السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رضي الله عنكم وأرضاكم، وجعل الجنة مثوانا ومثواكم، وجعل عملكم كله خالصا صوابا، وكان الله في عونكم كما أنتم دائما في عون المسلمين.
أنا طالبة في كلية الهندسة سأذهب للعام الثالث، ونحن الآن في إجازة، كل زميلاتي يذهبن للكورسات، أو يتابعن على الإنترنت أعمال مختلفة لمجالنا، نصحني من هم أكبر مني سنا ألا أضيع الإجازة، وأنمي اللغات عندي، وأتعلم لغات برمجة وغيرها، -ومن فضل الله علي- أنني أذهب للمسجد لحفظ القرآن ثلاثة أيام في الأسبوع.
وضعت لنفسي أهدافا يومية، تشتمل دروسا في العلم الديني عن أسماء الله، والسيرة، وشرحين لكتابين، وشرح سورة النور، كلهم ذات أهمية، ولهم أجر كبير، وأستمع لدروس العلم الدنيوي التي تخص مجال دراستي، وأخرى خارج تخصصي، وأنمي نفسي في اللغتين الإنجليزية والفرنسية.
لم أستفض في شرح أهدافي مفاخرة أو كبرا، وإن كنت مصابة بداء الكبر والعجب، ولكنني أردت أن أسأل: ما هي الأولويات في هذه الأعمال، وما الذي أتجه لفعله أولا من حيث الأهمية بما يكفيه الوقت؟
أعلم أن هذا أمر ثقيل، ولا يعني سيادتكم، ولكنني لا أدري ما هو الترتيب الذي يرضي الله أقصى الرضى، وهل ما يرضي الله عني هو تعلم جميع العلوم الدينية ثم الدنيوية، أم بعضها ديني ثم دنيوي، وما هو الأهم: حفظ القرآن، أم معرفة أسماء الله الحسنى؟
يمضي علي الكثير من الوقت وأنا لا أعلم إن كنت قد استفدت من يومي أم لا؟ فأنا في حيرة من أمري، وأتمنى من الله أن يدرج على أيديكم وألسنتكم إجابة سؤالي، ودواء علتي، لكي تنتظم أمور حياتي.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حسنة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
سؤالك يدل على تفكيرك الإيجابي، وحرصك على الاستفادة من وقتك في العطلة الصيفية، ولا تعارض بين اهتمامك بتنمية الإيمان في قلبك والعلم الشرعي، وبين تنمية مهاراتك ومعلومات في تخصصك، ويمكن بسهولة وضع جدول للأمرين، بحيث يكون مرنا، وقابلا للتطبيق، واحرصي على الإخلاص في ذلك كله، فإن العمل إن كان خالصا لله سواء كان ديني أو دنيوي، فهو مما يحبه الله سبحانه، والتوفيق من الله سبحانه، وننصحك بالآتي:
1. اجعلي لك وردا يوميا في تلاوة وتدبر القرآن الكريم، مع قراءة تفسير مختصر عنه، وتستطيعي الحصول عليه من خلال تطبيق (آية) الإلكتروني من الشبكة.
2. اختيار كتاب مبسط تتعرفين من خلاله على بعض الأحكام والآداب والأخلاق الإسلامية، والسعي في تطبيقها والعمل بها، وأنصحك بكتاب رياض الصالحين للنووي، تطلعين عليه بين الحين والآخر.
3. وضع برنامج تعبدي لك لتقوية الإيمان، وذلك من خلال تحديد وقت لقيام الليل، وليكن في آخر الليل، ووقتا لصيام بعض الأيام كالاثنين والخميس.
4. الاستمرار في سماعك لدرس السيرة النبوية، ودرس أسماء الله الحسنى، ولو بالتناوب بينهما وبين ما سبق.
5. تحديد برامج تقوية وتنمية مهاراتك، ومعلوماتك في التخصص في أوقات أخرى بحيث لا تتعارض مع ما سبق، وبهذا تستطيعين الجمع بين البرنامجين الديني والدنيوي.
في حالة التعارض أو التزاحم يمكنك تخفيف بعض الدروس والاكتفاء بالبعض، أو التناوب بينها، وكلما نظمت وقتك أكثر كلما استفدت منه أكثر، مع أهمية العناية بأذكار الصباح والمساء، وكثرة الذكر والاستغفار والتسبيح، وستجدين أثر ذلك قوة ونشاطا وفهما واستيعابا -بإذن الله-؛ لأن اطمنئنان النفس وراحة القلب بالعبادة له أثر كبير في الفهم والاستيعاب، وحصول التوفيق من الله.
وفقك الله لما يحب ويرضى.