السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من حالة القلق المستمر، وقد راجعت الطبيب منذ عامين، وتم وصف حالتي بأنها أعراض القلق، ووصف لي سبعة أنواع من الدواء خلال مرحلة العلاج، وهي:
1- الاسيتابرام.
2- الإنرافيل.
3- الباروكستين.
4- الإنسباجو.
5- الكويتازيك.
6- الديبرام.
7- السمباتكس.
أعاني من هذه الحالة منذ الصغر، حيث كنت في الابتدائية أتهرب من الإجابة رغم علمي بها، حيث أشعر بضيق، وهذا سبب لي التأتأة والرهاب والعزلة.
ذهبت للطبيب منذ عامين لعلاج حالتي، وتابعت معه لمدة سنة وعدة أشهر، ولم أتحسن، فتركته، أرجو منكم تحديد كورس من العلاج لي، وكيفية التوقف عنه.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء، ونحن في هذه الأيام الطيبة أقول لك: تقبل الله طاعاتكم، وكل عام وأنتم بخير.
أخي الفاضل: أولا: أول ما أنصحك به هو: التدبر والتأمل والتفكر في إيجابياتك، من حيث شخصيتك، من حيث إنجازك، من حيث تواصلك الاجتماعي. والإيجابيات مهما كانت بسيطة يجب أن نستدركها ونركز عليها، لأن من خلال تفعيلها نستطيع أن نتحصل على المزيد من الإيجابيات، لا بد أن يكون لك أشياء طيبة وجميلة في حياتك، فأرجو – أخي الكريم – أن تتفكر معرفيا هذه الإيجابيات وتحاول أن تطور نفسك، ولا تركز على السلبيات، السلبيات يجب أن نتجاهلها ونصحح مسارنا حيالها، هذا هو المبدأ الأول.
المبدأ الثاني – أخي الكريم -: أنت محتاج لما نسميه بالتفاعل الاجتماعي الإيجابي، أن تبني نسيجا اجتماعيا ممتازا، أن يكون لك حضور في المناسبات، أن تكون شخصا مقداما، أن تكون شخصا مفيدا لنفسك ولأسرتك، أخي الكريم: أن تحضر المناسبات العامة، أن تشارك في الأفراح، في الأتراح، أن تمشي في الجنائز، أن تزور المرضى، أن تحضر المحاضرات في المراكز العامة أو في المساجد، المحاضرات الثقافية والاجتماعية والشرعية، هذا – أخي الكريم – كله مطلوب لتطوير شخصيتك وزيادة مهاراتك الاجتماعية، وهي وسيلة علاجية عظيمة جدا.
ممارسة الرياضة الجماعية أيضا – ككرة القدم – وجدناها علاجا ممتازا. ولا شك أن صلاة الجماعة - خاصة في الصف الأول - هي من أفضل وسائل علاج الرهبة والخوف، ويا حبذا لو حضرت نفسك ذهنيا أن تكون في مكان الإمام إذا طرأ عليه طارئ.
بهذه الكيفية – أخي الكريم – يعالج الإنسان نفسه، العلاج ليس فقط أدوية، والله تعالى حبانا بقوة عظيمة، أعطانا المقدرات، أعطانا الفكر، أكرمنا إكراما لا بعده إكرام، وأعطانا الخيار لأن نتغير فقال: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.
لا بد – أخي الكريم – أن يكون هذا هو منهجك العلاجي، وسوف تجد أنك قد تحسنت كثيرا، اجعل حياتك إيجابية، كن مفيدا لنفسك ولغيرك أخي الكريم.
هذا هو الذي أنصحك به، واعرف أنه سوف يفيدك على المدى البعيد، أما بالنسبة للدواء فأنا أعتقد دورة عشرة إلى عشرين بالمائة في حالتك، أنا لا أقلل من شأن الدواء، وأعتقد أن تناول دواء بسيط مضاد لقلق المخاوف مثل الـ (مودابكس) وهو الـ (سيرترالين) ويسمى تجاريا (لسترال) أو (زولفت)، المودابكس منتج مصري ممتاز وسعره معقول جدا، هذا – يا أخي – أريدك أن تتناوله فقط بجرعة صغيرة وليس أكثر من ذلك، وتطبق ما ذكرته لك.
جرعة المودابكس هي أن تبدأ بنصف حبة يوميا لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك اجعلها حبة واحدة لمدة ستة أشهر مثلا.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك – أخي الكريم – على ثقتك في إسلام ويب، ومرة أخرى: كل عام وأنتم بخير.