أفكر كثيرا في الموت، وأخاف أن يموت أحد من أهلي!

0 154

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خيرا، كما أحب أن أذكركم بالأجر والفضل العظيم حيث إنكم قائمين على حاجات الناس، ولا يخفى عليكم الأجر العظيم فقد تبلغون بعلمكم هذا أجر الصائم القائم، جعل الله ذلك في ميزان حسناتكم.

أنا فتاة أبلغ من العمر 36 سنة، لا أعلم كيف أبدأ سبق وأصبت باكتئاب بعد وفاة أبي رحمه الله، ووصف لي الدكتور دواء سلبيكس، وتحسنت -ولله الحمد- وبعدها بستة شهور أصبت بنفس الأعراض واستخدمت سبرالكس لمدة عام، فقط حدث تحسن بسيط، ثم أصبحت أمارس الرياضة، وشعرت بتحسن، وبعدها توفيت لي صديقة في العمل وأخي دخل السجن، ورجعت أعراض الاكتئاب أشد من الأول، ليس لي رغبة في الحياة نهائيا.

لا أستطيع الصلاة جيدا، وعندما أسمع خبر موت أتعب جدا، أصبحت أفكر كثيرا في الموت، وأخاف أن أموت أو أن أحدا من أهلي يموت.

أتمنى منكم أن ترشدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأشكرك كثيرا على كلامك الطيب، ونسأل الله تعالى أن يكتب لنا الأجر جميعا، وأن ينفع بنا جميعا.

من الواضح أنك سريعة التأثر للأحداث الحياتية، والإنسان من حيث السلوك هو أفكار ومشاعر وأفعال، وهذا ينتج من تفاعله مع بيئته وبناءه النفسي، أي بنائه الجيني أو الوراثي، الإنسان وليد البيئة والتفاعلات مع تركيبته الجينية.

الذي يظهر لي أن لديك استعدادا أصلا للقلق وللمخاوف، وهذا ليس مرضا، هذه ظاهرة، وهذه الظاهرة تختفي بمرور الوقت.

كل الذي تحتاجينه أن تكوني إيجابية التفكير، وأن تعرفي – أيتها الفاضلة الكريمة – أن أمر الموت أمر لا مشورة حوله، والموت قرين الحياة، وهو سنة الله في خلقه، قال تعالى: {الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا}، وقال: {إنك ميت وإنهم ميتون}.

والموت – أيتها الفاضلة الكريمة – يعمل الإنسان لما بعده، فهو حياة أخرى وحياة أطيب للمؤمن، لا تنظري للأمور بظاهرها، ويجب أن تكون تفاعلاتك تفاعلات شرعية ومنضبطة، الخوف الشرعي من الموت مطلوب، لكن الخوف المرضي من الموت مرفوض، اجعلي منهجيتك بهذه الشاكلة.

ولتدعمي ثباتك العقدي أريدك أن تذهبي إلى مراكز تحفيظ القرآن، ابني علاقات طيبة مع الصالحات والداعيات من النساء، هذا قطعا يدعم بيئتك الداخلية؛ لأن البيئة الخارجية للإنسان تتحكم في بيئته الداخلية.

وأريدك أن تكوني شخصا نافعا لنفسك ولمن حولك، خاصة للأسرة، أن تكوني شخصا فعالا داخل البيت، وحسني من تواصلك الاجتماعي. هذه كلها دعائم أساسية لتحسين مزاجك وإشعارك بالإيجابية، وقطعا ممارسة الرياضة التي تناسب المرأة المسلمة سوف تكون أمرا إيجابيا جدا بالنسبة لك.

الأحداث الحياتية مثل وفاة الوالد لا نقلل من شأنها أبدا، لكن الإنسان يجب ألا يعيش حياة الضجر والكدر نسبة لهذه الأحداث الحياتية، فهي لا شك أنها واقعة، اسألي الله تعالى لوالدك الرحمة، تصدقي وأخرجي عنه القليل أو الكثير، وأحسني إليه فيما تستطيعين، وحثي إخوتك على ذلك، هذا يعطيك شعورا داخليا بالإيجابية، وأنك قد قمت بواجبك حيال والدك.

العلاجات الدوائية – أيتها الفاضلة الكريمة – لا بأس بها، لكني أنا أرى أن البروزاك – والذي يعرف علميا باسم فلوكستين – قد يكون الدواء الأنسب بالنسبة لك، لأنه فعال، وقليل الآثار الجانبية، ولا توجد أي صعوبة في التوقف منه، ويمكن أن تستشيري طبيبك النفسي في هذا السياق.

جرعة الفلوكستين – أو البروزاك – هي أن تبدئي بكبسولة واحدة في اليوم لمدة شهر، ثم تجعليها كبسولتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر كجرعة وقائية، ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم يمكنك أن تتوقفي عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات