التفكير والخوف من الموت مسيطر علي!

0 165

السؤال

السلام عليكم.

طرحت عليكم مشكلتي من قبل وعن إصابتي بالغدة واكتئاب ما بعد الولادة ونقص فيتامين (د)، حيث بدأت حالتي من هنا، وما زلت أعاني منها إلى الآن، وأشعر بالخوف أحيانا، فأنا كثيرة الحزن والتفكير السيئ، وتنتابني نوبات هلع، وأشعر بخفقان شديد، وأخاف من الموت، الخوف غير الشرعي خوف مرضي، وأفكر كثيرا فيما بعده، وأن سرعة الأيام مخيفة، وأن الساعة قد اقتربت، وأخاف خاصة من كلمة سرعة، وأصبحت كلما أفتح مواقع الاتصال أبحث عن: هل الأيام سريعة أم بطيئة؟ وبمجرد ما أقرأ أن الأيام سريعة يأتيني الخفقان، وأشعر بالخوف والحزن، وحتى في حياتي مع الناس أسألهم هل تشعرون أن الأيام سريعة؟ هل الأيام بطيئة أم سريعة؟ كيف ترون هذا الشهر مر سريعا أم بطيئا؟

وأفكر كثيرا بمصير ابني وزوجي بعد الموت، والتفكير مسيطر على عقلي وقلبي، وكرهت الجمعات بعد أن كنت إنسانة اجتماعية، وفقدت الاستمتاع بحياتي، وأرهقني الحنين للماضي وكثرة التفكير فيه، التفكير مسيطر على أيامي وأصل أحيانا إلى درجة البكاء على الماضي، هل من حل لحالتي؟ ساعدوني حتى لو باسم دواء يفيد حالتي فأنا لم أعد أحتمل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أم فهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء وأرحب بك -أيتها الفاضلة الكريمة- في إستشارات الشبكة الإسلامية مرة أخرى.

أيتها الفاضلة الكريمة، قطعا لا بد أن تصحح أوضاع الغدة الدرقية، كما أن نقص فيتامين (د) لا بد أن يكمل ولا بد أن يعالج، هذه أمور أساسية جدا. الأمر الآخر: كل الذي تعانين منه هو قلق المخاوف، والخوف الشرعي من الموت -أيتها الفاضلة الكريمة- أمر مطلوب كما تدركين، وهذا لا يتأتى إلا إذا بنينا قناعات مطلقة أن الموت لا مشورة حوله ولا أحد يعرف مقدمه، لكنه يأتي قطعا ودون شك، والإنسان يعمل لما بعد حياته، والإنسان لا بد أن يفكر بصورة إيجابية وواضحة وأن يكون مستعدا للقاء ربه، ومن فرح بلقاء ربه فرح الله به.

أيتها الفاضلة الكريمة، هذا لا يعني أبدا أن لا نعيش الحياة بقوة، بل على العكس تماما، نعيش الحياة بقوة وامتاع واجتهاد ومثابرة وبناء هكذا -أيتها الفاضلة الكريمة- يجب أن تكون الأمور، والدعاء -خاصة أذكار الصباح والمساء- يبعث في نفس الإنسان طمأنينة عظيمة، وهذا أمر مجرب، فاحرصي على هذه الأذكار بتمعن وتدبر -وإن شاء الله تعالى- يزول عنك هذا الخوف المرضي تماما.

تواصلك الاجتماعي لا بد أن يكون جيدا وفعالا، إذهبي إلى مراكز تحفيظ القرآن، شاركي في أي جمعيات نسوية مفيدة على نطاق الأسرة والأهل، كوني شخصا مميزا ونافعا، أسدي النصيحة لمن يحتاجها، أكثري من القراءة، ومن الاطلاع، ومن اكتساب المعرفة، وشيء من الرياضة التي تناسب المرأة المسلمة أيضا سوف يكون فيه خير كثير بالنسبة لك، نحن نذكر هذه التوجيهات كثيرا لكن قليل من الناس هو الذي يطبقها، أنا أريدك أن تكوني واحدة من هذا القليل، فأرجو أن تلتزمي بها.

بالنسبة للدواء؛ إن استطعت أن تذهبي إلى طبيب نفسي فهذا أمر جيد، وإن لم تستطعي فعقار زوالفت والذي يسمى سيرترالين هو من الأدوية الفاعلة والنافعة والسليمة وغير الإدمانية، والتي لا تؤثر على الهرمونات النسوية، وأعتقد أنه يناسب حالتك جدا، لكن -أيتها الفاضلة الكريمة- شروط الانتفاع بالدواء واضحة جدا، وهي أن يلتزم الإنسان بالجرعة والمدة العلاجية -ونسأل الله تعالى أن يسخر الدواء لأن يكون نافعا-. جرعة السيرترالين أو ما يسمى بالزوالفت أو الاسترال هي أن تبدئي بنصف حبة 25 مليجراما يتم تناولها ليلا بعد الأكل لمدة 10 أيام بعد ذلك اجعليها حبة كاملة واحدة ليلا أي 50 مليجراما، استمري عليها لمدة شهر، ثم اجعليها حبتين ليلا أي 100 مليجرام لمدة ثلاثة أشهر ثم انتقلي إلى الجرعة الوقائية العلاجية وهي أن تجعلي الجرعة حبة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى نصف حبة أي 25 مليجراما ليلا لمدة أسبوعين، ثم 25 مليجراما يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

مواد ذات صلة

الاستشارات