السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب أبلغ من العمر 24 عاما، لدي مشكلة، وهي أنني أحب أن أصبح اجتماعيا، وأحب مخالطة الناس، وأتمنى أن يلتف بحياتي المزيد من الأشخاص.
نعم لدي أصدقاء جميلون جدا، وهم قلة، ولكني دائما أرغب في المزيد، أستطيع مخاطبة أي شخص عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقد نكون على وفاق تام، ولكن عندما أخرج حتى مع أصحابي لا أستطيع الكلام، ودائما أكون ساكتا، لا أعرف فيم أتكلم، ولا كيف أخوض حوارا أو نقاشا جادا، أو مفيدا، بل حتى مع العائلة أذهب إليهم أو حتى عندما يزوروننا لا أستطيع الكلام، بل أكون ساكتا أغلب الوقت وأداعب هاتفي النقال، لا أستطيع النظر في أعينهم، أشعر بأنني دائما أدنى منهم.
بالفعل فأنا في وظيفة أقل منهم، وأستلم مرتبا أقل منهم، وأركب سيارة أقل بكثير من سياراتهم، لست والله أبدا أحسدهم، بل أتمنى لهم الخير والزيادة، ولكن هذه النظرة الدونية لذاتي جعلتني أكرههم وأفضل عدم الذهاب إليهم، زاد الأمر حتى أصبحت أخشى على أبنائي إذا تزوجت أصلا، كيف أريدهم أن يصبحوا شيئا مميزا وأنا بشهادة دبلوم عال، كيف سأستطيع تعليمهم وإنضاجهم حتى لا يمروا بمثل ما مررت به أنا؟ كيف ذاك وفاقد الشيء لا يعطيه؟
لا أستطيع الارتقاء بمستواي التعليمي لظروف مادية وأسرية، أسرتي تعتمد علي، ولا أستطيع خذلانهم لكي أحصل على شهادات أفضل، وفي نفس الوقت لا أريد خذلان أبنائي، لا أريد لهم نفس المستوى التعليمي والمعيشي الذي أنا فيه.
دائما ما أجد نفسي في مقارنات مع الناس، فلان أفضل مني، وفلان لديه سيارة أفضل مني، أريد أن أكون الأفضل في كل شيء، أعلم أن هذا محال، ولكني أشعر بأني فاشل عاجز عن تقديم أي شيء لنفسي أو لمجتمعي، أحس بأنني فراغ في فراغ.
جميع أصدقائي ومن هم في عمري تزوجوا وسافروا، ومنهم من أنجب الأبناء، ومنهم من واصل التعليم العالي حتى حصل على أعلى الشهادات، وأنا لا شيء! مرتبي يذهب بمجرد أن أستلم رسالة إيداعه، أصبح بنصف الشهر متدينا من الناس، ما الحلول لإخراجي من هذه الكآبة والظلمة؟
وأيضا أحيانا أنظر لمن هم دوني فأعلم أنني في نعمة وأحمد الله، ولكن لا ألبث حتى أعود لتلك الوساوس، والعالم المظلم؛ مما دفعني إلى الكذب فأصبحت كذابا، أكذب في مسماي الوظيفي، أكذب بشأن شخصيتي، أكذب بشأن مرتبي، أكذب بكل شيء.
أفيدونا جزاكم الله جنته.