أهمية إصلاح الأب بين أبنائه وكيفية التصرف حال الخشية من اختلافهم في الإرث.

0 393

السؤال

السلام عليكم..

أنا رجل أنعم الله علي بثروة طائلة، وأخرج منها ما ينص عليه الشرع وأتصدق بأكثر من ذلك بكثير، لكن أبنائي يشكلون مصدر قلق لي، فأنا على يقين بأنهم سيتقاتلون بعد وفاتي على الأملاك، حتى إنني بدأت أفكر بتصفية استثماراتي وجعلها نقدا سائلا حتى تكون قسمة الإرث أسهل.

لي أبناء من زوجتين ولا يكلم بعضهم بعضا، بل يكره بعضهم البعض، ما العمل؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عون حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يتقبل منك نفقاتك في وجوه الحق، وأن يصلح لك أولادك، وأن يهديهم صراطه المستقيم.

وبخصوص ما ورد برسالتك: فأرى أن الحل ليس فيما تفكر فيه من تصفية الاستثمارات وتحويلها إلى نقد سائل، حيث إن هذا لم ولن يقدم شيئا، ولن يساهم في حل المشكلة التي تخشاها؛ لأن الخلاف سيظل قائما على أي حال ما دمنا لم نبحث عن الأسباب المؤدية إليه ونجتهد في مقاومتها والقضاء عليها، فالأمر ليس سهلا؛ لأنه ومما لا شك فيه أن هذه الخلافات وتلك الكراهية ليست وليدة اليوم، وإنما لها جذور تاريخية لم تتم معالجتها أو القضاء عليها في وقتها، لذا أنصحك بضرورة بذل أقصى ما يمكن في معالجة هذه المشكلة قبل كل شيء؛ لأن هذا أهم لك من حل هذه المشكلة التي تخشاها، فاجتهد في ذلك، واستعن ببعض الصالحين لمساعدتك في تصفية الأجواء، وإزالة الخلافات بين أولادك، فحاول ولا تيأس، ولو أن تحرز بعض التقدم في هذا المجال؛ لأن المال سيفنى ولن يبقى لأولادك إلا البغض والكراهية، وبالتالي سيؤدي ذلك إلى نسيانك وعدم الترحم عليك، فكم أتمنى أن تبذل أقصى ما يمكن في سبيل الإصلاح بين أولادك؛ لأن هذا أهم من أي أمر آخر، وإذا لم تجد هذه المحاولات، ولم يتغير موقف أولادك نتيجة تأصل الخلاف وعمق جذوره، فأقترح أن تقوم بحصر جميع الممتلكات وتوزيعها على الورق، على ألا يتم تنفيذ شيء من ذلك إلا بعد وفاتك، وعلى ألا تحرم أي وريث من الورثة الشرعيين، وبذلك تضمن عدم خلافهم أو تقاتلهم بعد وفاتك إذا كان ذلك ممكنا، ولا يلزم أن تخبرهم بذلك الآن، وإنما تضع هذه الأوراق لدى جهة مأمونة تتولى مساعدتهم على استلام حقوقهم بلا مشاكل مستقبلا، وأرى أيضا أنه لا مانع من تنفيذ فكرتك إذا كانت أجدى وأنفع، ولكن قبل ذلك كله كم أتمنى أن تصحح أخطاءك السابقة في تربية أولادك، بأن تجتهد الآن في الإصلاح بينهم، وشيوع المودة والمحبة في ربوع أسرتك، والقضاء على كل أسباب الخلاف والشقاق، فاستعن بالله، وأكثر من الدعاء، وخذ بالأسباب، ودع النتائج على الله، ولن يضيعك الله، وسيكلل جهودك بالنجاح والتوفيق.

والله الموفق.



مواد ذات صلة

الاستشارات