تعالَجت من الاكتئاب النفسي وشفيت ثم عاد مرة أخرى

0 140

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 20 سنة، تعالجت من الاكتئاب النفسي منذ مدة، وكنت قد شفيت منه تماما، وعاد إلي الاكتئاب بعد أن تركت الدواء بشكل نهائي، وعادت صعوبة الكلام التي كنت أعاني منها، والخجل الشديد أثناء الحديث، مما يؤدي إلى صعوبة الكلام، وضيق شديد في الصدر، وأنطق الكلام بصعوبة، والسبب في ذلك أعتقد أنها العادة السرية، لأني كنت أمارسها بشكل كبير وأشعر بالندم الشديد.

أرجو أن تفهموني، فأنا أعاني من هذا الأمر كثيرا، وهذه الحالة بدأت معي من قريب وقبلها كنت طبيعيا، أسترسل في الكلام وأتحدث بطلاقة، فلا أدري هل هذه الحالة مرتبطة بالقلق أم الاكتئاب أم هي وسواس قهري أم ذهان؟

هذه المشكلة جعلتني أجلس في المنزل ولا أتكلم مع أحد ولا أخرج نهائيا، وأنا حاليا طالب في كلية الحقوق، وهذا الأمر يسبب لي الإحراج الكثير في الجامعة أثناء التحدث مع أصحابي، وخاصة أن الكلية أهم شيء فيها الكلام الجيد.

اشتكيت لوالدتي لكي تذهب معي للدكتور مرة أخرى ولكنها رفضت، ولا أعلم ماذا أفعل؟ وقد حاولت أن أعمل في فترة الإجازة لكن هذه المشكلة جعلتني أترك الشغل أول 5 أيام، والدكتور عالجني من الاكتئاب المرة السابقة بدواء اسمه سيروكسات.

أنا أريد حاليا أن أتناول دواء بروزاك، وخائف عندما أترك ذلك الدواء من أن ترجع لي هذه المشكلة مرة أخرى، ولا أعرف المدة ولا المقدار المناسب لحالتي، فأنا حائر ولا أعرف ماذا أفعل؟

أرجو أن تساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأؤكد لك أنني قد اطلعت على رسالتك، وإن شاء الله تعالى قد تفهمتها، ومن الواضح أنك شخص حساس لدرجة كبيرة، وفيك -إن شاء الله تعالى- شيء من الحياء، ويأتي بعد ذلك موضوع الخجل.

هذه كلها تؤدي إلى ضعف في الكفاءة الاجتماعية، مما يشعرك دائما بتقليل قيمة ذاتك، وهذا هو الذي يؤدي إلى نوبات الاكتئاب التي تعاني منها، فأنا أعتقد أن العلاج الصحيح هو أن تغير مسار حياتك، بأن لا تظلم نفسك من حيث تقدير ذاتك، يعني ألا تقلل من شأنك، أنت لست أقل من الآخرين، بل أنت أحسن بكثير من كثير من الناس، ويمكن أن تكون شخصا مفيدا بصورة أكثر وأكثر لنفسك ولغيرك.

تقدير الذات وفهمها وقبولها واحترامها مهم جدا لأن يتخلص الإنسان من قلقه ووساوسه، فأنا أعتقد أن مشكلتك الأساسية هي ضعف في تقدير الذات، وهذا أدى إلى المشاعر الاكتئابية، والانعزال الاجتماعي الذي تعاني منه.

لا أعتقد أنك تعاني من أي وسواس قهري، وقطعا ليس لدي أي علامة من علامات الذهان، فأرجو أن تأخذ بما نصحتك به، وأن تصر على التواصل الاجتماعي، وأن تنظم وقتك، وأن تضع أهدافك، وأن ترجع لكليتك وتكون شخصا مثابرا، واحرص على النوم الليلي المبكر، لتستيقظ مبكرا، تصلي الفجر ثم تدرس، وبعد ذلك تذهب لكليتك.

ممارسة الرياضة بصفة يومية أيضا سوف ترفع كثيرا من كفاءتك النفسية والاجتماعية والجسدية، فاحرص على ذلك.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أراه مهما بالنسبة لك، البروزاك دواء جيد ويتميز بأنه ليس لديه آثار انسحابية؛ لأنه يظل في دم الإنسان لفترة أطول، كما أنه يتميز بأنه دواء غير إدماني، لكن من المهم أن تصبر على فعاليته، بمعنى: أن لا تستعجل في التوقف عن تناوله.

أريدك أن تبدأ بكبسولة واحدة، قوة الكبسولة عشرون مليجراما، تتناولها يوميا لمدة شهر، هذه هي جرعة البداية أو ما نسميه بالجرعة التمهيدية، ثم بعد ذلك اجعل الجرعة كبسولتين في اليوم، وهي الجرعة العلاجية، تناولها لمدة ثلاثة أشهر، وبذلك نكون قد بنينا قاعدة كيميائية ممتازة وقوية، سوف تحس أنك قد تحسنت بصورة كاملة، وكل الأعراض النفسية التي تعاني منها قد اختفت، هنا تخفض جرعة البروزاك إلى كبسولة واحدة يوميا، وهذه تستمر عليها لمدة تسعة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة، لأنك تحتاج لهذا العلاج الوقائي.

هذه هي المرحلة الوقائية، بعد أن تكون قد أكملت المرحلة العلاجية، وبعد انقضاء فترة التسعة أشهر اجعل الجرعة كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله.

قطعا – أيها الفاضل الكريم – توقفك عن العادة السرية سوف يساعد كثيرا في تطوير صحتك النفسية، وللفائدة راجع أضرار العادة السرية: (2404 - 385824312 - 260343)، وكيفية التخلص منها: (227041 - 1371 - 24284 - 55119)، وحكمها الشرعي: (469- 261023 - 24312)، وكيف تزول آثارها: (24284 - 17390 - 287073 - 2111766 - 2116468).

أرجو أن تأخذ بما ذكرته لك من نصائح، وتتناول الدواء بالكيفية التي وصفناها لك، وبإذن الله تعالى سوف تلاحظ التحسن الكبير والتغيير الإيجابي الذي سوف يطرأ على حياتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات