السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري 17 سنة، مقدم على سنة التوجيهي، أنا -والحمد لله- متفوق في المدرسة، لكني مع الأسف غير ملتزم بالصلاة بشكل جيد.
عانيت مؤخرا من مشاكل نفسية، وآلام خاصة في منطقة البطن، وقمت بزيارة الطبيب وعمل الفحوصات الشاملة، وكانت النتائج -والحمد لله- أنه لا يوجد أي خلل، لكن أحس أني مصاب بعين أو ممسوس، حيث إني أشعر أحيانا بحركات غريبة تحصل من حولي، كما وتحصل لي أشياء غريبة خاصة عند دخول الحمام، وأن نفسيتي متقلبة، أحيانا أكون سعيدا وأحيانا بعد أن أشعر بهذه الأشياء من حولي تنقلب نفسيتي إلى النكد.
كما أني أعاني أحيانا من النسيان السريع، وضعف التركيز والتشت، فهل هذه الأعراض تدل فعلا على أني مصاب بعين أو ممسوس، أم هي مجرد أعراض نفسية؟ مع العلم أني كثير الوسواس والتفكير بهذه الأمور والقراءة عنها.
أريد حلا وأنا في البيت لكي يريحني في حياتي ويعيدني إلى وضعي الطبيعي، والتخلص من هذه الحركات التي أشعر بها، دون الذهاب إلى أي من الأطباء النفسيين.
شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
الأعراض التي تعاني منها هي أعراض نفسية، تتمثل في وجود قلق وتوتر ووسوسة، قطعا هنالك جانب مهم جدا أدى إلى تدعيم هذه الأعراض بصورة واضحة، وهو عدم حرصك على الصلاة والالتزام بها، الشخص الذي لا يحرص على صلاته قطعا يكون عرضة للأهواء، يكون عرضة للأفكار الوسواسية السئية، يكون عرضة لتجاذبات تكون نفسه غير مطمئنة، يلجأ إلى تأويلات وتفسيرات لا تخلو من الشعوذة في ما يصيبه، -فيا أيها الفاضل الكريم- أول ما تقوم به هو أن تلتزم بصلاتك، وأنت تعرف أن الصلاة هي عماد الدين، وهي أول ما يحاسب عليها العبد يوم القيامة، إن صلحت الصلاة صلح بقية العمل، والصلاة باعثت على الطمأنينة ولن يصيبك مكروه ما دمت حريصا على صلاتك أبدا، واعلم أنك حين تكبر للإحرام يجب أن تدرك أن الله أكبر من كل شيء من نفسك ومن الدنيا وما فيها، ومن الشيطان ومن العين والسحر وكل ذلك.
فأرجو أن تحرص على الصلاة، وأن تطور فقهك حول الصلاة؛ لأن الكثير من الناس لا يهتمون بفقه الصلاة، فاحرص، واقرأ واطلع، وجالس أهل الصلاح؛ هذا فيه دعم نفسي كبير لك، وسوف تحس أن أعراضك أصبحت تتقلص حين تلتزم بصلاتك وكل ما تتطلب عقيدتك الإسلامية، وأنصحك أيضا أن تكون أكثر برا لوالديك؛ هذا أيضا يبعث فيك الطمأنينة، والعلاج الآخر هو: أن تحسن إدارة وقتك، وأن تجتهد في دراستك، وأن تمارس الرياضة، وأن توسع من تواصلك الاجتماعي مع الصالحين من الشباب، وأن ترفه عن نفسك بما هو طيب وجميل.
هذا هو العلاج، وأنت لست محتاجا لطبيب نفسي أبدا، ولا بد أن يكون لك آمال في هذه الحياة، وأهداف واضحة، والآمال دائما حين نحولها إلى أهداف حياتية ونضع الطرق والآليات التي توصلنا إليها نستطيع أن نكون -إن شاء الله تعالى- من الناجحين والمتوفقين والمتميزين، وهذا يجب أن يكون هدفك أيها الابن الكريم.
هذا الذي تقوله حول المس والعين غير صحيح، حالتك حالة طبية، لكن نفسك أصبحت غير مطمئنة نسبة لعدم حرصك في الصلاة، فاستعن بالله تعالى، واسأل الله تعالى أن يحفظك، فالدعاء هو سلاح المؤمن، ولا تدخل نفسك في توهمات مرضية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.