ولديه الحل -إن شاء الله-.
مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.
++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. باسل ممدوح سمان استشاري أمراض وجراحة الأذن والأنف والحنجرة، وتليها إجابة د. عبد العزيز أحمد عمر استشاري الأمراض النفسية
واضح جدا يا أخي الكريم أنك تعاني من وسواس المرض، وأعراض قلق، وإذا ما ظهر البلغم والدم يزداد هذا القلق والتوتر، -والحمد لله- أن هذا اختفى الآن، وأنصحك بالتوقف عن التدخين نهائيا وعدم العودة إليه حتى ولو تطلب ذلك أخذ علاج لعدم الرجوع للتدخين، وهناك عدت أدوية وعدت علاجات في المساعدة للتوقف عن التدخين؛ لأن هذا مهم؛ فالتدخين في حد ذاته مضر ومؤذ، وبدأ يؤثر عليك صحيا من خلال هذا البلغم المصحوب بالدم، -والحمد لله- أنه أثبتت كل الدراسات أنه عندما يتوقف الإنسان عن التدخين ترجع وظائف الجسم كما كانت هي قبل التدخين، وهذه بشرى، فهذا يخفف من القلق والتوتر، وبالذات خوف المرض الذي عندك.
أخي الكريم: إذا لم تزدد هذه الحالة بعد التوقف، وتوقفت أو خفت أعراض الخوف المرضي -فالحمد لله-، ولكن إذا زادت لأي سبب من الأسباب، فعليك بمراجعة طبيب نفسي لأخذ أدوية أو علاجات نفسية، وليس بالضرورة أن يكون علاجا دوائيا فقط، يمكن أن يكون العلاج نفسيا، ويكون ذلك بالاسترخاء، ومن أهم الأشياء التي تؤدي إلى الاسترخاء هي الرياضة، وبالذات رياضة المشي، المشي يوميا لفترة نصف ساعة يساعد في الاسترخاء، ولا أرى أن الموضوع خطير -كما ذكرت- فقد تحسنت لدرجة كبيرة، وإذا لم تزد الأعراض أو الحالة فلا يجب عليك مراجعة الطبيب، ولكن إذا ازدادت الأعراض يمكنك مراجعة طبيب نفسي لإعطاء أدوية أو علاج نفسي.
وفقك الله، وسدد خطاك.