السؤال
السلام عليكم
أنا شاب بعمر 29 عاما، في بداية عيد الفطر جاءني أرق ولم أستطع النوم إلا ساعات قليلة، فذهبت لصيدلاني لأطلب منه دواء للنوم، فأعطاني سيروكويل (seroquel)، فأخذت حبة منه، ونمت 11 ساعة.
استيقظت وأنا أشعر بغثيان ودوخة وخفقان، فذهبت لطبيب فوجد أن السكر منخفض لدي، فقال: أقطع هذا الدواء لا تستخدم هذه المنومات، وفي اليوم التالي استمرت معي الأعراض، وضعف شديد في التركيز، ونعاس وضعف الذاكرة، وأشعر أني لست كما كنت، ولست طبيعيا.
أنا في حالة قلق من هذا الموضوع، وفقدان شهية، ولا أستطيع قيادة السيارة، ولا القيام بأي عمل حتى وظيفتي غبت عنها، ولي ثلاثة أيام من هذا الخلل.
الذي أعاني منه ضعف في الذاكرة، وأشعر أني سأفتقد عقلي، وتركيزي ضعيف جدا، وفقدان التوازن ولست على ما يرام، رغم أني استخدمت حبة واحدة فقط، وبعدها تركته، وأشعر بعدها أني لست طبيعيا، ودائما في فراشي منطو في الغرفة، خوفا أن يحصل لي شيء، وأنا في حالة نعاس متصل، حتى بعد النوم عيناي شبه منغلقتين، ولا أخرج من البيت، وحينما أريد أن أقرأ أي شيء يصبح لدي صعوبة في التركيز.
هل هذا الدواء يسبب خطورة على العقل؟ هل يغير التفكير ويسبب ضعفا في المخ والذاكرة والتركيز والموصلات العصبية؟ هل تنصحونني بالذهاب لطبيب نفسي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الإله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأرق واضطراب النوم الذي يصيب الناس بعد عيد الفطر هذا شيء طبيعي، ويعاني منه الكثير من الناس، نسبة للسهر في آخر أيام رمضان إما للعبادة أو صار عادة عند بعض الناس أنهم يسهرون طيلة الليل في رمضان وينامون بالنهار، مما يترتب عليه بعد انتهاء رمضان أنهم يعانون من عودة النوم الطبيعي، وهذا يحدث بالتدرج، وما كان يجب أن تأخذ له أدوية.
أخي الكريم دائما ننصح الناس بأن لا يأخذوا أدوية من الصيدلية مباشرة، الأدوية النفسية بصورة عامة يجب دائما أخذها تحت إشراف طبيب نفسي، لأنه هو أعلم بآثارها الجانبية، وأعلم بجرعاتها.
لا أدري ما هي الجرعة التي أعطاك إيها الصيدلي، عادة السيركويل نبدأ بجرعة صغيرة جدا في البداية، ونزيدها يوميا ولا نبدأ بجرعة كبيرة، لا أدري ما هي الجرعة التي أعطاك إيها.
نأتي للدواء السيركويل -أخي الكريم- أو الكويتابين هو مضاد للذهان ومضاد للاكتئاب ومهدئ ويعطى للنوم، ومن الطبيعي أنك لم تأخذه من قبل، فهذا أدى إلى أن تنام فترة طويلة.
أعتقد أن فترة النوم الطويلة مع عدم الأكل هي التي أدت إلى انخفاض السكر في الدم، الدواء بنفسه لا يسبب انخفاض سكر للدم.
أطمئنك أن هذا الدواء لا يؤثر على المخ، لا يقلل التركيز، ولا يؤثر على وظائف المخ بأي شكل من الأشكال، بالعكس هو أحيانا يعطى كما ذكرنا للاضطراب الذهاني الذي يكون فيه عادة اضطراب في التفكير، وضعف في التركيز، ويعطى للاكتئاب.
استمرار النعاس لفترة من الوقت هذا شيء طبيعي، وسيذهب بإذن الله، فما زال الوضع عندك نعاس ومشاكل، وأنا أعتبر جزء منها نوع من القلق والتوتر أصابك بعد أن نمت نوما طويلا، فيمكنك زيارة طبيب نفسي لمزيد من الاطمئنان على حالتك، ولكن اعتبر أن هذا شيء طبيعي، وسيزول بمرور الوقت.
وفقك الله وسدد خطاك.