أعاني من انتفاخ الغدد اللمفاوية بالأذن والفك فهل هناك خطورة؟

0 183

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قبل 3 سنوات خرمت أذني، وظهرت لي غدة لمفاوية منتفخة، تناولت المضادات ولم يتراجع حجمها، قبل سنة ظهرت لي مجموعة من الغدد المنتفخة المؤلمة في الفك السفلي، لكنها أصغر من الغدة القديمة، وكنت حينها أتألم من السن المتسوس، عالجت السن، وذهبت للطبيب بشأن الغدد، وطلب فحصا بالسونار، وقال هناك التهاب بسيط في الغدة الدرقية وحجم الغدد، وأخبرني الطبيب بأن شكل الغدد لا يثير الشك، وطلب أخذ خزعة من الغدة الكبيرة التي ظهرت قبل 3 سنوات، وقال إن مرور عدة سنوات عليها هو أمر مطمئن، لكننا لزيادة الاطمئنان نأخذ الخزعة، وكانت نتيجة الخزعة سليمة، وشك بأنها غدة لعابية، هذا التشخيص كان من دكتور الأورام.

عندما ذهبت إلى طبيب الباطنية لقراءة النتائج، أخبرني بأن الغدة الكبيرة سليمة، وأهمل الغدد الصغيرة، وطلب مراقبة الوضع بضعة شهور، وقال: لك الخيار في إزالتها، ولكنه لا يفضل ذلك، لأن المنطقة دقيقة، وبها أوعية دموية كثيرة، ويرى احتمال تحولها كما كتبت في تقرير دكتور الأورام نادر جدا، وكل الغدد كما هي عليه، وفحص cbc كان سليما، ولا يوجد أعراض أخرى مثل نقصان الوزن أو التعرق أو الحرارة.

نفسيتي متعبة جدا، وأوسوس كثيرا، وألمس الغدد بشكل دائم، وكل وقتي أقضيه على شبكات الإنترنت، لا أعلم ماذا أفعل؟ ومن هو الدكتور الذي أذهب له؟ وما هي التحاليل التي يجب أن أجريها؟

أرجو الرد بشكل شاف لقلبي وعقلي وفي أسرع وقت، وجزاكم الله الجنة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما من أحد سواء أنت أو طبيب الأورام أو محدثك أو من عندك في المنزل إلا وعنده بعض الغدد الليمفاوية بشكل أو بآخر خلف الأذن، أو في الرقبة، أو في الإبط، أو وفي ملتقى البطن بالفخذين، وهذه الغدد الليمفاوية تمثل مع الأوعية الليمفاوية جزء يسمى الدورة الليمفاوية، التي تسحب رشح الخلايا في جميع أعضاء الجسم المختلفة، وتنقلها عبر الأوعية الليمفاوية إلى وريد قرب القلب، لتصب في الدورة الدموية، ليقوم الجسم بعد ذلك والجهاز المناعي بالتعامل مع مكونات الليمف Lymph، وإعادة تدويرها والتخلص من الميكروبات الضارة فيها.

ولذلك تعتبر الدورة الليمفاوية بمثابة الصرف الصحي في جسم الإنسان، وكل عضو من الأعضاء له بعض الغدد الليمفاوية والأوعية الليمفاوية التي تسحب منه رشح الخلايا وتعود بها إلى الدورة الدموية، ومن هنا إذا التهب الفك والأسنان واللثة فإن هذه الغدد في زاوية الفك وخلف الأذن تلتهب أيضا؛ لأن الميكروب وصلها مع السوائل القادمة من المنطقة الملتهبة, وإذا إلتهبت فروة الرأس حول الأذن، أو التهبت الأذن الخارجة، أو الوسطى، نجد أن الغدد الليمفاوية خلف الأذن تلتهب وتكبر عن حجها الأصلي، وتتحول من حجم حبة العدس، وهو الحجم الطبيعي غير المحسوس، إلى حجم حبة الحمص أو البازلاء، ومع تكرار الالتهاب لا تعود تلك الغدد إلى حجمها الأصلي، بل تظل في الحجم الجديد، ولا قلق من ذلك ولا ضرر، ولا تتحول إلى أورام كما يظن البعض.

وهكذا كل منطقة من مناطق الجسم إذا حدث بها التهاب فإن الغدد الوعية الليمفاوية الملحقة بها تلتهب أيضا، ومع العلاج يشفى العضو الملتهب, وتشفى معه الغدد الملتهبة, إلا أن الغدد مع تكرار الالتهاب وشفائه لا تعود إلى حجمها الأصلي السابق كما قلنا, ولكن يكبر الحجم تدريجيا، حتى تصل إلى حجم محسوس وليس منها خطورة, طالما أنها غير منتشرة في أماكن كثيرة في نفس الوقت.

وكون أن تحليل صورة الدم CBC طبيعي، فهذا يعني أن عد كرات الدم البيضاء WBCs طبيعي، وبالأخص كرات الليمفوسيتس lymphocytes طبيعي أيضا، وهي الكرات التي يزيد عددها كثيرا جدا قرب ال 100000 عند تحول تلك المرات والغدد اليمفاوية إلى الحالة السرطانية.

وهناك نوعان من سرطان الغدد الليمفاوية، وهما هودجيكن Hodgkin lymphoma، ولا هودجيكن non-Hodgkin lymphoma، ومن السهولة كما قلنا استبعاد الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية عن طريق فحص صورة الدم CBC، لأن سرطان الغدد الليمفاوية يسيطر على النخاع العظمي، وهو مصنع كرات الدم البيضاء، وكرات الدم الحمراء، والصفائح الدموية، ولذلك نجد مريض الليمفوما يعاني من فقر الدم، ويعاني من انخفاض في الصفائح الدموية، مع زيادة كبيرة جدا في عدد خلايا lymphocytes، ولك أن تطمئني -إن شاء الله-.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات