السؤال
السلام عليكم.
عمري 17 سنة، منذ منتصف رمضان تقريبا وأنا متخوف بشكل دائم من أمراض القلب، مما جعلني أبحث في الإنترنت عن أعراض النوبة القلبية وأمراض القلب، فزاد خوفي وأصبحت أشعر بضعف وتعب واكتئاب، ولم أعد أستطيع ممارسة نشاطاتي.
بعد نهاية رمضان تقريبا شعرت بألم في الذراع الأيسر، وهو ما قرأت عنه في الإنترنت، فازداد خوفي أكثر فأكثر، وذهبت للطبيب، وأجريت تخطيطا للقلب وتحاليل، وكانت سليمة، وارتحت لمدة يومين، ولكن بعدها شعرت بألم في جانبي الرقبة والفك وباطن القدمين، وهو أيضا ما قرأت عنه في الإنترنت، وأصبحت حياتي مملة، ودائما ما أنتظر مكروها يصيبني، فهل ألم الكتف والذراع والفك له علاقة بالقلب؟ وما مدة ذلك؟ علما بأن الألم غير مستمر وغير شديد منذ أسبوعين تقريبا، وماذا يظهر تخطيط القلب؟
وهل ما أعاني منه مرض نفسي أم عضوي؟ فأنا غير مقتنع بأنني مصاب بمرض نفسي؛ لأنني أشتكي من الألم فكيف يكون نفسيا؟
دائما ما أتفقد جسدي، وأخاف كثيرا أن أصاب بأي مرض، وتحديدا أمراض القلب، وأشعر بآلام في جميع جسدي، وأيضا أنا كثير البحث عن أعراض الأمراض وأي شيء يصيبني، حتى مللت من ذلك، أرجو أن تطمئنوني.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هذه علة منتشرة جدا، وأقصد بذلك التخوف من أمراض القلب، وبكل أسف أعراض المخاوف المرضية هذه أصبحت تظهر حتى وسط الشباب، والحديث عن القلب، وأمراض القلب، وموت الفجأة يعزز هذه المخاوف، خاصة إذا أكثر الإنسان من اطلاعاته حول مرض القلب، أو يعرف شخصا مات موتا مفاجئا من مرض القلب، هنا تتعزز وتزيد هذه المخاوف.
أيها الفاضل الكريم: أول ما أنصحك به هو أن يكون لك اعتقاد جازم بأنك –والحمد لله- لا تعاني من مرض القلب، أنت في سن صغيرة، وقطعا أنت سليم إن شاء الله تعالى.
ثانيا: تجنب الاطلاعات والقراءة حول هذا الموضوع؛ لأنه لن يفيدك، وسوف يزيد من مخاوفك ومن وساوسك.
ثالثا: سؤالك حول ألم الكتف والذراع والفك المتعلق بالقلب وكم تكون مدته؟
أيها الفاضل الكريم: هذا الأمر يختلف كثيرا بين الناس، ولا نستطيع أن نقول أن هنالك مدة معينة، البعض يأتيهم الألم بوضوح والبعض لا يأتيهم أبدا، وأنا لا أريدك أن تخوض في هذا الموضوع حقيقة، وأنا إن قمت لك بالمزيد من الشرح والتفصيل حول هذا الأمر أعتقد أن ذلك سوف يثبت لديك القلق والمخاوف والوساوس، تخطيط القلب مفيد في الذبحات القلبية الحديثة أو القديمة، هذا هو الذي أقوله لك، لكنني لا أريدك أن توسوس حول هذا الموضوع.
أيها الفاضل الكريم: بالنسبة لحالتك، أنت لا تعاني من مرض عضوي ولا تعاني من مرض نفسي، أنت لست مريضا نفسيا، لكن لديك ظاهرة نفسية، وهي ظاهرة المخاوف المرضية، وهي مكتسبة كما ذكرت لك، الآلام الجسدية العامة التي تأتيك ناتجة من القلق والتوتر، لأن القلق والتوتر النفسي يؤدي إلى توترات عضلية لذا أنت تحس بالألم في الصدر الوخزات في الصدر، الآلام هنا وهناك، وبعد ذلك تحاول أن تفسرها بأنها مرتبطة بالقلب ومرض القلب وهي ليست كذلك، إذا العملية عملية فسيولوجية بحته، والجانب النفسي هو الأساسي فيها، توتر داخلي يؤدي إلى توتر عضلي وهذا التوتر العضلي يظهر في شكل انقباضات وآلام عضلية، أرجو أن تكون قد استدركت هذا الأمر، قطعا يهمنا علاجك.
أولا: يجب أن تكون لديك القناعة أنك -والحمد لله- لست مريضا.
ثانيا: أرجو أن تبتعد تماما من القراءات المشوهة حول أمراض القلب.
ثالثا: يجب أن تعيش حياة صحية، الحياة الصحية تتطلب أن تمارس الرياضة أن تنام النوم الليلي المبكر، أن تتجنب النوم النهاري، أن يكون غذاؤك متوازنا، أن تجتهد في دراستك، أن تكون بارا بوالديك، أن ترفه عن نفسك بما هو طيب وجميل، أن تكون لك خطط لإدارة الوقت من أجل التميز والتحصيل الدراسي الممتاز كما ذكرت لك، أن تحرص على الصلاة في وقتها، وأن يكون لك ورد قرآني، وأن تحرص على أذكار الصباح والمساء، أن تبني صداقات فاعلة مع الصالحين من الشباب.
هذه البوتقة الكاملة من الأسس الحياتية الضرورية لإدارة نفسك ووقتك هي التي سوف تبعدك حقيقة من هذه التوهمات المرضية، أنا أؤكد لك أنك غير مريض، أرجو أن تتبع ما ذكرته لك، وأسأل الله لك العافية والشفاء.