فقدت القدرة على اتخاذ القرار، ما نصيحتكم؟

0 378

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أنا صاحبة الاستشارة رقم 230499، ولقد نصحتموني بأخذ بروزاك واختيار الوقت المناسب لأحدث والدتي التي كنت أعاني منها بسبب عدم فهمها لي، وقد نفذت ما نصحتموني به، والحمد لله أصبحت علاقتي بها جيدة، حيث أخبرتها بحالتي النفسية؛ فبدأت تعاونني وتخفف آلامي.

المشكلة كبرت ـ أعني حالتي النفسية ـ فلقد تعرضت إلى مشاكل في العمل، حيث قامت مديرة المركز بعمل اجتماع وتحدثت عن تقصير المعلمات وأنه يجب أن نحلل الراتب الذي نأخذه.

هذه الكلمات القليلة حولت حياتي إلى جحيم من الوساوس التي طيرت النوم من عيني؛ فلا أنام إلا بعد صلاة الفجر! وأجلس طول الليل وأنا أفكر وأتذكر كل ما قالت لمدة 3 ليال، وانهالت الأسئلة علي: أنا مهملة؟ هل أنا مقصرة؟ هل أنا أتحمل المسئولية؟ لا لا أنا غبية! لا أنا لست غبية بل أنا فتاة طيبة، لا بل إنسانة مهملة غير مؤثرة في المجتمع، إنسانة هامشية ليس لك هدف...إلخ من الحوارات المحبطة داخل رأسي، واستمر هذا الحال حتى بعد تناولي الدواء بمقدار حبتين في اليوم.

أصبحت لا أستطيع الفصل في حياتي، أي لا أقدر أن أتخذ قرارا مثلا عندما كنت متعبة وأردت التغيب عن العمل فإني أقول: ماذا تقول المديرة عني؟ أكيد ستقول أني فتاة مدللة ولا أتحمل المسئولية، وأضطر إلى أن أستشير أختي أأغيب أم لا؟ أشعر أن الميزان الذي في داخلي قد اختفى، الميزان الذي أزن وعلى أساسه أختار القرار، لا أعرف لا أعرف، كلمة تتكرر في داخلي!

أصبحت أتكلم مع نفسي بصوت عال بشكل أكثر وبعنف! وعندما أتحدث مع أحد من أهلي عن مشاكل العمل أجد نفسي آكل أي شيء، بجانبي سلك هاتف أو علبة المناديل، قطعة من البلاستك الصلب الذي تتكسر داخل فمي رغم صلابتها، أنا تعبانة، قولوا لي: أأنا إنسانة جيدة أم أنا مهملة؟ أأنا غبية أم ذكية؟

أنا آسفة للإطالة، وشكرا، أرجو أن تردوا علي في أسرع فرصة؛ لأن آخر ما توصلت إليه هو أن أستقيل من العمل، ولقد استشرت أهلي وعلى رأسهم أمي فقالوا: على حسب راحتك، كما أرجو أن تصفوا لي دواء يساعدني على النوم ويكون متوفرا في بلدي.

هناك مشكلة أخرى، وهي أني أعاني من الضعف الإملائي وأنسى الحروف وتهجيها، فعندما أكتب وهناك من يقرأ كتابتي تهتز يدي وينشل عقلي!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ع.ن.و حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

لا شك أن الوساوس القهرية يعرف عنها أنها من الأمراض الذكية إذا جاز التعبير، حيث يمكن أن يتبدل الوسواس من حال إلى حال، ومن فكرة إلى أخرى، فأرجو أن لا تستغربي ما حدث لك.

كما أنه كثيرا ما يكون مصحوبا بالقلق والتوتر، ولكن ذلك لا يعني مطلقا الاستسلام له، فهو مرض يمكن معالجته، وذلك بالمقاومة، وتبديل الأفكار والأفعال الوسواسية بأفكار وأفعال مضادة، كما أن الأدوية الحديثة أصبحت فعالة جدا.

في حالتك أود أن أضيف دواء آخر يعرف باسم فافرين، والجرعة التي أود أن أصفها لك هي 100 مليجرام ليلا، تؤخذ مع كبسولتين من البروزاك في الصباح، وتستمري على هذا المنوال لمدة ستة أشهر على الأقل، ثم بعدها يمكنك التواصل معنا للنظر في أمر تخفيف الجرعة .

أرجو أن لا تستقيلي من عملك، حيث أن الإنسان حين يكون تحت ضغوط نفسية مهما كانت بسيطة ربما يتخذ قرارات خاطئة، فأنت إن شاء الله ستكونين بخير، وسيهيأ لك إن شاء الله الجانب المشرق في الحياة، مما يجعلك قادرة على اتخاذ القرارات الإيجابية .

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات