السؤال
السلام عليكم
تعرفت على شاب هو قريب لي وقد ساعدته في إكمال دراسته، وذلك بتقديم أوراقه للجامعة لأن الجامعة تقع في مدينتنا وبعيدة عنه، ولأنني كنت أدرس في نفس الجامعة وبعد مدة لاحظت اهتمامه بي، وبدأت أهتم به أيضا، باختصار لا يوجد نصيب لنا في بعضنا من وجهة نظره.
المشكلة أنني أحببته فكيف يمكنني أن أنساه؟ وإن تقدم لي أحد غيره، فأشعر أنه لا يمكنني أن أقبل به لأنني لن أقدر على نسيانه فيصبح جسدي مع شخص وعقلي مع شخص آخر؛ فلذلك لا أريد القبول بأي شخص آخر غيره.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حائرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فإن مجرد الاهتمام بالشخص لا يدل على القبول به والحب له، وذلك لأن أسباب الاهتمام بالإنسان كثيرة، ومنها بلا شك خدمة الإنسان لأخيه ومساعدته في إنجاز عمل ما، ومن تلك الأسباب: وجود صلة قرابة، أو جوار، أو زمالة.
والفتاة العاقلة لا تتوسع في علاقاتها مع الشباب وتخاطبهم إلا إذا دعت الضرورة دون خضوع في القول، وتحرص على القول المعروف، وإذا لاحظت اهتمام أحد الشباب أو نظره إليها فإنها تدعوه إلى أن يتقدم لأهلها إن كانت له حاجة حتى تكون تلك العلاقات معلنة وواضحة.
ولا بد أن نعلم أن الحب الحقيقي المقبول شرعا هو الذي يبدأ بالرباط الشرعي، ونذكر الفتيات بأنه يوجد في الشباب من يريد قضاء الوقت والعبث بعقول البنات ثم يتمرد على تلك العلاقات مستقبلا.
ولا شك أن كلام هذا الشاب واضح وليس من مصلحتك محبة من لا يبادلك المشاعر، ولا خير في ود يجيء تكلفا، فابتعدي عن التفكير في ذلك الشاب، واحمدي الله الذي صرفه عنك قبل بداية مشوار الحياة، ((وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم))[البقرة:216] فاستغفري لما مضى من التوسع في العلاقات مع هذا القريب الذي ليس بمحرم، واسألي الله من فضله فإنه يجيب المضطر إذا دعاه، وعمري قلبك بحب الله واشغلي وقتك بالمفيد من الذكر والتلاوة والعمل النافع.
وثقي بأن رزقك سوف يأيتك، وابتعدي عن مواطن الرجال، فإننا ندفع ثمن مخالفتنا لآداب هذه الشريعة التي دعت الجميع إلى غض البصر ومنعت خلوة الرجل بالمرأة، وحرمت اختلاط الرجال بالنساء، وجعلت أفضل صفوف النساء -حتى وهن في الصلاة- أبعدها عن الرجال وإذا أطلق الإنسان لبصره العنان أتعبته المناظر وعاش في آهات وحسرات.
واجتهدي في نسيان ذلك الشاب وتلك الذكريات، وتجنبي الوحدة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، واعلمي أن الإنسان إذا لم يشغل نفسه بالخير شغلته نفس بالباطل.
وإذا جاءك صاحب الدين فاقبلي به وأخلصي له في المودة، واعلمي أن الله وصف نساء الجنة بأنهن ((وعندهم قاصرات الطرف عين))[الصافات:48]، وهذه صفة كمال في المرأة أن يكون نظرها لزوجها وإعجابها به وحده.
والله ولي التوفيق السداد.