السؤال
السلام عليكم.
لدي مشكلة الجاثوم، وتصيبني في أي وقت نمت نهارا كان أو ليلا، حتى عند الغفوة القصيرة، إلا فـي رمضان أرتاح منها، وبعد رمضان عادت لي مرة أخرى.
حيث أشعر بأن نفسي ينقطع، وقلبي ينبض بسرعة، يصيبني تنميل في جسمي (يتخدر)، ولا أستطيع أن أحرك منه شيئا، ولا أستطيع أن أفتح عيوني، ولساني يصبح ثقيلا، فأبدأ بقراءة القرآن والأذكار حتى يزول عني.
وللعلم: فأنا أنام وأنا متوضئ، وأقرأ الأذكار والقرآن، ولكن لا أدري ما سبب ذلك؟ وما العلاج؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الجاثوم بهذه الكيفية التي تصابين بها غالبا ما يكون مرتبطا بالقلق أو بالتوتر، أو ربما يكون لديك شيء من الإجهاد الجسدي أو الإجهاد النفسي، وفي بعض الأحيان العوامل الوراثية قد تلعب دورا في حدوث مثل هذه الظواهر.
وأنا أنصح أيضا بالتأكد من أنه لا يوجد لديك انقطاع في النفس، فهنالك علة معروفة تسمى بانقطاع النفس في أثناء النوم، وهذه يحددها أطباء الأنف والأذن والحنجرة، فأعتقد إن كان بالإمكان أن تقابلي طبيبا مختصا في الأنف والأذن والحنجرة قد يكون هذا أفضل، لنتأكد أنه ليس لديك انقطاع النفس في أثناء النوم.
أما انقطاع النفس الذي تحسين به مع الجاثوم: فهذا ليس من الضروري أن يكون هو انقطاع النفس الذي نعنيه كعلة مستمرة ومتصلة، لأن الجاثوم نفسه مرتبط بقلق شديد، وهرع وفزع، وهذا في حد ذاته قد يؤدي إلى انقطاع النفس.
عموما: النصائح العامة التي أنصحك بها هي:
أولا: أنا سعيد أن أعرف أنك تنامين على وضوء وحريصة على الأذكار وقراءة القرآن، هذا أمر جيد.
النقطة الثانية –وهي مهمة جدا– أن تذهبي إلى النوم وإلى الفراش وأنت في حالة استرخاء نفسي وجسدي، يعني كوني في حالة هدوء، وتفاؤل، وفكر إيجابي، اجعلي هذا هو منهجك قبل النوم. وابتعدي تماما عن مشاهدة الأشياء المثيرة في التلفزيون قبل النوم.
ثالثا: تجنبي النوم في أثناء النهار.
رابعا: تدربي على تمارين الاسترخاء حسب ما أوردناها في استشارة إسلام ويب تحت رقم (2136015)، هنالك تفاصيل حول هذه التمارين، وهي مفيدة وجيدة جدا.
خامسا: أرجو أن تتناولي وجبة العشاء في وقت مبكر، ولا تتناولي الأطعمة الدسمة، ويفضل أن يكون العشاء خفيفا.
سادسا: تجنبي شرب الشاي والقهوة وغيرها من المثيرات بعد الساعة السادسة مساء.
النقطة الأخيرة: يوجد دواء جيد يسمى (إميتربتالين)، وله مسميات تجارية كثيرة أشهرها (تربتزول)، هو دواء في الأصل مضاد للقلق وللاكتئاب، لكن بجرعة صغيرة يحسن النوم ويؤدي إلى التخلص من الجاثوم إن شاء الله تعالى. الجرعة المطلوبة في حالتك هي خمسة وعشرين مليجراما، يتم تناولها ليلا لمدة ستة أشهر، بعد ذلك اجعليها خمسة عشرين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناوله.
الدواء سليم، لا يسبب الإدمان، ولا يؤثر على الهرمونات عند النساء، ولكن بعض أعراضه الجانبية البسيطة: الشعور بالجفاف بالفم في الأيام الأولى للعلاج، وقد يحدث أيضا إمساكا لبعض الناس، وشعور بالثقل أو الطشاش في العينين، هذه الأعراض قد تحدث وقد لا تحدث، وإن حدثت هي في الأيام الأولى فقط للعلاج، وبعد ذلك تختفي تماما. أرجو أن تطمئني حول سلامة الدواء وفعاليته.
وللفائدة راجعي علاج الجاثوم سلوكيا: (272867 - 278937 - 2340681).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.