كيف أتخلص من الآثار الجانبية للأدوية النفسية؟

0 136

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب عمري ٣٠ سنة، مهندس كمبيوتر، مررت بضغط نفسي شديد، وأخذت عند مروري بحالة الاكتئاب دواء ريميرون حبة عند النوم، وبيرلكس ٢٠ صباحا، وتحسنت حالتي، ولكن بعد ٥ أشهر بدأت أحس بانتفاخات كالمياه في يدي ووجهي وقدمي، وإحساس بالتعب وعدم القدرة على الحركة، ولم أستطع القيام بمهامي اليومية، فأخذت إجازة من العمل.

راجعت الطبيب وقمت بجميع الفحوصات، وكانت النتيجة سليمة، ثم ذهبت لطبيب نفسي آخر، فوصف لي سريكويل ٥٠ وإيفكسور ١٥٠ لمدة شهرين، ولم أستفد فتوقفت عن الأدوية، وتركت العمل من التعب.

ثم بدأت آخذ زانكس بواقع نصف حبة عند النوم، وقد مر شهر ونصف منذ توقفي عن الدواء، وأعاني من ضعف عضلي شديد، والإحساس بوجود الماء في جسدي خف بنسبة ٨٠%، ولكن لماذا هذا الضعف العضلي؟ وهو ضعف عضوي وليس نفسيا، حيث أشعر بأن كمية الماء التي حشرت داخل الجسم خرجت وأعقبها ضعف بالكتلة العضلية، والشعور بتغير تركيبة العضلة، أصبحت أكثر نعومة وضعف وضيق تنفس.

جربت ممارسة الرياضة والمشي ولم تأت بنتيجة، بل ازددت تعبا وألما وضعفا، فعدت إلى فراشي حتى إنني دخلت في حالة اكتئاب شديدة، وندمت على العلاج، لا أدري ماذا أفعل؟ وهل هذه الحالة مؤقتة أم دائمة؟

قرأت عن أعراض الأدوية النفسية، وأنها تسبب jelly mucsles، وهل حبة سنترم يوميا تضر؟ وهل نصف حبة زانكس تضر؟

أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ متعب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

طالما تحسنت على العلاج في الأول، وحدثت بعض الأعراض التي قد تكون جانبية، وقد تكون أعراضا لمرض آخر، فكان يجب عليك الاستمرار مع نفس الطبيب – أخي الكريم –، الطبيب الذي يعرف حالتك وشخصك، حتى إذا حصلت أشياء فيجب الرجوع إليه وعدم تغيير الأطباء، لأن كل طبيب تبدأ معه يبدأ من جديد.

دائما أهم شيء في الطب النفسي هو الاستمرار مع طبيب واحد والمتابعة معه باستمرار أخي الكريم.

على أي حال: طالما الفحوصات سليمة فيمكن تفسير ما حصل لك من انتفاخات – كالمياه كما ذكرت – فقد تكون أعراضا جانبية وقد تكون أعراضا لمرض آخر، مرض جلدي أو مرض عضلي غير مرتبط بالأدوية التي تتعاطاها.

المهم – أخي الكريم – العلاج الدوائي هو جزء من العلاج النفسي، وهناك علاجات نفسية أخرى، مثل العلاجات السلوكية المعرفية الآن ذات فائدة عظيمة وتجمع مع الأدوية، الجمع بين الاثنين هو أفضل من العلاج الدوائي لوحده.

وذكرت بنفسك أنك مررت بضغوطات نفسية، وهذا يعني أن هناك أحداث حياتية في حياتك، وهذه تحتاج إلى العلاج النفسي – أخي الكريم – أكثر من العلاج الدوائي.

أما سؤالك الأخير عما حصل من العضلات ومحاولة تفسيره على أنه آثار جانبية: حتى وإن كانت آثارا جانبية فيجب أن تختفي بعد التوقف عن الدواء.

من الأدوية التي تؤدي إلى استرخاء شديد في العضلات؛ المهدئات بصفة عامة، وقد يكون الـ (زاناكس) أحدها، المهدئات تؤدي إلى ارتخاء في العضلات، ليس ضعفا ولكن ارتخاء في العضلات، حتى إنها تعطى للشخص الذي عنده توتر وشد عضلي، تساعد في الاسترخاء العضلي، ولا أنصحك بالاستمرار في تناول الزاناكس لفترة طويلة، لأنه أيضا من الأدوية التي تسبب الإدمان.

عليك بالتوقف عن الأدوية التي تشك في أنها تسبب أعراضا جانبية، ومراجعة طبيب نفسي آخر، والانخراط في علاج نفسي، العلاج النفسي لعلاج الأعراض الجانبية من الأدوية مفعوله أكيد، والشيء الآخر الذي أنصحك به - بالتشاور مع الأطباء – الالتزام بدواء واحد، دائما أخذ دواء واحد يكون أفضل.

جمع الأدوية مع بعضها البعض يساعد في زيادة الأعراض الجانبية بتفاعل الأدوية مع بعضها البعض، وأيضا عند ظهور الأعراض الجانبية من الصعوبة تحديد من أين أتت هذه الأعراض الجانبية، من أي الأدوية هذه الأعراض الجانبية التي يتعاطاها الشخص، وأيضا عند التحسن لا نعرف من أين أتى هذا التحسن من أي دواء؟ ولذلك يكون التوقف صعبا، ولذلك أنا عادة في ممارستي العادية أحب أن أكتب دواء واحدا بجرعة تفيد بالعلاج والاستمرار عليه، وإذا لم يحصل التحسن فإني أوقفه وأتحول إلى دواء آخر.

فإذا عليك بالتوقف عن هذه الأدوية، وعليك بإضافة مكون علاج نفسي، ومراجعة طبيب آخر.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات