طفلي عصبي ولديه حركة مفرطة ويسهر إلى الفجر، فكيف نتصرف معه؟

0 227

السؤال

السلام عليكم

لدي طفل بعمر سنتين ونصف عصبي جدا، ولديه حركة كثيرة، ومتعب جدا في التربية، حيث إنه لا يسمع الكلام، ودائما يريد تنفيذ الأمر الذي يريده، ويبكي بكثرة حتى في بعض الأحيان يصل لمرحلة قطع النفس أثناء البكاء أو يرمي بنفسه على الأرض بقوة، وإذا كان بيده شيء يقوم برميه مهما كان، وعند الذهاب إلى السوق أو أي مركز عام لا يبقى بجانبنا، بل يذهب بمفرده حتى لا نكاد نراه.

أيضا هو دائم الحركة والتخريب، ولا يقبل أبدا أن نضعه في عربة الأطفال، يبكي ويتحرك بشدة لكي لا يبقى، يعاند عند إعطاءه الأوامر، عندما نناديه باسمه لا ينتبه إلينا، ولا يجيب إلا بعد مرات كثيرة، لديه بعض السلوك العدواني مع الأطفال الذين في عمره.

أما الكلام فإلى هذا الوقت لم يتكلم، فقط في بعض الأحيان يردد بعض الكلمات التي نلقنه بها مثل ( بابا، ماما، سيارة، مفتاح، كورة).

آمل منكم مساعدتي في تشخيص حالة ابني، ولكم جزيل الشكر.

ملاحظة:
- الرضاعة الطبيعية كانت شهرا فقط، ثم استخدمنا حليب سيملاك إلى عمر ٣ أشهر، وبعدها حليب ابتاميل حتى الآن، هل لذلك تأثير؟

- السهر والتأخر في النوم حتى الساعة ٥ فجرا لعدة أشهر، ويصحو الساعة الثانية ظهرا، ثم النوم ساعة في المغرب، هل هذا السهر سبب في ذلك؟

- يأكل بعض الأكلات التي نعدها له، وأحيانا يرفضها.

- لا يوجد معه أطفال يلعب أو يتحدث معهم إلا أوقات الزيارات العائلية والألعاب العامة.

- مشاهدة التلفزيون والألعاب الإلكترونية واليوتيوب، أغلب وقته.

وشكرا لكم جميعا، وأسأل الله لكم التوفيق والسداد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Meshari حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ابدأ معك مع المشكلة الأولى كثرة الحركة: ذكرت أن طفلك يبلغ من العمر سنتان ونصف، فمن الطبيعي أن يميل إلى النشاط والحركة واللعب والمرح، فحركة الطفل الكثيرة ليست مذمومة، بل على العكس هي دليل صحة الطفل الجيدة.

تقول الدكتورة دلال الحلو (طبيبة اختصاصية في الأمراض النفسية والعقلية بالرباط): "إن كثرة النشاط غريزية بالنسبة للطفل وطبيعية إلى سن معين، وإن قلة النشاط هي الأصعب؛ فالطفل الذي لا يلعب كثيرا، ولا يسأل كثيرا هو الذي يجب أن يثير اهتمامنا وتخوفنا؛ لأن ذلك يؤدي إلى مضاعفات سلبية في سن البلوغ".

وقد بحث العلماء علاقة الأطعمة بتهدئة الطفل كثير الحركة، فينصح العديد من الخبراء كل أم طفلها مفرط الحركة والنشاط أن تقوم بفحص ومتابعة نظام الطفل الغذائي؛ لتتمكن من تحديد ما هي الأطعمة التي تجعل الطفل يشعر بالنشاط الزائد أو العصبية؟ ولتتمكن أيضا من تجنب بعض الأطعمة، وإدخال بعض الأطعمة الأخرى لنظامه الغذائي.

كما ينبغي أن تعلم الأم أن الطفل الذى يتناول أطعمة عالية السكريات أو الكربوهيدرات مثل: الأرز الأبيض، والأطعمة المصنوعة من الدقيق الأبيض، قد تسبب انخفاض نسبة الجلوكوز في دم الطفل؛ مما قد يؤثر على مزاجه، كما أن تلك الأطعمة تحفز إفراز هرمونات مثل: الكورتيزول، والأدرينالين؛ وهي التي قد تجعل المرء عصبيا وقلقا.

الإضافات والألوان والسكريات غير الطبيعية التي يتم إضافتها للأطعمة المختلفة تجعل الجهاز العصبي نشاطه زائدا.

أما الأطعمة التي تحتوي على كالسيوم، وماغنيسيوم، مثل: الخضراوات، والمكسرات، فيمكنها أن تعمل على تهدئة الطفل.

وعليك أيضا أن تصحب طفلك في نزهات، وخاصة إن كانت مساحة المنزل ضيقة، حتى يفرغ الطاقة التي لديه باللعب بدلا أن يوجهها إلى العدوانية والتخريب.

