السؤال
السلام عليكم
فتاة، بعمر 24 عاما، مرتبطة بشخص أكبر مني بسنة وشهرين، علاقتنا محترمة جدا، في بداية العلاقة كنت لا أحبه على الرغم أنه شخص محترم معي ويتعامل معي بحدود، ولكنني كنت رافضة هذا النوع من العلاقات، فقد كان يقول لي: أنا لا أريد إيذاءك أو قضاء وقت معك، أنا أريدك زوجة لي.
أحببته مع مرور الوقت، والآن صار لنا سنتان، فاتحته أكثر من مرة على موضوع الخطبة، كان يقول لي: اصبري على وضعي، وهو فعلا ظروفه المادية صعبة قليلا، لديه مشاكل في البيت.
في آخر فترة أصبحت أشك فيه كثيرا، وأشعر أنه لا يحبني مثل السابق، ويكذب علي كثيرا، أصارحه فيغضب ويقول لي: لا يوجد شيئ يجعلني أكذب عليك أو أستره عنك، فأنا أحبك، انتظري حتى يتحسن وضعي، أنا محتارة! هل أصبر عليه أم لا؟ هل أكمل معه؟!
أرجوكم أفيدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ مروة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الواجب على المرأة المسلمة أن تضبط علاقاتها بالرجال الأجانب بالشرع، وأن لا تكون حقل تجارب لأصحاب النزوات من الرجال الذين لا يخافون الله ويستغلون طيبة المرأة وحسن قصدها؛ لقضاء الوقت معها والاستمتاع بها تحت مبرر بناء الحب وقصد الزواج! ثم تفاجأ المرأة بأن هذا الوعد أضغاث أحلام، وربما فعل هذا معها ومع عدة فتيات في وقت واحد!
بغض النظر عن صدق الرجل معك من عدمه فإن الطريقة التي استخدمتها للتعارف وبناء العلاقة مع الرجل غير صحيحة، وخاصة إذا كانت بغير علم من أهلك، وإنما بالسر عياذا بالله، واستمرارك فيها له عواقب وخيمة.
لذا فالواجب عليك:
أولا: التوبة الصادقة عما سلف من مخالفات علاقات مع رجل أجنبي عنك، ولو كانت كما تقولين خفيفة، وذلك بالإقلاع عنها، والندم على ما فات، والعزم على عدم العودة إليها مرة أخرى، مع الاستغفار وكثرة الأعمال الصالحة؛ حتى يغفر الله لك ما سلف من خطأ وتقصير.
ثانيا: يطلب منه التقدم لخطبتك رسميا من أهلك، حتى ولو تأخر موضوع إتمام الزواج إلى وقت تحسن ظروفه حتى تطمئني أنه جاد في ذلك.
ثالثا: إذا تمت الخطبة فلا بد من ضبط العلاقة والتواصل وعدم مخالفة الشرع في ذلك؛ لأنك ما زلت أجنبية عنه حتى يعقد عليك وتكوني زوجته فعلا.
رابعا: في حالة رفض الخطبة رسميا من أهلك فيجب عليك قطع العلاقة والتواصل معه، وعدم الالتقاء أو الاختلاء به، وإبلاغه برفضك له، وإقناعه بعدم الاستمرار على تلك الحال السابقة لمخالفتها للشرع أولا ولعدم جديته ثانيا في موضوع الخطبة والزواج منك، وسيعوضك الله خيرا منه إذا تركتيه لله تعالى!
وفقك الله لما يحب ويرضى.