ابنتي عمرها 17 سنة وترفض تغطية شعرها.. ماذا أفعل؟

0 165

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي مشكلة نفسية تؤرقني وأجد نفسي أدعو الله ليلا نهارا وأنا أبكي، وتضايقني كثيرا، وهي أن ابنتي وعمرها 17 عاما لا توافق على ارتداء الحجاب ( تغطية شعرها)، رغم أنها تصلي وتقرأ القرآن، وحاولنا معها مرارا، ولكن للأسف دون فائدة حتى الآن، والمشكلة أنه حينما يفتح هذا الحوار تتوتر، ويؤثر هذا على صحتها، وهي مريضة بالسكر، ويحزنني هذا كثيرا.

أعتقد المشكلة النفسية لدي، فأنا لا أستطيع أن لا أكون حزينة، ولا أريد أن أضرها أيضا، وفي الوقت نفسه لا أعرف هل أترك الموضوع للوقت فقط، وأظل أدعو أن يهديها الله؛ لأني إذا غضبت؛ أخشى أن تتأثر صحتها جدا ونكون سببا في ذلك.

أنصحوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nahla حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أختنا الكريمة- في الشبكة الإسلامية، وردا على استشارتك أقول:

فطالما والبنت تصلي وتقرأ القرآن الكريم، فهذا يعني أن فيها خيرا كثيرا، والذي أتوقعه أن لها زميلات كاشفات أو مدرسات هن من أثر عليها في هذا الجانب، ولذلك فإني أنصحك به ما يأتي:

- التركيز على توثيق صلتها بالله تعالى من خلال الممارسة العملية دون الإكثار عليها من الكلام في مسألة الحجاب، والاجتهاد في تقوية إيمانها من خلال تنويع الأعمال الصالحة ومشاركتها فيها، كصيام بعض النوافل، وصلاة الوتر، ومدارسة القرآن الكريم، وشيئا من تفسيره من خلال تفسير ابن كثير مثلا أو تفسير العلامة السعدي، وقراءة أحاديث أبواب منتقاة من كتاب رياض الصالحين، مع شرحها للشيخ العلامة ابن عثيمين؛ فذلك كفيل بإذن الله تعالى أن يغير من سلوكياتها تدريجيا.

- اجتهدوا في تغيير جليساتها؛ فإن بصمة الجليس تظهر سريعا على الإنسان كما قال عليه الصلاة والسلام: (إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا، طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحا خبيثة)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)، ويقال في المثل: الصاحب ساحب.

- سلطوا عليها الفتيات الصالحات المحجبات يجلسن معها ويصادقنها دون أن تشعر أنكم من طلب من تلك الفتيات ذلك، ولا يباشرنها بالكلام على الحجاب، وليكن خطابهن لها فيه شيء من الرفق والحكمة.

- أكثري من التضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وتحيني أوقات الإجابة، وسلي الله تعالى أن يصلحها، وأن يلهمها الرشد ويجنبها رفيقات السوء، وأكثري من دعاء ذي النون، فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).

- لا تحزني؛ فالحزن لن يجدي شيئا، بل كوني واثقة أن الله تعالى سيهديها، وظني بالله خيرا، ففي الحديث القدسي (أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما يشاء، فإن ظن خيرا فله... ) الحديث.

- كوني قدوة لابنتك في كل سلوك حسن، واجعليها تستمع للمواعظ المؤثرة دون أن تشعر أنك تقصدينها بذلك، كأن تجعلي الموعظة شغالة في حال إحساسك قرب وصولها إلى البيت.

- لا بأس أن تنصحيها برفق ولين ما بين فترة وأخرى، ولو كانت متباعدة، وتحيني الوقت والمكان المناسبين، فإن رأيت تضجرها؛ فاقطعي الحديث معها، وأجلي الكلام لوقت آخر.

- اجلسي أنت ووالدها معها وانظرا في قناعاتها حول موضوع الحجاب، واستمعا لما عندها من الشبه التي قد تحتاج منكما إلى إجابات مقنعة، فالحوار الهادئ والهادف سيوصلكما لمبتغاكما.

- أن تحتجب بقناعة خير من أن تحتجب إكراها؛ لأن الاحتجاب بقناعة لن يجعلها تترك الحجاب لأي سبب آخر، بخلاف ما لو احتجبت مكرهة، فإنه إن زال عندها سبب الإكراه عادت إلى السفور مرة أخرى.

- أنصحك أنت ووالدها بقراءة كتاب (عودة الحجاب) لفضيلة الشيخ/محمد أحمد إسماعيل المقدم، فذلك سيعينكما على الإجابة على كثير من تساؤلاتها.

- أكثري من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فذلك من أسباب تفريج الهموم كما قال عليه الصلاة والسلام: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك ويغفر ذنبك).

- أكثري من تلاوة القرآن الكريم، وحافظي على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك يقول تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ۗ ألا بذكر الله تطمئن القلوب).

نسعد بتواصلك ونسأل الله تعالى أن يقر عينيك بصلاح ابنتك، إنه سميع مجيب.

مواد ذات صلة

الاستشارات