فقدان الوعي والغثيان عند ذكر الحجامة

0 450

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب أعزب في 26 من عمري، أعاني من مشكلة على ما أعتقد أنها نفسية، وهذا وصف دقيق لحالتي، وسوف أقوم بتقسيمها على مرحلتين:

الأولى: تزداد نبضات قلبي وأشعر أنه سوف يغمى علي، ولقد حدث ذلك عند مجرد إعطائي حقنة طبية -خوف من الحقنة-، وأغمي علي أو فقدت الوعي لمدة لا تزيد عن دقائق معدودة، وأحس بدوار شديد وضيق في الصدر والنفس، وهذا يحدث أيضا عندما أخضع لاختبار فحص الدم وهذا أيضا من الإبرة التي بها يتم وخز الجلد لأخذ عينة من الدم، وهذا أصبح أمرا طبيعيا، وعلى ما أعتقد أنه متوارث؛ لأن جدي كان يحدث معه نفس ما يحدث معي! وهذا بحد ذاته لا يشكل أي مشكلة لي.

وحديثا أصبت بإغماء مرتين بنفس السبب، وكان السبب الجديد أنه عند مطالعتي أحد مواقع الإنترنت وكنت أطالع موضوعا عن الحجامة وأخذت التعمق في دراسة الموضوع بالصور إلى آخره، فجأة زادت نبضات قلبي واصفر وجهي وشعرت أنه سوف يغمى علي، فقمت من مكاني وذهبت إلى الفراش بجانبي واسترخيت، وفي حين أني مسترخ بمجرد وضع رأسي على السرير فقدت الوعي لمدة تتراوح ما بين الدقيقة والدقيقتين! وطبعا أفوق من فقدان الوعي من غير أي مساعدة أحد، ويكون الأمر عاديا، ولكن أصاب برجفة بسيطة في أطرافي -أحس أن أعصابي غير مستقرة-.

وحدث الأمر معي للمرة الثانية حيث كنت عند أحد الحلاقين وكنت على كرسي الحلاقة ودار حديث جانبي بين الحلاق وبين أحد الزبائن عن موضوع الحجامة في تلك اللحظة أحسست بنفس الشعور: ضيق في الصدر والنفس وارتفاع في نبضات القلب مع اصفرار في الوجه، ولقد رأيت وجهي يصفر أمام عيني في المرآة، وأحسست أنه سوف يغمى علي، ولكن لم يسعفني الوقت حتى أنزل من على كرسي الحلاق وأغمي علي على كرسي الحلاقة، ووقعت على الأرض، وأخبروني أني فقدت الوعي لمدة لا تزيد عن دقيقتين.

القسم الثاني: في خلال الأربع سنوات الأخيرة حدثت وتحدث معي بعض الأمور الغريبة:

1 – لا أستطيع أن أحفظ مثل السابق فلقد أصبحت أعاني من ذاكرتي، بصعوبة أستطيع أن أتذكر بعض الأسماء في بعض الأحيان وأواجه صعوبة في حفظ كتاب الله فلم أعد أستطيع أن أحفظ كالسابق.

2 – تزداد ضربات قلبي وأفقد تركيزي عندما أخرج لأخاطب جمهورا أو في اجتماع أو حتى في لقاء شخصي ـ ولكن ليس دائما ـ وعند الإمامة بالناس للصلاة في بعض الأحيان أقرأ بصعوبة ما أحفظه عن ظهر قلب.

3- أعاني في بعض الأحيان من التلعثم في الكلام أو تكرار الكلمة أكثر من مرة.

4- عند رؤيتي لأشخاص معينين تحدث رجفة في أطرافي طبعا من ازدياد خفقان في القلب، لقد قمت بزيارة طبيب نفسي ولكن للأسف من غير أي جدوى، وقد أعطاني دواء اسمه Tegrtol، ولم أداوم عليه لأكثر من 3 شهور لعدم شعوري بتحسن، والآن لا أتعاطى أي دواء.

وضعي الاجتماعي جيد جدا ومستقر، علاقاتي جيدة في العمل وخارج العمل وفي البيت وخارج البيت، أعاني من مرض الربو المزمن ولكن بصورة خفيفة نسبيا، مع كل هذا شخصيتي قوية وقوية جدا لا أرهب ولا أخاف بشكل عام، وقلبي صلب وشجاع وهذا ما كنت أتميز به ولازلت ولكن بصورة نسبية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ قاسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيرا على رسالتك المفصلة.

من رسالتك نستطيع أن نقول: إنك إما أن تكون مصابا بنوع من المخاوف المتعددة المنشأ والمصدر، أو أن هناك نشاطا كهربائيا زائدا بالمخ، يعرضك لنوبات فقدان الوعي، وهذا المرض يعرف (بالصرع) كما تكون قد سمعت من البعض، وفي الحقيقة دواء (تجراتول) الذي وصفه لك الطبيب يستعمل لعلاج الصرع أصلا، وأرجو عدم الانزعاج لذلك؛ حيث إن الصرع إن وجد فإن علاجه أصبح الآن متيسرا بفضل الله، وفي بعض الحالات يسبق نوبات الصرع نوع من الشعور بالخوف أو القلق، أو أعراض بالمعدة، وهذا هو الذي يسميه الأطباء بـ (الأورا).

بالنسبة للمخاوف وعلاجها، فهي في الحقيقة ليست جبنا أو عدم إقدام، إنما هي حالة نفسية مرضية مكتسبة وبسيطة، والإنسان يمكن أن يكون مروضا للأسود ولكنه يخاف من القطط أو الحشرات أو الظلام، ويتمثل علاج المخاوف الأساسي في مواجهتها وعدم التجنب، وتكون هذه المواجهة بالتدرج، فعلى سبيل المثال:

يمكنك أن تنظر لصور الحقن في المجلات، ثم تجلب حقنا من الصيدلية وتتأملها بين يديك، ثم تحاول طعنها في أي جسم غير صلب، وهكذا تكرر مثل هذا التمرين الذهني البسيط، ويمكنك أيضا أن تكثر من رؤية الدم متى ما وجدت فرصة، وننصح بعض الناس بأن يبدأ بالنظر والتمعن في السوائل ذات اللون الأحمر، وأذكر أنه كان لي مريض يعاني من نفس هذا النوع من المخاوف، وبعد أن نصحته بالذهاب إلى المقصب الآلي ومشاهدة ذبح الحيوانات عدة مرات، استطاع التخلص بفضل الله من هذه المشكلة.

أنت يا أخي محتاج لأن تذهب للطبيب لإجراء فحص تخطيط للدماغ؛ للتأكد ما إن كان هنالك نشاط صرعي من عدمه؛ لأن الأدوية العلاجية تختلف في هذه الحالة، أما إذا كان الأمر يتعلق بفقدان الوعي المصاحب للمخاوف، فيعتبر العلاج السلوكي السابق الذكر مع تناول دواء علاجي يعرف باسم (زيروكسات) كافيا، وجرعة الـ(زيروكسات) هي نصف حبة ليلا بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة بمعدل نصف حبة أيضا كل أسبوعين، حتى تصل إلى حبتين، وتستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، تبدأ بعدها في تخفيض الدواء بنفس التدرج أو المعدل.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات