السؤال
السلام عليكم
جزاكم الله كل خير على هذا الموقع الرائع، وتحية واحترام لكم.
أنا شاب بعمر 24 سنة، شعري يغطي كل رأسي بشكل جيد، ولا يوجد علامات صلع واضحة، ولكن أشعر بأن شعري خفيف ويتساقط، وأرغب بشعر كثيف ورائع.
تواصلت مع أطباء مختصين بزراعة الشعر، ورفضوا الزراعة، لأن حالتي ليست بحاجة، ولكن نصحوني بأخذ إبر بلازما بالرأس.
تواصلت مع بعض المراكز الطبية في فلسطين، وعرضوا علي إبر البلازما، فهل هذه الإبر لها نتائج جيدة ومفيدة، وتعمل على تكثيف الشعر وإغلاق الفراغات في حالتي أم أنها إعلانات تجارية؟ وهل لها أعراض جانبية أو مستقبلية؟ وهل تعتبر علاجا مؤقتا أم دائما؟
علما أني منذ الصغر أعاني من شعر خفيف جدا في المنطقة الخلفية، منذ كنت بعمر 14 عاما وهي بنفس الحجم، ما تغيرت لا بالزيادة ولا النقصان، وأشعر في بعض الأوقات أن الخفة تقل وبعض الأوقات تزيد.
أنا منذ الصغر أعاني من ضعف في المنطقة المانحة من الرأس، فهل يمكن اقتطاف الشعر من جوانب الرأس لأنها كثيفة جدا عندي، في حال الرغبة بالزراعة مستقبلا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أعتقد أن ما تعاني منه هو بداية للصلع الوراثي، وهو عادة لا يكون مصحوبا بتساقط ملحوظ في الشعر, وإنما يكون مصحوبا بحدوث فراغات في فروة الرأس, نتيجة صغر أو ضمور في الشعر في هذه الأماكن, ويمكن التعرف على ذلك من خلال فحص الشعر إكلينيكيا بواسطة الطبيب، أو باستخدام بعض الأجهزة المساعدة، مثل الـ (Dermoscope).
مشكلة الصلع الوراثي تستلزم العلاج مبكرا قبل ضمور بويصلات الشعر، وحدوث تفريغ لفروة الرأس لا يمكن علاجه بالمستحضرات الموضعية.
العلاج الأمثل والمتاح بشكل واقعي في الوقت الحالي لعلاج الصلع الوراثي، هو مستحضر المينوكسيديل الموضعي, وبالتركيز المخصص للرجال 5%، ويجب استعماله بالجرعة السليمة، ولفترات طويلة، ومن المعروف أن الصلع الوراثي مشكلة ممتدة، وتزداد شدته مع مرور الوقت.
لذلك عند التوقف عن العلاج قد تعود الأمور إلى ما كانت عليه، وربما يسوء مع الوقت، وليس عيبا بالعلاج كونه فعالا عند الاستعمال وتعود الأمور إلى سابق عهدها أو تتدهور عند التوقف؛ لأن ذلك هي طبيعة الصلع الوراثي، وهو يعالجها أو يقاومها.
لذلك يجب استخدامه بالجرعة الكاملة، وبشكل مستمر، واعتباره جزءا من نمط الحياة اليومي، ويستخدم بمعدل (6) بخات مرتين يوميا على فروة الرأس وهي جافة، والتأكد من تلامس المستحضر مع فروة الرأس؛ حتى لا يضيع على الشعر، ولا داعي بالتفكير باستبداله إذا كان فعالا، ولا يسبب لك مشكلات مصاحبة، وعليك أن تتابع مع الطبيب وتتواصل معه باستمرار.
هذا الدواء مصرح له بالاستخدام، ولا يحتاج لوصفة طبية للحصول عليه، وهذا يعني قلة حدوث مشكلات أو آثار جانبية مصاحبة، ولكن ربما تحدث بعض المشكلات مثل سائر العلاجات؛ فقم بقراءة النشرة الداخلية بشكل جيد، وأنصح أن يكون العلاج تحت الإشراف الطبي؛ لإعطائك كل المعلومات الوافية عن المستحضر، والمحاذير المتعلقة باستخدامه، والآثار الجانبية، ومتابعة حالتك.
أما بالنسبة لحقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية؛ فهي من التقنيات الحديثة المستخدمة في علاج الكثير من الأمراض، ومنها تساقط الشعر بأنواعه المختلفة، وفكرته تقوم على حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية بأنسجة الجلد أو فروة الرأس، وتفرز هذه الصفائح عوامل نمو محفزة لنمو الشعر أو على حسب الغرض أو المكان الذي سوف تحقن به، وتوجد دراسات وتجارب مشجعة، ويمكن استعماله لفترة بالإضافة للمينوكسيديل.
أتصور من خلال المعلومات المذكورة بالاستشارة أنك لست بجاحة حقيقية لزراعة الشعر في المرحلة الحالية، والأفضل أستعمال العلاج كما وصفتة لك لفترة كافية، ثم تقييم الأمور بعد ذلك، ولا يوجد ما يمنع من أخذ الشعر من الأماكن المانحة، بخلاف الأماكن التي يظهر فيها الصلع الوراثي، ولكن إن أخذت بويصلات شعر من أماكن ظاهرة أو غير متعارف عليها أو بكمية كبيرة من المنقطة الخليقة؛ فسيكون هناك ندب واضحة في تلك الأماكن، وربما يكون ذلك مزعجا بشكل كبير.
أنصحك بزيارة طبيب أمراض جلدية مشهود له بالكفاءة؛ لتقييم مشكله تساقط الشعر عندك، ومعرفة سببها، وعمل ما يلزم، واختيار أفضل علاج مناسب لك بعد ذلك.
وفقك الله وحفظك من كل سوء.