المشكلة الثانية: الميل إلى العدوانية والتخريب: غالبا ما يميل الطفل إلى العدوانية والتخريب، كوسيلة دفاع طفولية لجذب انتباه من حوله، أو ليلفت انتباه والديه أنه يحتاج منهما الرعاية والحنان، وتكون عدوانيته ردة فعل على تعامل الوالدين معه بقسوة أو بصراخ، لذا نقول للأم: راقبي نفسك، وكيف تعاملك مع طفلك، لا تعنفيه باستمرار، وحذار من أسلوب الصراخ والضرب على ما يرتكبه من أخطاء، بل اتبعي سياسة التجاهل، فإن كان خطأ كبيرا، فضمي طفلك إليك أولا، واطبعي قبلة على جبينه بحنان، ثم أخبريه بصوت دافئ حنون عن خطئه، وما الأضرار المترتبة عليه، وبإمكانك أيضا أن تنبهيه على أخطائه من خلال قصة ما قبل النوم، فطفلك ما زال صغيرا.

والأهم منعه من مشاهدة التلفاز والألعاب الالكترونية واليوتيوب التي يقضي عليها جل وقته كما ذكرت، فلها تأثير كبير في ميل الطفل إلى العدوانية، فالطفل بطبعه يحاكي ما يشاهده.

المشكلة الثالثة العناد والصراخ: " يقرر علماء النفس والتربية أن العناد عند الأطفال يعد مرحلة طبيعية، وتعبيرا عن الذات والاستقلال، وصرخة حرية، ولكنه في نفس الوقت مشكلة لو تعاملنا معها بأسلوب غير لائق قد يتسبب هذا في استمرار هذه الفترة، أو اتصاف الطفلة -فالشابة، فالرجل والمرأة- بالعناد في جميع المراحل، مما يؤثر على نجاحها أو يؤثر على المجتمع كله في المستقبل"، وإن الطفل العنيد يحتاج أيضا إلى التواصل، كما يحتاج وبشدة إلى الحصول على جرعات عالية من التقدير والتفهم؛ فإن عدم التقدير والاحترام للطفل العنيد يزيد من ممارسته للضغوط الاستفزازية التي يجيدها بمهارة، ويمكن للمربي أن يذكر نفسه دائما باستخدام الألفاظ التشجيعية بلا إفراط أو تفريط؛ لأن الطفل العنيد ذكي جدا، والمبالغة ستشعره بالمهانة.

ونقول للأب والأم: خصصا لطفلكما وقتا لتلعبا وتمرحا معه، وركزا معه، وتفاعلا، حتى يشعر أنكما معه تماما، فإن أصر على شيء ما، فلا تحاولا إقناعه بخلاف ما يريد بل حاولا لفت انتباهه إلى شيء آخر محبب إليه.

أما عن كيفية التصرف مع عصبية طفلك:
1- أهم الأشياء التي تجعل الأم قادرة على التعامل مع عصبية طفلها أن تكون هادئة، مع ضبط أعصابها وألا تلجأ إلى الصراخ والضرب، ظنا منها أنها بذلك ستهدأ من عصبية طفلها؛ لأن ذلك سينعكس سلبا، وسيزيد من عصبية الطفل وخاصة خارج المنزل.

2- ضبط الأعصاب، حيث يفهم الطفل أن صراخه لا يعني لك شيئا، ولن يحصل على ما يريد إلا إن توقف عن الصراخ، وطلب ما يريد بهدوء فإن استجاب فلا بد حينئذ أن تكافئيه، وتستجيبي له مباشرة، لتتكون لديه قناعة أنه باللين والهدوء يصل إلى ما يريد، فإن استجاب فكافئيه، واستجيبي له، وبذلك ستتكون لديه قناعة بأنه يستطيع أن يحصل على ما يريد إذا التزم الهدوء.

3- حذار أن تستجيب لطلبه تحت ضغط صراخه؛ لأنه حينها سيتبعها سياسة ينفذها كلما أراد أن يطلب منك شيئا.

4- أعود وأؤكد على ضرورة منح طفلك الحب والحنان، والدفء العاطفي، وأسمعيه عبارات إيجابية.

5- أحيانا تكون العصبية الزائدة لدى الطفل لأسباب مرضية، مثل نقص الحديد في الجسم فلا بد من استشارة طبيب للاطمئنان، وأيضا عدم تنظيم ساعات النوم، فكما ذكرت أنه كان يسهر ويتأخر في النوم حتى الساعة الخامسة ٥ فجرا لعدة أشهر، ويصحو الساعة الثانية ظهرا، فالسهر له تأثيرات سلبيات كثيرة على صحة الطفل.

أما المشكلة الخامسة وهي: عدم القدرة على الكلام، ولا زال عمره دون الثلاث سنوات فلا تعتبر مشكلة، وهي حالة طبيعية وليست مرضية.

أسأل الله أن يجعله قرة عين لك في الدارين، اللهم آمين.

مواد ذات صلة

الاستشارات