السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب، عمري 17 سنة، أستخدم سماعات الأذن بشكل دائم ويومي لساعات طويلة وبصوت عال، واستمر الحال لمدة ثلاث سنوات، حتى بدأت أستطيع سماع النفس الذي آخذه من خلال أذني، ذهبت إلى الطبيب وأخبرني أنني مصاب بالتهاب في الأذن الوسطى -التهاب صمغي- بحيث الصمغ متجمع خلف غشاء الطبل، وأعطاني حبوبا للاتهاب، وأخبرني أن أستخدم الماء والملح باستنشاقهم عبر الأنف، بالإضافة إلى أكل العلكة ونفخ البوالين وأكل البصل الأخضر، وإذا لم يتم الأمر فإنه سيتوجه نحو العملية الجراحية.
سؤالي: هل ما وصفه لي الدكتور كاف لتحسن حالتي؟
والسؤال الثاني: هل مدة ثلاث سنوات باستماع يومي وبأصوات عالية لسماعات الأذن كافية -لا سمح الله- أن تصيبني بالصمم أو تسبب لي ضعف سمع سيؤثر على حياتي سواء على المدى القصير أو البعيد؟ وكيف أحافظ على حاسة السمع كي لا تتأثر أكثر؟ وهل لو أقلعت عن هذا الإدمان ستتوقف الحالة عند هذا الحد (على المدى البعيد أو القصير)؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ samer حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بالنسبة للشطر الأول من السؤال فتجمع السوائل في الأذن الوسطى يسبب نقص السمع التوصيلي، وهذا يجعل المريض يسمع أصوات الجسم الداخلية من مضغ للطعام والتنفس وحتى نبضات القلب، هذه السوائل في الأذن الوسطى تصبح لزجة وحتى صمغية مع مرور الوقت وخلال أشهر عديدة، السبب في هذا التجمع المائي في الأذن الوسطى هو انسداد تهويتها عبر أنبوب التهوية الخاص بها والذي يدعى نفير أوستاشيوس, وهو يصل بين الأذن الوسطى والبلعوم الأنفي في القسم العلوي من الأنف خلف فتحات الأنف الخلفية على البلعوم.
علاج الحالة الأهم -والذي لم يذكره لك الطبيب-هو إجراء تهوية الأذن الوسطى الذاتي بالنفخ بواسطة المريض نفسه وهي مناورة ندعوها بمناورة فالسالفا وهي على الشكل التالي:
إغلاق كلا فتحتي الأنف باليد وثم ضغط الهواء بزفير قسري صعودا من الصدر باتجاه البلعوم في الأنف (وليس الفم) والاستمرار بالضغط حتى يتراكم ضغط كاف لفتح نفير أوستاشيوس وعبر هذا الأنبوب يمر الهواء قسريا نحو الأذن الوسطى وهكذا يتم تعديل الضغط بداخلها، ويتحرر غشاء الطبل من الشد المطبق عليه نحو داخل الأذن الوسطى بسبب الضغط السلبي الذي كان داخلها ومن تواجد السوائل في الأذن الوسطى، ويجب تكرار هذه الحركة كل عشرين دقيقة وبشكل مستمر لعدة أيام؛ حتى تمام الشفاء بالنسبة للأذن الوسطى، هذه الحركة تترافق مع العلاج الدوائي من مضادات احتقان ومضادات تحسس وبخاخات السيروم الملحي أو الكورتيزون الأنفي الموضعي.
في حال فشل العلاج المذكور، لا بد من الجراحة بإحداث ثقب غشاء الطبل وسحب المفرزات المخاطية من الأذن الوسطى، ووضع أنبوب تهوية على غشاء الطبل.
بالنسبة للصوت العالي -وخاصة عبر سماعات الأذنين- فأحيانا التعرض لمرة واحدة لصوت عال جدا قد يكون كافيا للإصابة بنقص السمع العصبي وهو غير قابل للعلاج، لو توقفت حاليا عن سماع الصوت العالي فإن الضرر يتوقف بالتالي، ويثبت السمع على الوضع الحالي.
مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.