السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أعاني من أمر بصراحة لا أعرف إذا كان مرضا، وهل هو نفسي أم جسدي؟ أعاني منه منذ طفولتي، ولكن لم يكن بهذا الشكل، بالبداية كنت أتخيل! عندما أتخيل أو أحاول أصف أمرا ما يطرأ على بالي يراه الآخرون...، مثلا: عندما كنت بالمدرسة وسألت الأستاذة عن وصف الطريق الذي يؤدي إلى مكان معين من منطقتنا، قامت بوصفه، وأنا أتخيل وأتذكر وجه الأستاذة والطالبات وقتها، ولكن لم أكن أعلم بالأمر، والآن عندما كبرت فهمت ما يحصل معي، والمخيف أنه أصبح يتكرر باستمرار.
ولاحظت أمرا أنه لا يكون إلا عن الأمور التي أثرت بي بشكل عاطفي أكثر من غيرها، يعني أن أغلب ما أفكر به أو أتخيله يراه الآخرين، حتى إني عندما أتحدث بداخلي عن أمر يسمعونه وكأنه يخرج من صدري، وهذا كله يتوقف عند النوم أو عند الانشغال بأمور معينة، مع العلم أنني أقرأ القرآن وأصلي.
أتمنى تفيدوني، ويكون الحل عندكم، لأنني فعلا أعاني ومنزعجة، ويبدو الأمر مخيفا.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
حاولت أن أجد تفسيرا لهذه الظاهرة التي تحدثت عنها، وهنالك الكثير من التجارب التي تحدث للبشر والتي قد لا نجد لها غالبا تفسير معين، لكن في حالتك هذه أرى أن الأمر هو نوع من الربط الوسواسي بين ما تتخيلينه وما يراه الأخرون، أعتقد أن هنالك ربط وسواسي، لا أقول لك أنك تتوهمين، لكن الوسواس حول الأمر هو الانشغال به وزيادة الشحن العاطفي حول ما تفكرين به جعلك تقومين بهذا الربط، ومن وجهة نظري هو ربط وسواسي وليس أكثر من ذلك.
لا تحملي الموضوع تفسيرا أكثر من ذلك، وهذه الظواهر ظواهر إذا تجاهلها الإنسان سوف تختفي، وإذا حاول الإنسان أن يفكر فيها بعمق ويحللها ويؤولها هنا وهناك قطعا سوف تزداد وتتشابك، وقد يبدأ في تفسيرها تفسيرات روحية وخلافه، أعتقد أنها ظاهرة نفسية وسواسية وليس أكثر من ذلك، والتجاهل هو الطريق الأساسي لعلاجها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.