أعاني من الرهاب الاجتماعي مما سبب لي الكسل والخمول

0 155

السؤال

السلام عليكم.

شكرا للقراءة وأرجو المساعدة، وجزاكم الله خيرا.

أنا فتاة بعمر 22 سنة، أعاني من الرهاب الاجتماعي، بدأت هذه الحالة عندما كنت في الجامعة، وذهبت لدكتور نفسي، ولكن بلا جدوى! وقمت بتمارين الاسترخاء والتنفس وأيضا بلا جدوى.

الرهاب الاجتماعي يؤثر سلبا على حياتي، فصرت أشعر بالكسل والخمول كل يوم، رغم أني قبل الرهاب، كان لدي الكثير من النشاط والحيوية.

منذ أن بدأت هذه الحالة، أشعر بأنه ليس لدي هدف بالحياة، قبل الرهاب الاجتماعي، كنت مليئة بالحياة والطموح، ولم أكن أخاف من أي شيء، ومنذ أن بدأت الأعراض أشعر بأني أصبحت شخصا آخر لا أعرفه.

أخاف أن أتعرف على أناس جدد، أخاف أن أخرج مع أناس جدد أو أفراد كثر، أتفادى الكثير من أصدقائي، أكره الشعور بهذا الخوف، لأني أحب الناس، وأنا بطبيعتي أحب الصداقات، ولكن هذا الرهاب يمنعني من عيش حياتي طبيعيا، وأصبحت أمنيتي الوحيدة هي أن أتخلص من هذه الحالة النفسية.

لدي شيء من الوسواس، مثلا أخاف من أشياء أعرف أنها لن تحصل، ورغم ذلك يسيطر علي الخوف! وعند التحدث مع أناس جدد أرتجف ويخفق قلبي بسرعة، وهذا يظهر علي كثيرا عندما يكون لدي présentation في الصف، أبكي كثيرا قبلها من الخوف.

سأذهب إلى الدكتور ليصف لي الدواء المناسب، وعندي خوف من أن يؤدي هذا الدواء إلى زيادة الخمول والكسل لدي.

قرأت بأن أدوية الرهاب الاجتماعي تؤدي إلى الاسترخاء، هل يوجد دواء لعلاج الرهاب ولزيادة النشاط؟ ما هو الدواء المناسب لحالتي والذي سوف يخلصني من هذه الحالة سريعا، و من دون آثار سلبية كثيرة، أريد دواء للرهاب الاجتماعي، وليس لل depression.

أرجو المساعدة وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hala حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، من الواضح أن النقاط الست التي تحدثت عنها تشير بأنك في حالة من العسر المزاجي، وهو نوع من الاكتئاب النفسي البسيط إلى متوسط، ولذا أدى إلى هذا الخمول الجسدي وعدم الفاعلية النفسية والنظرة التشاؤمية والمخاوف وكل ما ذكرته، إذا هنالك درجة بسيطة من الاكتئاب وهذا ليس أمرا مستغربا، فالكثير من حالات قلق المخاوف قد يصاحبها نوع من الاكتئاب العابر.

أنا سعيد أنك مقتنعة بتناول الأدوية، والحمد لله، الأدوية موجودة والأدوية سليمة، وأنا أعتقد أن أفضل دواء يناسبك هو عقار بروزاك، والذي يسمى فلوكستين، لأنه دواء يجدد الطاقات ممتاز لتحسين المزاج، ويعطي نشاطا، وفي ذات الوقت سوف يفيد في علاج الرهاب الاجتماعي.

هو ليس الدواء الأول لعلاج الرهاب لكنه قطعا سيفيد، والأمر الثاني سوف يكون هو عقار زوالفت، والذي يعرف باسم سيرترالين، هذا أيضا دواء جيد ودواء ممتاز جدا.

إذا لا تتخوفي حول خيار الأدوية، والطبيب -إن شاء الله تعالى- سيختار لك الدواء المناسب، ومن جانبك لا بد أن تبذلي جهدا بأن تجعلي فكرك إيجابيا، وتجعلي مشاعرك إيجابية، وأعتقد من الضروري جدا أن تمارسي شيئا من الرياضة، مهما كان ضعف الرغبة وافتقاد الدافعية، لكن الإنسان يستطيع أن يوجه إرادته، وهذه من أكبر نعم الله علينا وأنت صغيرة في السن، وحباك الله تعالى بطاقات كثيرة، فأرجو أن تستفيدي منها.

إن الفكر الإيجابي، والمشاعر الإيجابية، والتفاؤل، والإصرار على الإنجاز والنجاح هي التي تعالج الاكتئاب النفسي، أما فيما يتعلق بالرهاب الاجتماعي فيجب أن يتم اختراقه بتحقيره، وفعل ما هو مضاد له، وأنا أؤكد لك أنك تستطيعين القيام بذلك.

أرى أنه من الأفضل أن تجري فحوصات طبية عامة، وهذا لمجرد الطمأنينة، لأنه في بعض الأحيان ضعف إفراز هرمون الغدة الدرقية أو انخفاض مستوى فيتامين د وهي علة شائعة جدا، أو وجود فقر دم مثلا، أو عدم توازن في الأملاح، هذا قد يؤدي إلى الشعور بالإجهاد النفسي والجسدي.

أرجو أن تقومي بهذه الفحوصات الطبية البسيطة، وهذا -إن شاء الله تعالى- يجعلك في حالة اطمئنان، وكذلك نحن.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات