أصدقائي المقربون ابتعدوا عني فكيف أعيد علاقتنا كالسابق؟

0 146

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خيرا على ما تقدمون، ويعلم الله كم كانت ردودكم بلسما لجروح الكثير من الناس.

أنا شاب في نهاية العشرينات، ومقبل على الزواج، وظيفتي ممتازة، ووضعي المادي والاجتماعي -الحمد لله- ممتاز، والناس تثني على أخلاقي وطيبتي وشخصيتي.

مشكلتي مع أصدقائي المقربين، فقد كان لي أصدقاء مقربون جدا، وكنا ننام ونسهر ونسافر مع بعضنا، وبدأت صداقتنا منذ أن كنا بعمر 15 سنة، وأحد هؤلاء الأصدقاء تربطني به صلة قرابة من جهة والدتي، والآخر جاري في السكن، وأحدهم صديق طفولتي، ولكنني بدأت أشعر بالجفاء والانقطاع منهم، وذلك منذ خمس سنوات، كنت أتواصل معهم وأتصل بهم ويعترفون بتقصيرهم نحوي، وأنهم لا يتواصلون بالشكل المطلوب، وفي كل مرة أحاول تذكيرهم بالتواصل أجد الأعذار نفسها ولا جديد يذكر، ما يؤلمني أنني كنت لهم نعم الصديق، فإن احتاجوا للمال أعطيتهم، وكنت أنصت إلى شكواهم، وأسافر معهم لو لم يجدوا من يسافر معهم، فأنا وفي إلى أبعد الحدود على خلافهم.

في الوقت الحالي أنا وحيد، ولا أجد أي اتصال أو تواصل منهم، أجهل سبب تركهم لي، فهل ماتت معاني الصداقة لدى الناس؟

أريد مساعدتكم، ولكم خالص تقديري.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بندر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أبدأ معك من حيث انتهت رسالتك: هل ماتت معاني الصداقة عند الناس؟

فمعاني الصداقة لا تموت أبدا بين الناس، وإنما علينا أن نحسن اختيار الصديق، ونجيد فن التعامل معه.

وعلينا -أخي الفاضل- أن ندرك أن للزمن تحولات، وأن من طبيعة الأشياء التغيير والتطوير، وأن ظروف الناس تختلف من بلد إلى بلد ومن زمن إلى زمن، فأصدقاء الطفولة لن يستمروا أصدقاء طوال العمر؛ لأن كل واحد منهم شق طريقه حسب الظروف التي تلائمه، فالتغيرات التي حدثت لك تحدث لكل الناس بشكل طبيعي، لكن الذي ينبغي أن يحرص عليه الإنسان هو المحافظة على الود القديم، وعدم نسيان كل تلك الإيجابيات الماضية.

ولذلك هناك مواصفات خاصة للصداقة ينبغي أن نرتكز عليها وهي:

1- الأخوة في الله، أن تكون الرابطة التي تربطك بصديقك هي المحبة في الله ولله، حتى يرضى الله عنها، ويبارك لكما فيها، وتجني منها خيري الدنيا والآخرة.

2- الحرص على الصحبة الصالحة، فالصديق الصالح من يتصف بحسن الخلق والإحسان بالتعامل، ويكون إيجابيا متفائلا، ذا همة عالية، يأخذ بيدك إلى معالي الأمور، ويبعدك عن سفاسفها، ويكون لكما عبادة مشتركة من حضور مجلس علم، أو صلاة جماعة أو ما إلى ذلك، فالعبادة المشتركة ستزيد روابط الصداقة والأخوة بينكما قوة ومتانة.

3- التماس الأعذار، فإن أخطأ في حقك مرة، أو لم يتواصل معك كعادته فالتمس له عذرا.

4- التودد في الكلام والتلطف مع الصديق، والابتعاد عن الغلظة والجفاء، وتصيد الأخطاء، فقد أمر الله تعالى نبينا -صلى الله عليه وسلم- باللين.

5- الدعاء للصديق في ظهر الغيب، فإنها تبث المحبة، وتقوي أواصر المودة.

وأخيرا: اعلم أن لكل مرحلة زمنية يمر بها الإنسان ظروفها الخاصة وأصدقاءها، فليس هناك أصدقاء إلى الأبد، وعليك أن تتقبل هذه الحقيقة، والدنيا مليئة بالناس الأخيار الطيبين فلا تحزن على تغير بعض أصدقائك تجاهك، واطو الصفحة وانطلق إلى مستقبلك وستجد أصدقاء جددا في انتظارك، والله الموفق.

أسأل الله أن يجمعك بصحبة صالحة تأخذ بيدك إلى خيري الدنيا والآخرة اللهم آمين.

مواد ذات صلة

الاستشارات