كنت على علاقة عاطفية بشاب ثم توفي.. هل لي أن أزور عائلته أسبوعيا؟

0 122

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر 21 سنة، طالبة جامعية, قبل سنتين ونصف كنت أواعد شابا يكبرني بـ 3 سنوات، وكان ذلك لمدة 4 سنوات ونصف، كنت أحبه حبا كبيرا إلا إننا افترقنا لاختلاف المستوى الثقافي بيننا، وتبت إلى الله، وأدركت أن القضية محرمة من أساسها -والحمد لله-.

قبل يومين أتاني خبر وفاة هذا الشاب كالصاعقة إثر حادث سير، إذ أني ومن شدة تأثير الصدمة لا زلت لا أصدق خبر موته.

ذهبت لزيارة بيت عائلته البارحة، ووجدت أمه وأخواته في حالة أقل ما يقال عنها أنها مزرية, أريد أن أقوم بزيارتهم من الآن فصاعدا مرة في الأسبوع، فهل هذا يجوز؟

وإذا كان كذلك أرجوكم ساعدوني، كيف أتعامل مع أمه وأخته في هذه الحالة؟

أجركم على الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة فريال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

- شكر الله لك حسن ظنك، وتواصلك مع الموقع, وسؤالك عما يهمك في أمر دينك, وأسأل الله تعالى أن يهدينا وإياك الثبات على الدين وإلى صراطه المستقيم.

- من المهم – أختي العزيزة – تذكيرك بحرمة ما كنت عليه من أمر التواصل غير المشروع مع الشاب المتوفى –غفر الله له ورحمه– والحرص على تحقيق التوبة الصادقة والنصوح, وذلك بالاستغفار لله تعالى, والندم على فعلك, والإقلاع عن التواصل مع الشباب الأجانب, والعزم على عدم العودة إلى ذلك وفقك الله لكل خير: (وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون)، (يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار..).

- إن الحادث الأليم الذي جرى على هذا الشاب –رحمه الله– فيه لك ولنا أكبر درس وعبرة وموعظة وتذكرة للغافل أن الموت لا يمهل أحدا، ولو كان شابا قويا:

"الموت يأتي بغتة ** والقبر صندوق العمل

فعلى العاقل والمسلم خاصة – ذكرا كان أو أنثى – أن يعمل لآخرته كأنه يموت غدا, وذلك بالإقبال على الطاعات وترك المعاصي والشهوات المحرمات, والإكثار من الذكر والعبادة، والمحافظة على الصلاة وقراءة القرآن، ومتابعة المحاضرات والمواعظ، والبرامج النافعة والمفيدة، ولزوم الصحبة الطيبة.

أما بخصوص سؤالك عن جواز زيارة أهل الشاب المتوفى – رحمه الله – كل أسبوع, فهو أمر جائز شرعا, إلا أني أنصحك بالحذر من الالتزام بذلك منعا من تذكر العلاقة، والتي لا يجوز اعتبارها والتعلق بها؛ لعدم مشروعيتها ودفعا للشبهة عنكما وكلام السوء.

وأما بصدد التعامل مع أمه وأخته فشأنهما كشأن غيرهما في استحباب حسن المعاملة لهما، والقيام بواجب العزاء والمواساة, مع ضرورة الستر وحفظ السر؛ حفظا للسمعة والعرض, كما ويستحب الدعاء له بالعفو والمغفرة والرحمة.

نسأل الله أن يتولانا ويتولاه بواسع رحمته ومغفرته، ويختم لنا وله بالتوبة والجنة.

مواد ذات صلة

الاستشارات