بعد أن ذهب عني الضيق والكتمة جاءني الخوف والقلق

0 116

السؤال

السلام عليكم

الحمد لله لقد تحسنت كثيرا، وبدون أي علاجات، وكلما تذكرت ما كنت أعانيه من قبل من كتمة وضيق نفس أصاب بخوف واختناق خوفا من أن ترجع هذه الأعراض مرة ثانية.

أفكر بالمستقبل كثيرا، ودائما أحس أن الموت قريب مني، وأن حياتي قربت تنتهي، وأركز كثيرا بالشهيق والزفير، لدرجة أن أحس بثقل بصدري، فهل أعراض القلق تدوم طويلا حتى ولو لم أشعر بالقلق؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Marwa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا سعيد جدا أن أسمع أن حالتك قد تحسنت، وهذا أمرا جيد، وما تشتكين منه نسميه بالقلق التوقعي الوسواسي، بمعنى أن الأعراض قد اختفت، لكن يأتيك هذا الشعور القلقي حول المستقبل، وأن هذه الأعراض ربما تعود.

أيتها الفاضلة الكريمة: هذا يعالج من خلال التوكل واليقين القاطع أن أمر الموت أمر محسوم، الموت ليس خاضعا لمشورة العباد أو شيء من هذا القبيل هو أمر أت على النفوس، وفي ذات الوقت يجب أن تكون هنالك قناعة مطلقة بأن الأعمار بيد الله، والإنسان يجب أن لا يخاف من الموت، فالخوف بهذا المعنى خوف مرض نفسي، والمطلوب هو الخوف الشرعي، والذي يجعلك تعملين لآخرتك، وعيشي الحياة بقوة، بتوكل، كوني إيجابية أن لا تدعي مجالا أبدا للوسوسة.

أيتها الفاضلة الكريمة: حتى تكوني أكثر اطمئنانا أرجو أن تعيشي حياة صحية، الحياة الصحية تتطلب أن تنامي النوم الليلي المبكر، أن تعبري عن ذاتك، أن تستفيدي من وقتك وتحسني توزيعه، أن تمارسي شيئا من الرياضة التي تناسب المرأة المسلمة، أن يكون هنالك تركيز على التوازن الغذائي، وأن يكون الإنسان متواصلا اجتماعيا، لأن الذين يبنون علاقة اجتماعية راسخة وممتازة دائما هم الأفضل من حيث الصحة النفسية، وعلى سبيل المثال الانضمام إلى أحد مراكز تحفيظ القرآن في مثل حالتك سيكون فيه خير كثير لك.

القرآن وما أعظم القرآن حين يكون الإنسان ملازما له، ويتدارسه ويتلوه وفي ذات الوقت من خلال هذه الحلق تتعرفين على الطالبات والمرشدات والمعلمات والمحفظات، وهذا قطعا فيه نوع من التواصل والنسيج الاجتماعي المتميز.

أنت محتاجة لتطبيق التمارين الاسترخائية، التمارين الاسترخاء تجعلك تتنفسين التنفس الصحيح والتلقائي، أنت لديك مشكلة التركيز حول الشهيق والزفير، هذا يحتاج منك فعلا لتمارين الاسترخاء، فأرجو أن تطلعي على أي من البرامج الموجودة على الإنترنت والتي تتكلم عن الاسترخاء وقومي بتطبيقها.

أعتقد أن التزاما بالذهاب إلى طبيب الأسرة في المركز الصحي مثلا مرة واحدة كل 6 أشهر هذا جيد لأن تجري الفحوصات الروتينية، وهذا أيضا يعطيك شعورا عظيما جدا بالطمأنينة، وأريدك أيضا أن تكوني شخصية معبرة عن نفسك، لا تحتقني من خلال الكتمان، الكتمان سيء جدا، النفس تحتقن كما تحتقن الأنف، ولا بد أن يكون هنالك مصارف وطرق لأن نعبر عن ذواتنا حتى لا تأتينا هذه الاحتقانات النفسية السلبية، وتنعكس على صحتنا النفسية والجسدية.

بالنسبة لأعراض القلق لا تدوم طويلا إلا إذا أهمل الإنسان في التعامل معها، والقلق يمكن أن يحول قلقا إيجابيا من خلال الاستفادة من طاقتنا وحسن إدارة وقتنا وممارسة الرياضة والتعبير عن الذات، وبهذه الكيفية نكون قد حولنا القلق من قلق سلبي إلى قلق إيجابي.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات