زوجتي ترغب بالطلاق لأني خطبت أخرى!

0 232

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

متزوج منذ ست سنوات، وبسبب الضغوط والمشاكل الزوجية مع زوجتي الأولى قررت بأن أتزوج الثانية، وقد قمت بالخطوبة منذ شهرين -والحمد لله-، ولكن في هذه الفترة واجهت مشكلة وضغوطا بأن الزوجة الأولى ترغب بالطلاق، لدي طفل واحد منها، ولا ترغب العيش معي حتى أطلق الخطيبة.

علما بأن الخطيبة شبه متعلقة بي كونه بعمر30 سنة، وأنا في حيرة من أمري!

أرجو التوجيه أثابكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم- في الشبكة الإسلامية، وردا على استشارتك أقول:

لن تنتهي مشاكلك مع الزوجة الأولى بالزواج بزوجة ثانية، بل النتيجة الحتمية ستكون ازدياد المشاكل، وهذا ما بدت علاماته في طلب زوجتك الأولى للطلاق.

لو افترضنا أنك طلقت زوجتك الأولى فلن تنتهي مشاكلك معها؛ لأن الطفل سيبقى معها، وستختلق لك المشاكل من العدم والضحية الكبرى من هذا الانفصال سيكون ولدك.

الذي أقترحه عليك أن نعالج سويا المشاكل التي بينك وبين زوجتك الأولى، وذلك أن تكتب للموقع عن ماهية تلك المشاكل وأسبابها.

لا يوجد بيت ليس فيه مشاكل وخاصة في السنين الأولى من الزواج كون الزوجين لا يمتلكان الخبرة الكافية في كيفية تعامل كل طرف مع الآخر، وكون البيئة التي عاشها قبل الزواج غير البيئة التي انتقل إليها.

لم تخل بيوت الأنبياء والصالحين من المشاكل، وكوننا نطلب خلو البيوت منها من باب طلب المستحيل، قد يكون بعض الأزواج هم المتسببون لتلك المشاكل، ولكنهم يرمون بالتبعة على الزوجات.

ينبغي أن يكون الزوج حكيما في التعامل مع زوجته، فهو ربان سفينة البيت، وهو رأس تلك الشركة، وما لم يكن حكيما ورفيقا في قيادتها فستكون النتيجة أن تغرق السفينة وتفشل تلك الشراكة.

من أهم الصفات التي ينبغي أن يتصف بها الزوج ألا يكون مدققا ومحاسبا لكل كبيرة وصغيرة، بل ينبغي أن يكون متغافلا عن بعض أخطاء زوجته، فالتغافل خلق كريم اتصف به الأنبياء والصالحون، يقول الله في حق نبينا عليه الصلاة والسلام: (وإذ أسر النبي إلىٰ بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض ۖ) ويقول الشاعر:

ليس الغبي بسيد في قومه لكن سيد قومه المتغابي

أنصحك أخي الكريم أن تتأنى في موضوع الزواج بثانية وألا تتعجل، ففي الحديث: (التأني من الله والعجلة من الشيطان)، واحذر من اتخاذ القرارات التي تكون ناتجة عن ردود الأفعال، فإن عدم التفكير في العواقب لها تبعات سيئة.

عليك بالصبر، فالصبر عاقبته خير، وعسى أن تكره خلقا أو تصرفا من زوجتك لكن مع الصبر يجعل الله فيها خيرا كثيرا، كما قال تعالى: (وعاشروهن بالمعروف ۚ فإن كرهتموهن فعسىٰ أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا).

سوء خلق المرأة قد يكون طبعا فيها، وقد يكون بسبب ذنوب الزوج، وأنا هنا بالطبع لا أتهمك بشيء، وكلنا أصحاب ذنوب، وإنما من باب التذكير، يقول تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير)، ففتش في صفحات حياتك، فلعل ذنبا وقعت فيه في ساعة غفلة وسوفت في التوبة منه أو نسيت، فإن وجدت شيئا فبادر، وإن لم تتذكر شيئا فأكثر من الاستغفار العام، ففي الأثر (ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة).

اجتهد في توثيق صلة زوجتك بالله تعالى، وفي تقوية إيمانها، فإن للأخلاق علاقة وثيقة بالإيمان، فإن تقوى إيمانها حسنت أخلاقها وتعاملاتها؛ ولأن المؤمن قوي الإيمان يخاف الله تعالى ويخشى عقابه، فيفعل ما أمر الله به ورسوله وينتهي عما نهى عنه ورسوله.

الزم الاستغفار، وأكثر من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذلك من أسباب تفريج الهموم، ففي الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكفى همك ويغفر ذنبك).

حافظ على ورد يومي من تلاوة القرآن الكريم، وداوم على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك، كما قال تعالى:(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ۗ ألا بذكر الله تطمئن القلوب).

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يلهمك الرشد، وأن يصلح زوجتك، ويعطيك من الخير ما تتمنى، ويصرف عنك كل مكروه.

مواد ذات صلة

الاستشارات