السؤال
السلام عليكم.
عمري 24 سنة، متزوجة من ابن خالتي، كانت علاقتي بأخواته جيدة قبل الزواج، ثم بعد الزواج تحولت إلى حرب باردة، حيث أن أخته كانت لطيفة في البداية، ثم بدأت تثير مواضيع قديمة حول العلاقة بين أمي وخالاتي كلما اختلت بزوجي، وتبين له أني أريد السيطرة عليه والتحكم فيه، ولم تبارك لي عند التخرج والحمل، وتتعمد تجاهلي في وجود الأسرة، وعكس ذلك عند وجود زوجي.
علاقتي بزوجي تتوتر بعد كل لقاء بينه وبين أهله، فهم يسكنون في منطقة أخرى، وهذا يصعب علي زيارتهم باستمرار بسبب الحمل والدراسة، علما أن معاملتهم تغيرت معي عندما سكنت معهم لمدة شهرين
بسبب ظروف عمل زوجها، أصبح الجميع يتثاقل وجودي.
علما أنه قبل وجودها كانت أم زوجي تفرح بمجيئي؛ لأني أخدمها وأساعدها بأعمال المنزل، وأتشارك معها في هوايتها، مثل رعاية الحيوانات والنباتات، ودائما تناديني باسم مدلل، دلوني ما الحل؟
ما يهمني زوجي الذي بدأ يتغير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ hms حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك – أختي العزيزة – وأشكر لك تواصلك مع الموقع وحرصك على موافقة الشرع في مشكلاتك الدينية والاجتماعية, فأسأل الله أن يفرج همك ويجمع شملك والأسرة على محبة ورحمة وخير.
- بخصوص سؤالك: فلا شك أن من أخطر ما يهدد استقرار وأمن وسعادة الزوجين والأسرة والعلاقات عامة هي الحسد والغيرة, ذلك أن أعظم مقاصد الشيطان في التفريق بين الزوجين, وبث روح التنازع والتفرق على مستوى الأسرة والمجتمعات كما يفعل السحرة, قال تعالى: (فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه)، وكثيرا ما تكون الغيرة من أهل الزوج من زوجة أخيهم بسبب الجهل وقلة الوعي وسوء التربية, ولما كان هذا الأمر يشكل مشكلة نفسية وأخلاقية سيئة وظاهرة.
فإن الحل يمكن تلخيصه في الآتي:
1- التحلي بالصبر والحلم والتفهم للضعف البشري, وعدم التعامل بموجب ردود الأفعال؛ حيث أن معاملة الاستفزاز والإساءة بمثلهما مما يزيد في التوتر ويعمق المشكلة ويقدم خدمة مجانية للطرف الآخر من حيث لا نشعر؛ ولذلك قال تعالى: (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو عظ عظيم), فجاهدي نفسك –أختي الفاضلة– على احتمال الإساءة والتعامل معها بمقتضى الصبر والحلم والتغافل بل والإحسان إلى أخت زوجك ما أمكن.
2- احذري إظهار الغضب والعصبية في وجه أهل زوجك, وحاولي المزيد من الاقتراب والتقرب من أهل زوجك بالخدمة والتواضع والهدية والاحترام والتقدير لهم, وفي ذلك إعطاء زوجك حقه من التقدير أيضا؛ إذ لا يخفى عليك أن تقدير أهل الزوج تقدير له.
3- حاولي إذا تهيأت الظروف المادية ونحوها إقناع زوجك بضرورة توفير بيت مستقل ولو صغيرا مجاورا للأهل.
4- تجنبي –ما أمكن– التودد إلى الزوج بحضرة أسرته؛ منعا من زيادة اشتعال عوامل الحسد والغيرة في قلوبهم.
5- أهمية الحوار الهادئ مع زوجك متحينة الأسلوب والوقت المناسبين, بما تظهرين فيه مودتك الصادقة له ولأهل بيته, وانزعاجك من تأثير أسلوب أخته, وضرورة الحزم بلطف معها, ويمكنك الاستعانة في إقناعه والتأثير عليه, أو إقناع أخته بمن تأنسين منهم الحكمة والمروءة والثقة والقبول لديهما.
6- ومما يخفف من حدة غضبك وانفعالك وعصبيتك وتعكر مزاجك ونفسيتك ويسهم في الحل المذكور, عدم المبالغة في الشعور بالمشكلة, وتذكر أن الحياة عامة والزوجية خاصة طبعت على الابتلاء, وأن أحسن ما يتقرب به العبد إلى ربه تعالى في استحضار ثواب الصبر على البلاء والشكر على النعماء والإيمان بالقدر خيره وشره حلوه ومره من الله تعالى, ويمكن ذلك بتنمية الإيمان بطلب العلم النافع والازدياد من العمل الصالح والإكثار من ذكر الله تعالى وقراءة القرآن, والتنفيس عن المشاعر السلبية بمزاولة الاطلاع والقراءة والرياضة ومتابعة المحاضرات والبرامج المفيدة ولزوم الصحبة الطيبة.
7- اللجوء إلى الله تعالى بكثرة الدعاء أن يرزقك الصبر والحلم والحكمة, وأن يفرج همك ويشرح صدرك وييسر أمرك ويصلح زوجك وأهل بيته ويجمع شملكم على سكن ومودة ورحمة وخير.
أسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد وأن يلهمك الهدى والصواب والرشاد ويثبتنا وإياك على الدين ويهدينا صراطه المستقيم ؛ إنه سميع عليم.