السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة من عائلة محافظة جدا، ذات دين وخلق -والحمد لله-، ومن خلال وجودي في مواقع التواصل أعجب بي شاب وأراد الزواج بي، لكنني لم أصدقه، مع أنه يحلف، وأنه صادق، وطلب رقم والدتي، ولكني لم أعطه حتى أختبره.
تعرفنا على بعض لمدة 10 أشهر فقط، نتواصل فقط بالرسائل، فهو من مدينة مختلفة عن مدينتي، فما الحل؟ وكيف أخبر أهلي عنه، وهل يوجد رجال يتزوجون بهذه الطريقة؟
أفيدوني مع الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سوسو حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
مرحبا بك -ابنتي الكريمة- في الشبكة الإسلامية، وردا على استشارتك أقول:
التواصل والتراسل مع الرجال عبر وسائل التواصل الاجتماعي فيه مخاطر كثيرة ما لم تكن منضبطة بضوابط الشرع، كأن تتواصلي مع عالم أو داعية لغرض السؤال عن بعض القضايا الدينية مثلا.
أكثر الذين يذكرون للفتيات أنهم يريدون الزواج منهن إنما يريدون أن ينصبوا شباكهم لإيقاعهن في الفخ، وإلا فكيف يريد أن يتزوج بفتاة لا يعرفها ولم يرها، خاصة وأن الذي تتراسلين معه بحسب استشارتك إنما تتراسلين معه كتابة ثم هو من مدينة أخرى.
طلبه لرقم هاتف والدتك قد يكون وسيلة للضغط عليك إن حصل عليه، حتى يهددك بالاتصال بها في حال رفضت التحدث معه، ومن ثم سيجرك من خطوة إلى أخرى.
أنني أتفهم رغبتك في الزواج، وأقدر حاجتك لإشباع عواطفك لكني أنصحك ألا تذلي نفسك مع هذا الصنف من الناس، هذا الشخص أنت لا تعرفينه، ولا تعرفي شكله ولا هل هو صاحب دين وخلق، وهل أهله سيوافقون على الزواج بك، أم أنهم لا يريدونه أن يخرج عن إطار القبيلة مثلا؟ وهكذا بالنسبة لأهلك فلا تعلقي نفسك بالسراب.
أنت من بيت محافظ، ولو افترضنا أن هذا الشخص كان صادقا ويريد الزواج بك ثم أتى من تلك المدينة وأهلك لا يعرفون أهله، وهم لا يعرفونكم فأخشى أن أهلك يشكون فيك أنك كنت على تواصل معه لأنهم قد لا يجدون من يعرفهم عليكم من سكان مدينتكم، فاحذري من أن تعطيه رقم هاتف أي فرد من أفراد أسرتك، واقطعي التواصل معه تماما سواء بحضر تواصله أو تغير رقم هاتفك.
الزواج رزق من الله تعالى لا يأتي بشدة الحرص، ولا يفوت بالترك ورزقك سيأتيك في الوقت، وبالشخص الذي قدره الله أن يكون زوجا لك، تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وسليه أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في هذه الحياة، واحرصي كل الحرص على أن يتوفر في شريك حياتك الصفات المطلوبة، وأهمها أن يكون صاحب دين وخلق، وكذا بقية الصفات التي من شأنها أن تديم العشرة بينكما، وذلك من خلال السؤال والتحري عن أي متقدم يتقدم لخطبتك، تأنوا في هذا الأمر، ولا تتعجلوا فإن التأني من الله والعجلة من الشيطان كما أخبرنا نبينا -عليه الصلاة والسلام-.
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يعطيك من الخير ما تتمني وأن يصرف عنك كل مكروه إنه سميع مجيب.