السؤال
تزوجت في سن الثانية والعشرين من زميلتي بالدراسة، وكنت سعيدا بها جدا ورزقت منها بأولادي الثلاثة: بنتان وولد، وكانت حياتنا هادئة إلا أنني كنت دائما أبحث عن شيء ما خارج المنزل، وكنت أجاهد نفسي لئلا أقع في معصية، وقد من الله علينا بفضله بالحج إلى بيته الحرام أكثر من مرة، وكنت أعرف في عائلتي بأصغر زوج وأصغر حاج؛ لما اعتاده الناس في بلدي من تأجيل الحج، وكنت دائما أحافظ على الصلاة والعمل الصالح ما استطعت إليه سبيلا، وكنت أعمل في مجال السياحة في وظيفة إدارية مرموقة، ولم تنل مني مغريات العمل من خمر أو نساء وهي أشياء متوافرة بكثرة وسهولة في هذا المجال، وكنت قلقا من حرمة العمل به حتى أفادني الأئمة الأزهريون بأنه لا بأس طالما أنه ضرورة لعدم وجود عمل آخر.
عندما تيسر لي عمل أقل دخلا وأقل مكانة توجهت إليه مفضلا إياه على ما به شبهة، وكنت دائم الإحسان إلى أهلي، إلى أن تركت عملي لأسباب خارجة عن إرادتي، وظللت بلا عمل أربع سنوات طويلة، تسلحت فيها بالصبر وبما كان معي من فضل نعمة من الله، ولكن تبدل حالي إلى العصبية الشديدة، وتولد لدي إحساس بالغضب من زوجتي؛ لشعوري أنها كانت السبب فيما حدث، ولكني لم أصارحها بهذا واجتهدت في حسن العشرة، ولكن داخلي غضب ينطلق لأتفه الأسباب.
بدأت أتعرف إلى نساء أخريات دون ارتكاب ما يسيء إلي أمام نفسي وأمام الله، وكنت دائما أقارن بين من أعرف وزوجتي فترجح كفة زوجتي، مع أنها تكبرني بثلاثة أعوام، ومن تكرار التعرف على فتيات ونساء اكتشفت أشياء لم تكن تشغلني من قبل في النساء من ليونة وأساليب ناعمة للتأثير على الرجل، ووجدت أن هذا مفقود في بيتي من زمن بعيد، ولكنه كان لا يشغلني لحبي لزوجتي كما هي، واحترامنا المتبادل.
مع تقدم العمر وكبر الأولاد ازدادت الفجوة قليلا، وازداد بحثي خارج المنزل، إلى أن قابلت سيدة من عائلة ميسورة ومطلقة وتعلقت بها جدا، فصارحت زوجتي بهذا وأنني سأتزوجها لأنني لا أحب أن أغضب ربي؛ فكانت الطامة الكبرى على رأسي، فذهبت زوجتي إلى دار الإفتاء بالأزهر وتفضل الشيخ الفاضل بأن أعطى فتواه بأنني سفيه ويجب الحجر على أموالي.
لما كانت تملك توكيلا عاما مني للسحب من البنوك فقد سحبت أرصدتي من البنوك بعد أن أعدت حملة تشهير بي وبموافقة أختي، وبالطبع أهلها!
انتهى الأمر بأنني استرددت بعضا من مالي وتزوجت ممن أريد، فأصرت على أن تطلق أو تمنع نفسها عني وتمنعني من دخول بيتي إلا بإذن مسبق.
انتقلت إلى بيت جديد كنت اشتريته لها وجهزته من كل شيء، ولكن كل هذا لم يزدها إلا فرارا، واستمرت في حملات التطاول والتشهير بي وبزوجتي حتى أصبحت حياتي الجديدة جحيما وانفلت زمام الأمر مني مع زوجتي الجديدة، وأصبحت سيئة المزاج والتعامل لكثرة انشغالي بحل مشكلات أولادي التي كانت تخلقها لهم أمهم، وخوفا على بناتي من تراكم الأثر النفسي أكثرت من وجودي مع عدم وجود علاقة زوجية؛ مما كان يزعجني ويصل إلى حد الإحراج أمام أولادي!
انعكس كل هذا على الحياة الثانية إلى أن فسد الأمر تماما من الإهمال ،وعدم التقيد بما فرض الله في طاعة الزوج وحفظ غيابه، فهل إن طلقتها أكون آثما لأظل في بيتي مع أولادي، مع الألم النفسي الذي أعانيه من رؤية والدتهم التي أخفي عنها مشاعر الكره للحفاظ على حياة صحية لأولادي، أم أنني هكذا أكون ظالما لنفسي وللجميع من حولي؟