السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على جهودكم، وأود استشارتكم.
أمي تبلغ من العمر66 سنة، حالتها باختصار:
أنها كانت منذ كنا صغارا تشغل تفكيرها بجارة لنا تتكلم عنها كثيرا، وبعد مدة حدث شجار بيننا وبين تلك الجارة، فانتقلت الجارة إلى بيت ثاني، مع أن أمي غاية في الخلق والطيبة، فبدأت أمي تتحير، هل تلك الجارة ستترك البيت دون أن تنتقم؟ وبدأت تقول بأن لهذه الجارة قريبا، وهو محامي كبير، وهو يسلط عليها الرجال حتى يراقبوها ويخيفوها، ونحن كنا صغارا، ولا نعرف أن هذا مرضا، وظلت أمي هكذا عشر سنوات، ثم بدأت تنطوي ولا تتكلم عن تلك المراقبات، ولا تحب الجلوس معنا، ولاحظنا أنها تضع لصقات على جسمها، وأشياء غريبة على رأسها.
ذهبنا للطبيب، ومررنا بأدوية حتى استقرت حالتها:
1- ريسبردال 2مل risperdal، إنتاج شركة جانسن، نصف قرص صباحا، وقرصا مساء.
2- واكتينون 2مل، قرصا صباحا ومساء.
3- واندرال10، قرصا صباحا ومساء.
4- citalopram - cipramax40ml، نصف قرص صباحا، وقرصا مساء.
استمرت أمي على الدواء لمدة أربع سنوات، واستقرت الحالة، وعادت طبيعية -بفضل الله- لكنها بدأت تهز رجلها بشكل كبير جدا، وتنهج أثناء الأكل، ذهبنا للطبيب فكتب لها بكميرز كبريتات أمانتادين، ثلاث أقراص يوميا مع الاكتينون، أيضا ثلاثة أقراص، لكنها بدأت تخرف مع هذه الجرعة، فقللنا البكميرز، قرصين صباحا ومساء، والاكتينون قرصين صباحا ومساء، وذهبت التخاريف، لكنها عادت تهز رجلها مرة ثانية إلى جانب حركة تشبه العد على الأصابع، فماذا نفعل؟
مع العلم أننا لو قللنا لها الريسبردال وأعطيناها قرصا واحدا، وحذفنا النصف قرص صباحا، فحالتها تسوء، ونحن نخشى تغيير الدواء والانتكاسة.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مؤمنة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب، وعلى اهتمامك بأمر والدتك، كما تفضلت وذكرت فإن والدتك تعاني من حالة ذهانية شكوكية بارونية، وهذه الحالات يمكن علاجها بصورة ممتازة جدا عن طريق الأدوية، ومآلات أو نتائج العلاج دائما ممتازة -بفضل الله تعالى-، خاصة عند النساء.
قطعا ما يحدث لوالدتك من تململ حركي، وكذلك ما تحدثت عنه من رجفة ناتج من عقار رزبيريادل على وجه الخصوص، والمستغرب له في هذا السياق أن الجرعة صغيرة 3 مليجرام يوميا ليس من المفترض أن تسبب كل هذا الذي يحدث للوالدة، لكن بعض الناس لديهم حساسية نحو هذه الأدوية، والرزبيريادل دواء رائع، وأعتقد أنه قد أفادها كثيرا.
كثيرا ما تستجيب هذه الحالات لعقار اندرال بجرعة أكبر، أنا أعطي حتى 80 مليجرام في اليوم، وكثير من الناس يتحسنون مع جرعة من الوابتنون أو الأرتيا أو الكيمدرين، فهذا يمكن أن يجرب بعد موافقة الطبيب، بعد ذلك إذا لم تتحسن حالة الوالدة هذا يعني أن يتم التوقف تماما عن الرزبييردول، وأن تعطى الوالدة دواء بديل، و-بفضل من الله تعالى- لدينا الأولانزبين، لا يسبب أي رجفة أو رعشة أو تململا حركيا، وكذلك عقار سيركويل لا يسبب، وعقار اريببرازوال لا يسبب، هذه الثلاثة أدوية نقية ممتازة وفي ذات الوقت فوائدها العلاجية رائعة ورائعة جدا، فإذا الخطة التعديل الدوائي البسيط بإضافة الاندرال بجرعة اكبر، ومعه الوابتنون أو الكيمدرين، الذي يسمى أوسيكيدلين أو الارتيا، وإن لم تتحسن الأمور فيجب أن تنتقل الوالدة إلى أحد الأدوية التي ذكرتها لك، وأنا متأكد أن الطبيب سوف يوافق على ذلك.
أيتها الفاضلة الكريمة: الوالدة إذا حاولت أن تتمشى وتزيد من حركاتها في أثناء اليوم، وأن تنشغل ببعض المهام، هذا قد يصرف انتبهاها تماما عن هذه الرجفة، ويفضل أيضا أن تقوموا ببعض الفحوصات الطبية الروتينية، مستوى الدم، لأن ضعف الدم وفقره قد يساعد في هذه الرعشة، كما أن زيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية أيضا قد يساعد في مثل هذه الرجفة حتى وإن كان سببها الدواء، فأرجو أن يكون هنالك تأكد طبي مختبري أن الوالدة في حالة سليمة.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.