أعيش وهم الإصابة بأمراض خطيرة كلما شعرت بشيء، فما الحل؟

0 210

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني منذ الصغر مما يعرف بالتوهم المرضي، فعندما أشعر بأي ألم بسيط أتوهم وجود مرض خطير، وأبحث في الإنترنت عن أعراضه، وأصاب بنوبة من القلق والهلع، وأكره زيارة الأطباء، وأصاب بالإغماء والهبوط عند إجراء الفحوصات والتحاليل، وأعيش حالة توتر وقلق حتى تظهر النتائج، وتكون سليمة فأرتاح نفسيا.

علما أن والدتي كانت تعاني نفس المشكلة منذ صغرها، وكانت تراجع الأطباء النفسيين باستمرار.

عندما تغربت للدراسة منذ عامين ازدادت الأعراض، وأصبحت أشتكي من آلام العضلات والإرهاق والكسل وعدم الرغبة في العمل، وعدم الاستمتاع بالأشياء التي تسعدني، وأصبت بحالة اكتئاب ازدادت مع الوقت.

شاهدت العديد من الاستشارات النفسية هنا على موقعكم الكريم لأشخاص لديهم تقريبا نفس الأعراض التي تلازمني، ومعظمهم كان ينصح بتناول أدوية من نوعيه SSRIS ومنها زولفت.

أريد حلا للتخلص من هذه الأعراض، حيث أصبحت تعيق حياتي الاجتماعية والعملية، علما أني أجد صعوبة في التعامل مع الأطباء النفسيين هنا بسبب اللغة، فأخشى عدم إمكاني من توضيح حالتي للطبيب يعرضني لاستخدام أدوية غير مناسبة لحالتي.

كما أني لا أحبذ استخدام الدواء بدون استشارة طبيب، فهل أنتظر لحين عودتي لبلدي لأستشير طبيبا مختصا هناك، والذي يكون بعد ثلاثة أشهر، أم أتناول أدوية بدون استشارة طبيب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمرو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أود أن أوضح لك أن هناك بعض الأشخاص لديهم استعدادا وقابلية للمخاوف المرضية، وهذا الاستعداد والقابلية ربما تكون الجينات الوراثية قد لعبت فيه دورا، يأتي بعد ذلك التفاعل البيئي، بمعنى أن الإنسان يتفاعل مع بيئته بصورة سلبية، مثلا بعض الناس يقرأون كثيرا عن الأمراض أو أنه قد يكون تعايش أو مارض شخص ما، وهنا يكون قد اكتسب شيئا من المخاوف المرضية من ملازمته لهذا الشخص الذي كان مريضا، إذا العملية عملية مكتسبة، هو نوع من الخوف السلوكي، وما هو مكتسب يمكن أن يفقد، هكذا تقول نظريات علم السلوك، وفقدان هذه المخاوف يحتاج إلى شيء من الجهد أولا، التوكل، هذا مهم جدا.

ثانيا أيها الفاضل الكريم: أن تتجنب القراءة والإطلاع حول الأمراض هذا غير مفيد، ثالثا: أن تعيش حياة صحية وهذا يتطلب منك ممارسة الرياضة والغذاء السليم، النوم السليم، الترفيه عن النفس، استثمار الوقت بصورة صحيحة، التفكير الإيجابي، الحرص على الصلوات في وقتها، وكل ما يتعلق بالعبادات وأمور الدين، وأن تملأ الفراغ الذهني والزمني بما هو جيد ومفيد.

وفوق ذلك يجب تجنب التردد على الأطباء، لكن في ذات الوقت يجب أن يكون لديك طبيبا تثق فيه كالطبيب العمومي مثلا أو طبيب الأسرة أو طبيب باطني تراجعه مرة أو مرتين في السنه مثلا، وذلك من أجل إجراء الفحص العام، وكذلك الفحوصات المختبرية الروتينية، بهذه الكيفية يستطيع الإنسان أن يتخلص من مخاوفه المرضية، بشرط أن يكون لديه الشكيمة والقوة والقدرة لرفض هذه الإندفاعات الاستحواذية الفكرية حول الأمراض، والوسوسة حولها، هذا مهم جدا، فأرجو أن تتبنى هذا الخط العلاج السلوكي.

والجانب الآخر من العلاج هو العلاج الدوائي: هنالك أدوية ممتازة جدا لمقاومة المخاوف والتوترات المرضية، وكما تحدثت وذكرت هنالك جانب اكتئابي يصيب كثير من الذين يعانون من المخاوف المرضية، لذا الأدوية المضادة للاكتئاب من نوع أس أس أر أي أس بالفعل مفيدة وهي قطعا أدوية سليمة، وأتفق معك أن عقار زوالفت عقار جيد جدا لمقاومة المخاوف المرضية الوسواسية، فيمكنك أن تبدأ في تناوله من الآن، والجرعة هي من حبة واحدة إلى أربع حبات في اليوم، لكن أنا أرى أن حبة واحدة كافية جدا بالنسبة لك، خاصة إذا طبقت الإرشادات السلوكية التي ذكرتها لك، ابدأ في تناول الدواء بجرعة نصف حبة 25 مليجراما تناوله ليلا بعد الأكل لمدة 10 أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة ليلا لمدة 6 أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات