السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي قلق عام، وكنت أتعالج قبل خمس سنوات على أدوية معينة، وهي سيبراليكس 20 وسيمبالتا الأساسية والمساعدة، وكانت ريميرون 15 وريفوتريل 1 مل صباحا ومساء؛ لأن الحالة كانت شديدة، وبفضل الله أعدت التجربة، واستمريت على الأدوية حوالي 12 شهرا و20 يوما، وأوقفتها واحدا تلو الآخر بالتدريج، وقبل سنتين رجعت الحالة، ولكن ليس بالشكل القوي، وأتناول سيمبالتا 90 وريمرون وريفوتريل 0.5
سؤالي: لا يزال هناك بعض القلق، وأقوم من أحلى النوم لكي أتبول -أكرمكم الله- وأجوع وشهيتي لا بأس بها، ولكن لا زلت أشعر ببعض القلق، هل كثرة الأدوية النفسية مجموعة ssri او snri تضعف المستقبلات، أو الدماغ؟ لأنه أحيانا كنت أجرب الدواء من المجموعات، ولا يناسبني فأتركه.
هل أرجع لهذه الأدوية ثانيا؟ أريد دواء مساعدا، أرى أناسا يستعملون ابليفاي وسيركويل للقلق؛ لأن درجة القلق عندي الآن مع الأدوية 5 من 10، فهل استعمال دواء بوسبار سيفيد؟ لأني سمعت عن الذي يستعمل البنزوياديزبين أنه لا يستفيد من البوسبار، هل هذا صحيح؟
أي دواء تقترحون علي؟ أصبحت كثير التدخين، البشرة أصبحت سمراء، كل من رآني يقول ماذا بك! القلق واضح عليك، وهل أغير الريفوتريل، أو أزيد الجرعة لكي يذهب القلق؟ أم من الأفضل تغييره؟
أرجو الشرح، وجزاكم الله خير الجزاء، وكل عام وأنتم بخير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وكل عام وأنتم بخير.
أخي: أنا أريدك أن تركز على الأساليب العلاجية غير الدوائية، الأدوية لا بأس بها، والأدوية تفيد كثيرا، لكن بعض الناس يعتمدون على الدواء ويكون هنالك نوع من التراخي أو التكاسل التام عن الأساليب العلاجية الأخرى، والأساليب العلاجية الأخرى بسيطة – أخي الكريم – كلها تتعلق بنمط الحياة، كيف أجعل حياتي إيجابية؟ كيف أجعل حياتي مفيدة؟ وهذا - أخي الكريم – يتأتى من خلال أن يعشر الإنسان بقيمته، وأن يدير وقته بصورة صحيحة، وأن تكون له خطط لإدارة الحاضر والمستقبل، مع الاستفادة من الماضي، وحسن ترتيب الأمور – أخي الكريم – والاعتماد على أن يكون الإنسان مفيدا لنفسه ولغيره، خاصة لأسرته.
هذه هي المفاهيم العامة للتوجه النفسي السلوكي الإيجابي الذي يساعدنا كثيرا للتخلص من أعراضنا النفسية السلبية.
ويا أخي الكريم: ممارسة الرياضة يجب أن تعطى أهمية كبيبرة، الرياضة الآن ودون أي شك تقوي النفوس، تعالج الاكتئاب، تعالج القلق، تعالج المخاوف، تحسن المسارات العصبية عند الإنسان، تؤخر الخرف وضعف الذاكرة، فهي ذات فوائد عظيمة – أخي الكريم - .
أيضا وجد علماء النفس والسلوك أن الأشخاص الذين يتمتعون بعلاقات اجتماعية قوية وراسخة دائما تجدهم في الجانب الإيجابي من حيث التفكير ومن حيث المزاج ومن حيث الأفعال. فيا أخي: احرص على ذلك.
الصلاة في وقتها لا شك أنها من أكبر المعينات التي تعطينا الدفع النفسي الإيجابي.
فأرجو – أخي الكريم – أن تركز على الجوانب غير الدوائية. هذا لا يعني أني لا أثنيك عن تناول الدواء، لكن الذي وددت أن أركز عليه هو أن اعتمادك على الأدوية فقط ليس أمرا جيدا.
أخي الكريم: بالنسبة للريفوتريل أرجو التخلص منه بقدر المستطاع، هذه أول نصيحة لك بالنسبة للأدوية، والسيمبالتا بجرعة تسعين مليجراما تعتبر جرعة جيدة ممتازة، جرعة في الطيف العلاجي الإيجابي، والريمارون يمكنك أن تتناوله، لكن لا تزيد جرعته من 15 مليجرام، ويا حبذا لو كان فقط ربع حبة – أي سبعة ونصف مليجرام -.
الآثار الجانبية مثل الشعور بالجوع: هذه سببها الريمارون.
بالنسبة للتبول – أخي الكريم – حاول أن تفرغ مثانتك تماما قبل النوم، واحرص على أذكار النوم، ومارس بعض التمارين، وتجنب الإكثار من شرب السوائل التي تحتوي على مادة الكافيين بعد الساعة السادسة مساء.
أخي الكريم: كثرة الأدوية النفسية قطعا أمرا غير مرغوب، وربما يؤثر سلبا على الإنسان، لكن إذا كان الدواء بجرعة صحيحة وتحت الإشراف الطبي النفسي فهذا له وقع إيجابي على المستقبلات والموصلات العصبية عند الإنسان.
العقارات مثل الريفوتريل قطعا لا ننصح باستعمالها لفترات طويلة، إلا إذا كان هناك سبب قهري مثل الإصابة بمرض الصرع المقاوم للعلاجات الأخرى، في هذه الحالة لا بأس، لكن هذه الأدوية لها تأثيرات سلبية على شخصية الإنسان، على عمل الفص الجبهي الأمامي، وهي الناصية التي تحدد خططنا المستقبلية ومساراتنا الحياتية، فأرجو – أخي الكريم – أن تتخلص من الريفوتريل.
بالنسبة لإضافة البسبار: البسبار دواء جيد، لكنه بطيء جدا وقليل الفعالية، وأنا لا أراه سيكون مفيدا، لكن أتفق معك أن السوركويل بجرعة خمسة وعشرين مليجراما ليلا، ترفع إلى خمسين مليجراما، قد يكون دواء داعما جدا ومفيدا جدا، وقد يجعلك تقلل حتى من جرعة الريمارون، أو ربما تتوقف عنه.
فيمكن أن تضيف السوركويل، وركز على الأساليب العلاجية غير الدوائية كما أسلفت لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.