السؤال
السلام عليكم
أرى مراهقا يدخن في مكان خال في الشارع بين الحين واﻵخر، فكيف أنصحه؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ged حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
- شكر الله اهتمامك بأبناء إخوانك المسلمين وحرصك على هدايتهم وغيرتك على محارم الله، فلقد تمثل فيك قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر).
- أرى أن تتعرف عليه وتقترب منه وتعقد معه صداقة وتتلمس همومه ومشاكله، فكثير ممن هو في هذه السن يتعرضون لمشاكل وضغوطات معينة تلجئهم للتعرف على رفقاء السوء الذي يجتهدون في إدخالهم إلى ما هم فيه، ابتداء بالتدخين ومن ثم إلى الحشيش والهروين وغير ذلك من المسكرات، ويترقى بهم الحال حتى يصلوا إلى الترويج لتلك الخبائث.
- كلما اقتربت من هذا الشاب أكثر وتلمست همومه ومشاكله وأشعرته بالأمان كلما فضفض لك وأخرج ما في نفسه، ومن خلال ذلك تستطيع معالجته -بإذن الله تعالى-.
- لعلك تجد هذا الشاب ضعيف الإيمان على أقل الأحوال، هذا إن لم تجده قاطعا للصلاة، ولذلك ينبغي أن تكون نقطة انطلاقك من خلال بناء إيمانه وتوثيق صلته بالله تعالى وربطه برفقة صالحة، فقوة الإيمان توجد في النفس رقابة لله تعالى تحجزه عن ارتكاب الآثام، وتجعله ينطلق في طاعة الله.
- بعد أن يطمئن إليك ويرتاح لك بين له أهمية الرفقة الصالحة وخطورة الالتصاق بالرفقة السيئة.
- اربطه برفقة صالحة تأخذ بيده إلى المسجد وإلى حلقات التحفيظ ومجالس العلم، فمن فضائل الرفقة الصالحة أنها تدل على الخير وتعين عليه.
- بين له مخاطر التدخين، وحبذا لو أنك استخرجت بعض الأفلام القصيرة عن تلك المخاطر، لأن تأثير ما يراه الإنسان ويسمعه أبلغ من أن تكون الموعظة والتحذير سمعي فقط.
- حاول أن تتعرف على أسرته دون أن يشعر هذا الشاب والتقي بهم في جامع الحي أو في أي مكان تراه مناسبا، ولعلك من خلال استماعك لهموم الولد توصل إليهم ضرورة العناية به دون أن تشعرهم بما يفعله، فلعلهم لا يدركون معاناته.
- احتسب الأجر عند الله في إصلاح هذا الشاب وتفقده بالهدية بين الحين والآخر، فإن الهدية تعمل في القلوب ما لا يعمله غيرها، يقول نبينا -عليه الصلاة والسلام-: (تهادوا تحابوا).
- استعن بالله ولا تعجز واجتهد في استعمال كل ما لديك من مهارات وأساليب ترغب وترهب بها هذا الشاب؛ كي يستقيم على الأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة.
نسعد في تواصلك، ونسأل الله تعالى أن يأخذ بيدك لكل خير، إنه سميع مجيب.