السؤال
السلام عليكم.
أصبت بمرض الاكتئاب مصاحب للذهان والوسواس القهري منذ 4 سنوات، بدأت العلاج بسوليان 50 وسيلنترا 10، ثم وصف لي طبيب آخر بريزدال 3 وسيلنترا 10 منذ 3 أشهر.
أشعر بتحسن بسيط فقد انخفضت حدة الذهان والوسواس القهري، إلا أنني ما زلت أشعر بالمراقبة والشك والقلق، وأصبحت أشعر بأنني فقدت الذاكرة ولم أعد أثق أنني أميز بين الأحداث الصحيحة والكاذبة، فهل هذا الشعور الأخير ناتج عن الاكتئاب وسيتوقف فور الشفاء منه، أو هو مرض آخر؟ وكم يدوم العلاج من الذهان والاكتئاب؟ خاصة وأنني أتابع دراستي في الرياضيات؟
شكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيوب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مهم جدا العلاج أو التشخيص الصحيح في مثل حالتك، هل أنت في الأساس تعاني من اكتئاب مصاحب بأعراض ذهانية، أم تعاني من اضطراب ذهاني؟ لأن العلاج في الحالتين مختلف، علاج الاكتئاب المصاحب بأعراض ذهانية يكون التركيز فيه دائما بمضادات الاكتئاب، وإن كان يعطى الشخص مضادات للذهان ولكن في خلال فترة قصيرة، وعندما تختفي الأعراض الذهانية يستمر الشخص في مضادات الاكتئاب.
السوليان -يا أخي الكريم- هو مضاد للذهان، ولكن جرعة 50 مليجراما جرعة خفيفة جدا، وهي تعالج القلق أكثر من معالجة الذهان، والبرزدال 3 مليجراما حتما أفضل من السوليان في علاج الأعراض الذهانية.
وجود شك ما زال معك والإحساس بالمراقبة، هي بقايا أعراض ذهانية -يا أخي الكريم-، أما الإحساس بفقدان الذاكرة فهذه تأتي مع الاكتئاب، لأن الاكتئاب يؤدي إلى عدم التركيز، والشخص إذا لم يكن مركزا ومنتبها فهذا يؤثر على ذاكرته، ولذلك يحس بفقدان الذاكرة، لأنه غير منتبه ومركز في الأحداث التي تمر من حوله، وعلاجها طبعا بعلاج الاكتئاب النفسي -يا أخي الكريم-.
ليست هناك مدة زمنية محددة لعلاج الاكتئاب المصاحب بأعراض ذهانية، ولكن عادة لا تستمر النوبة أكثر من 6 أشهر، ويختلف الوضع من شخص لآخر، أحيانا قد يتعالج الشخص منها وتختفي الأعراض كلية، وأحيانا تختفي بعض الأعراض وتظل بعض الأعراض الأخرى باقية، وطالما أنت صغير السن وتحتاج إلى تركيز كما ذكرت، فعليك أولا -يا أخي الكريم-: الالتزام بطبيب نفسي واحد لكي يفهمك ويقوم بعلاجك والمتابعة المستمرة معه، وعدم الذهاب من طبيب إلى آخر إلا في عدم الاستجابة، و-بإذن الله- يساعدك لأن تزول هذه الأعراض وتتفرغ لدراستك.
وفقك الله وسدد خطاك.