صديقتي تتدخل في شؤوني الخاصة، فما توجيهكم؟

0 206

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أبلغ من العمر 22 سنة، لدي صديقة أحبها جدا ولكني أشعر بطاقة سلبية عندما أتحدث معها.

أنا الآن خارج البلاد لأنني أعمل، وكلما أتحدث معها في الجوال، تحاول أن تتدخل في أمور حياتي اليومية، مثال ذلك: سوف أقوم بالدراسات العليا خارج البلاد، لأنني لطالما حلمت بأن أصبح شخصا فعالا في المجتمع، عندما قلت لها جاءني القبول من الجامعة، أصبحت تتصل بي كل يوم، وتتدخل بأموري الشخصية، ودائما ترعبني من الإقدام بهذه الخطوة التي كنت متحمسة من أجلها، ودائما تحاول من "التقليل" من هذه الخطوة التي أحاول الإقدام عليها من خلال الطاقة السلبية أو "الاستهزاء" أو التخويف من عدم التأقلم.

أنا لا أتحدث معها عن هذا الموضوع أبدا، لأنني أفضل أن تكون حياتي الشخصية لي فقط، ولكن هي تفتح لي الموضوع "كل يوم" لدرجة أنني أصبحت أنزعج منها، أيضا دائما تحاول أن تقول لي: إنها تنفق الكثير من المال حول الماديات، وأنا أعلم أن كل شيء تقوله ليس صحيحا، ولكن لا أبين لها هذا الشيء، فأنا لا أكترث لهذه الأشياء أبدا، لأنني -والحمد لله- لدي أكثر مما أحتاج ولا تعنيني الماديات أبدا.

تتصل بي كل يوم وكل يوم تكون بحالة سيئة، تنزعج من أتفه الأسباب، وكل يوم أحس بطاقتها السلبية عندما تتحدث معي، أيضا تتكلم بالسوء كثيرا عن الآخرين، وأحس دائما بأنها لا تتمنى الخير لي أو لأحد من أصدقائها، مثلا: لا تحمد الله على اي شيء. وإذا أحد من أصدقائها تزوج، تتصل بي وتكون بمزاج سيئ، وتقول لي لماذا ليست هي التي تزوجت؟! وتنتقد الآخرين وتستهزئ بهم كثيرا!

لا أريد مناقشتها بالموضوع، لأنها لا تتقبل الانتقادات التي تفيدها، ولا أعلم كيف أتصرف معها، بدأت أحس بأن الكثير من الأشياء في حياتي لا تسير بشكل جيد، وذلك بدأ عندما أصبحت هي تتدخل في أمور حياتي، أكثر شيء يزعجني هو موضوع الجامعة، وأنها تحاول دائما إقناعي بعدم الإقدام بهذه الخطوة، والتدخل بشؤون حياتي! طاقتها سلبية جدا.

ماذا أفعل؟ أرجو المساعدة، وشكرا جزيلا للقراءة والمساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ Hala حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتي الكريمة- وردا على استشارتك أقول:

صحيح أن الإنسان له علاقاته مع أفراد مجتمعه وله الخواص والمقربون إلى قلبه من الناس، غير أنه تختلف طبائعهم وسلوكياتهم، فمنهم من يستفيد الإنسان من علاقته معهم يستشيرهم ويدلونه على الخير ويعينونه عليه، ويشجعونه على الانطلاق نحو المستقبل الأفضل، ومنهم من يكون مصلحيا يتواصل مع الصديق في حال الحاجة إليه، ومنهم من يفرح لنجاح صديقه، ومنهم من يكون أنانيا حاسدا لا يسره ذلك أبدا، وهنالك أصناف أخرى من الأصدقاء، وعلى الإنسان أن يتخير من أصدقائه من يستفيد منهم ويستفيدون منه، ويتخلص من الآخرين بطريقة ذكية وبالتدرج؛ فهذه الأخت التي تريد أن تثنيك عن إكمال دراستك، وتثبطك، وتوجد في نفسك طاقة سلبية، أنصحك أن تتخذي معها هذا الأسلوب لمدة معينة وبالتدرج، ومن ثم غيري رقم هاتفك مع تغيير برامج التواصل الاجتماعي على الرقم الجديد، وعدم السماح لزميلاتك بإعطاء رقمك لها ولا لغيرها ممن يسلك نفس المسلك، وعليك ألا تبوحي لزميلاتك بكل أمورك، واستعيني على قضائها بالكتمان إلا من كانت تقف بجانبك وتشجعك على السير.

كما أني أنصحك أن تداومي على أذكار اليوم والليلة، وأن تحصني نفسك من العين والحسد، ولا تعيري كلام المثبطين أي اهتمام، وكوني متأنية في اتخاذ قراراتك ولا تتعجلي، واستشيري أهل الخبرة ممن صقلتهم الحياة وأكسبتهم خبرة وتجارب.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات