السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
عمري 17 سنة، منذ 5 سنوات وأنا أذهب إلى سطح المنزل وأتخيل وجود شخصيات مشهورة وغيرهم، وأتخيل أني أتحدث وأضحك معهم، وأنهم جميعا أصدقائي، والحقيقة أني وحدي على السطح.
هذا الخيال أثر على حياتي سلبا، وأدى إلى فشلي دراسيا، فأنا في الصف الثالث الثانوي، ولم يعد بيني وبين الجامعة إلا سنة، وهي سنة مهمة جدا.
المشكلة هي أني عندما أعود من المدرسة أتجه مباشرة إلى سطح المنزل، وأعيش حالة الخيال، فأشعر بالراحة، وأتهرب من المذاكرة، مع علمي أن مذاكرتي أهم، لكني لا أستطيع التوقف عن التخيلات.
أيضا أتخيل نفسي دائما في حالة جيدة، وأرتدي ملابس أنيقة، وأتكلم عدة لغات، علما أني لا أجيد إلا العربية، وقليل من الإنجليزية والفرنسية، وأحيانا أجد نفسي ضعيف الشخصية.
فاشل في إنقاص وزني، وتعلم اللغتين الإنجليزية والفرنسية الضرورتين بالنسبة لي، أريد أن أفعل أشياء كثيرة، مثل قراءة الكتب، وممارسة الحياة الطبيعية، ولكني أضيع أغلب أوقاتي على السطح.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ayoub حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هذه الظاهرة التي تحدثت عنها وهي الذهاب إلى سطح المنزل والاندماج مع هذه الشخصيات الخيالية والاسترسال معها، وتخيلاتك أنك دائما في حالة جيدة، وأنك ترتدي ملابس أنيقة وتتكلم عدة لغات، هذا نوع من أحلام اليقظة، وهي حالة فكرية خيالية يسترسل فيها الإنسان مع أفكار يراها تلائمه وتوائمه وتثير فضوله، مما يجعله يسرف فيها ويسترسل فيها كما ذكرنا، ونوعية أحلام اليقظة التي لديك ذات طابع وسواسي، هذه الظواهر موجودة في مثل عمرك -أيها الفاضل الكريم-، بعد سن اليفاعة وسن البلوغ وبدايات سن الشباب قد تحدث مثل هذه الظواهر.
المشكلة الكبيرة أنك تكافئ هذه الأفكار وتساعد على استمراريتها، وذلك بأن تذهب إلى سطح المنزل، وأعتقد أن هذا فيه نوع من الهروب من الواقع، فيجب أن تتفهم هذا، والإنسان صاحب إرادة يستطيع أن يتحكم في أفكاره وفي سلوكه وفي أفعاله، وأنت يجب أن ترفض هذا الفكر وهذه المشاعر وهذا السلوك ولا تذهب إلى سطح المنزل أبدا.
حضر البدائل الفكرية، قل لنفسك بدل أن أتحدث مع هذه الشخصيات الوهمية سوف أصلي ركعتين لله تعالى، وسوف أقرأ كذا وكذا، دائما هنالك وسيلة لاستبدال أحلام اليقظة والحد منها.
أريدك أن تمارس الرياضة بكثافة؛ لأن الرياضة تحد من هذه الأفكار التي هي أصلا قائمة على القلق الداخلي، وحاول أن تنام نوما مبكرا، وعليك أن تنظم وقتك، تنظيم الوقت ووضع جدول يومي يجعلك أن تخصص وقتا مريحا للدراسة، وقتا للترفيه عن النفس، وقتا للرياضة، وقتا للتواصل الاجتماعي وهكذا.
إذا الموضوع يحتاج منك لإرادة ولتفهم أن مسارك هذا خطأ، ولتفهم أن هذه الأمور كلها تحت إرادتك الشخصية، وأنك تخطي بأن تكافئ أحلام اليقظة من خلال ذهابك إلى سطح منزلك هذا.
هذا هو الذي أنصحك به، وإذا لم تتحسن أحوالك بعد انتهاج التطبيقات التي ذكرتها لك فيجب أن تذهب وتقابل طبيبا نفسيا؛ ليعطيك أحد الأدوية المضادة للقلق الوسواسي، الذي هو المكون الرئيسي لأحلام اليقظة الذي تعاني منه.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.