تسارع ضربات القلب وهلع بعد شرب الحليب الفاسد، فما المشكلة؟

0 110

السؤال

السلام عليكم.

عمري 21 سنة، طالب في كلية الطب، قبل رمضان شربت كأسا من الحليب الفاسد، أصابتني حالة من تسارع نبضات القلب وضيق تنفس وعسر حاد في الهضم والإحساس بنبض في المعدة، وخلال ثلاثة أيام تشكلت طبقة سميكة بيضاء اللون على سطح اللسان.

طبيب الباطنة قام بالفحوصات والتحاليل وتبين معه التهاب جدار معدة حاد مع المريء، ليس سببه جرثومة المعدة، وصف لي أدوية لتخفف إفرازات المعدة، وتسير حركة الجهاز الهضمي.

بعد ثلاثة أسابيع شعرت بالراحة تدريجيا، وبعض الأحيان أعيش بشكل طبيعي، وظننت أنني شفيت.

اليوم أثناء الصلاة أصابتي حالة من التوتر والهلع المفاجىء، استمرت حوالي نصف ساعة، علما أن المرة الأولى استمرت ثلاثة أيام، لم أستطع النوم خلالها، مع فقدان التركيز والشعور بالضياع وضيق الصدر.

أما في المرة الثانية بعد نصف ساعة من نوبة التوتر هدأت أعصابي دون أي تصرف معين، ثم عاد الشعور بوعكة خفيفة في المعدة، إضافة أني قمت بالإفراط في شرب " المتة " قبل السحور، وهو مشروب يحتوي على الكافيين، وأنا أشربه منذ الصغر ولم أتضرر منه، وامتنعت عنه عندما أصابني التهاب المعدة، ولكن بالأمس شربت إبريقا واحدا أما اليوم فشربت إبريقين، فأصابتني حالة التوتر بعد شرب المتة بساعتين، أثناء صلاة الفجر.

ما رأيكم ؟ ماهي حالتي؟ وما هي أسباب التوتر المزعج هذا؟

عذرا للإطالة، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يزن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونرحب بك في الشبكة الإسلامية.

حالتك بسيطة - أخي الكريم - فأنت حين أصبت بالتسمم الغذائي من خلال شرب الحليب الفاسد ظهرت لديك أعراض جسدية من تسارع في القلب وضيق في التنفس، وهذه مرتبطة بالتسمم الغذائي، وفي ذات الوقت أعتقد أنك قد أصبت بقلق المخاوف، وهي التي أدت إلى استمرار الحالة الجسدية معك.

الذي يتضح لي أنك حساس بعض الشيء، ولديك ميول للقلق وللتوترات، وهذا يجعلك عرضة لنوبات الخوف والهرع والقلق حين تكون هنالك مثيرات، مثلا التسمم كان مثيرا، قلقك حول التسمم نفسه كان مثيرا، شربك لهذه النبتة التي ذكرتها - التي تحتمي على كميات كبيرة من الكافيين - تعتبر مثيرا، إذا أنت لديك استعداد لقلق المخاوف، والأمر يظهر جليا حين تكون هنالك مؤثرات أو مثيرات تؤدي إلى تحريك القلق والتوتر لديك.

أول ما تقوم به هو أن تتجنب المثيرات، وقطعا تناول الكافيين بكميات كبيرة يعتبر مثيرا مضرا في حالتك هذه، وحتى إن كنت متعودا عليه فيما مضى فالآن لا يصلح معك، هذه حقيقة.

الأمر الآخر: يجب أن تتجاهل تماما هذه الأعراض، وأن تمارس الرياضة، وبعض تمارين الاسترخاء، ومرة أخرى أقول لك أن التوتر الذي يأتيك معتمد على البناء النفسي لديك، أي أنه في الأصل لديك نوع من الاستعداد له، وقد تكون الجينات الوراثية لعبت دورا في ذلك، أو التنشئة والبيئة التي نشأت فيها، وهذه لا تعتبر حالة مرضية أبدا أخي الكريم.

فأرجو أن تتبع ما ذكرته لك من إرشاد، وفي ذات الوقت هناك دواء بسيط جدا يعرف باسم (دوجماتيل) ويسمى علميا باسم (سلبرايد)، ممتاز جدا للأعراض النفسوجسدية، أريدك أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة، وقوة الكبسولة خمسين مليجراما، تناولها يوميا لمدة أسبوع، ثم اجعلها كبسولة صباحا ومساء لمدة شهر، ثم كبسولة واحدة صباحا لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناوله.

جرعة الدواء صغيرة، ومدة العلاج قصيرة، وهو علاج ممتاز، وليس له أضرار -إن شاء الله تعالى-، ولا يسبب الإدمان.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات