السؤال
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
أصبت بتسمم غذائي تبعه وسواس مرضي، مما أدى بي إلى الدخول في حالة من الاكتئاب وتبدد الواقع، فعانيت من الاكتئاب واختلال الأنية وعدم القدرة على تناول الطعام ونوبات من الهلع و الخوف والأرق
لمدة يومين فقط.
خلال أسبوعين من العلاج السلوكي من تلقاء نفسي وتحسين أفكاري واستخدام المنطق واللجوء إلى القرآن، تحسنت جدا وعدت للأكل وذهبت عني الوساوس وتبدد الواقع.
أنا أعيش حياتي بشكل طبيعي، آكل وأنام وأستمتع بما لدي، وأكلم الناس، أمزح وأضحك وأخرج مع الأصدقاء، بار بوالدي ومواظب على الصلاة -والحمد لله-.
ولكن تأتيني أحيانا نكسات من الهلع -إلى الآن ثلاث مرات فقط خلال ثلاثة أشهر-، وأحيانا أشعر بخفقان في القلب، والشعور بالأسف على نفسي، وآلام في المعدة وحرقة أو وخز، كما أنني أشعر بغصة في الحلق منذ اليوم الأول وما زلت أشعر بها إلى الآن وبعد ثلاثة شهور، كما تأتيني الحازوقة بشكل متكرر قبل وبعد الطعام، وكلها أعراض اكتئاب، فهي تأتي فجأة وتختفي بدون سبب معين أو موقف.
أنا أعرف الكثير عن الاكتئاب، وقرأت عنه الكثير وخصوصا في هذا الموقع الرائع، أعرف أنه مرض كباقي الأمراض يشفى منه، ويمكن علاجه وله أدوية.
وسؤالي: بما أنه ليس للاكتئاب أي تأثير على حياتي، فأنا أقوم بواجباتي الحياتية وأنشطتي على أكمل وجه، لكني لا أمارس الرياضة، حتى أن الاكتئاب عندما أصابني كنت في فترة امتحانات كلية الطب، و-الحمد لله- درست وقدمت ونجحت بجميع المواد بتقدير، وهذا دليل على أن تأثير الاكتئاب هنا لا يصل لأكثر من التأثير على مشاعري، فهل في وضعي هذا يستدعي الذهاب إلى طبيب نفسي وطلب العلاج؟ هل يجب أن أستخدم مضادات الاكتئاب؟ أم أنه مرحلة مرضية وسوف تنتهي بعد أن تأخذ وقتها؟
شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يزن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.
ما مر بك هو تقلبات مزاجية أكثر مما هو اكتئاب نفسي حقيقي، نعم هنالك عسر مزاجي وربما يعتبره البعض درجة بسيطة من الاكتئاب، لكن أعتقد هنالك تقلب مزاجي، هنالك انخفاض مزاجي يأتيك من فترة إلى أخرى، وتوجد معه أعراض قلق واضحة حتى ما وصفته -أخي الكريم- بهلع، أعتقد أنه قلق حتى وإن تواجد خفقان القلب، لكن مشاعر الشعور بالأسف على نفسك وآلام المعدة والشعور بالغصة في الحلق هذه أعراض قلقية ولا شك في ذلك، لأن التوترات النفسية تؤدي إلى توترات عضلية، وأكثر أعضاء الجسم التي تتأثر هي عضلات الجهاز الهضمي.
فيا أخي الكريم: بفضلا من الله تعالى أنا أراه وحسب ما هو متوفر من إمكانيات أنك لا تعاني من اكتئاب نفسي حقيقي، هو عسر مزاجي تقلب مزاجي يأتي ويذهب، ومدته قصيرة، وهذه الحالات معروفة لأن مكون القلق لديك موجود، أنا أعتقد أن التجاهل مهم جدا، وأنت لك تجربة إيجابية في كيفية معالجة نفسك سلوكيا فيما مضى.
لا توسوس حول الأمور، حقر الفكر السلبي، كن دائما إيجابي المشاعر والأفكار والأفعال وهذا مهم جدا، نطور ذواتنا من خلال تطوير تفكيرنا ومشاعرنا وأفعالنا، فيا أخي الكريم احرص على هذه المنهجية، وممارسة الرياضة شيء مهم وضروري، الرياضة تقوي النفوس قبل الأجسام، وأعتقد أنه في حالتك مهمة، حسن إدارة الوقت وصرف انتباهك عن ما هو سلبي أيضا سوف يساعدك، و-الحمد لله تعالى- أنت رجل تحافظ على صلاتك وواجباتك الدينية وهذا أمر طيب، وقطعا سوف يمثل دعما نفسيا كبيرا جدا بالنسبة لك.
لا أعتقد أنك في حاجة للذهاب إلى طبيب نفسي، لكن إن كان الأمر متيسرا أو وجود الطبيب سهل فلماذا لا تذهب وتقابله مرة أو مرتين وليس أكثر من ذلك، بالنسبة لمضادات الاكتئاب لا أرى أنك بحاجة لها، لكن أرى أنك في حاجة لدواء بسيط مضاد للأعراض النفسوجسدية وللقلق، الدواء هو دوجماتيل هكذا يسمى، يوجد أيضا منتج سعودي ممتاز في منطقة الخليج يسمى جمبرايد، والاسم العلمي للدواء هو سلبرايد، فيمكنك أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم 50 مليجراما لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله، هو غير إدماني، وهذه الجرعة جرعة بسيطة جدا و-إن شاء الله تعالى- لن تجلب لك أي أثار جانبية.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.