أحب النجاح والتفوق في دراستي ولا أحب أحدا يسبقني

0 120

السؤال

السلام عليكم
أنا شاب بعمر 18 سنة، عندي مشكلة في الدراسة: فمنذ ازديادي وعلى طول مساري الدراسي الكل يشهد لي بالذكاء الذي وهبني إياه الله، وحتى أصدقائي في الدراسة أسمعهم يتحدثون عني كثيرا.

المشكل هو أني أسهر الليالي، وأجد وأجتهد، وأنتبه وأخصص وقتا كثيرا لدراستي، لكن لا أحصل في الامتحانات على النقط التي أرجوها، بحيث أني أحصل على 17 أو 16 أو 15، والنقط التي أضيعها تكون في متناولي أضيع النقط بطريقة بليدة جدا لا أعرف السبب، رغم أني أركز كثيرا.

منذ صغري وفي حياتي كلها أريد دائما أن أكون متفوقا على الكل، أريد دائما أن أكون معادلة صعبة بالنسبة لكل أصدقائي، وحين يتفوق علي شخص ما أشعر بالاكتئاب والحيرة، والندم على النقط التي أضعتها، ولا أستطيع أن أتقابل مع كل من تفوق علي حتى بنقطة واحدة، لأني أريد أن أرى نفسي دائما أنا المتفوق وأنا الأحسن.

الغريب أني مباشرة بعد خروجي من قاعات الامتحانات أعرف مباشرة كل الأخطاء التي ارتكبتها دون أن أسأل أحدا.

في هذه السنة ضيعت حلمي بالالتحاق بإحدى مدارس المهندسين، لأني لم أحصل على النقط التي كنت أرجوها، ولا حتى التي كان يتوقعها أساتذتي، حيث لم أتجاوز 18.5 في الرياضيات، وكان بإمكاني أن أحصل على 20، وفي الفيزياء، فيما كانت باقي النقط لا بأس بها إلى متوسطة عاتبت ولمت نفسي كثيرا، لا أعرف ما يجري ويقع لي كل هذا، فهناك تلاميذ أنا أحسن منهم وبقليل من الحظ يحصلون على نقط أكثر مني.

ما سبب كل هذا؟ هل هذا غضب من الله علي؟ أتذكر دائما قول الله تعالى: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)، لكن حين لا تتيسر أموري رغم كل مجهوداتي.

أريد أدعية لتيسير أموري في الامتحانات وفي حياتي كلها؟ وادعوا لي بالفلاح وتحقيق طموحاتي، فأنا دائما في حوار داخلي مع نفسي، أريد أن أغير واقع أسرتي المتوسطة نوعا ما، فلما أرى تضحيات أبي أذرف دموعا، وأريد أن أرقى بعائلتي، وأن يعيشوا في أحسن الظروف، وأرجو الله أن يعينني على ذلك.

أموري معسرة في حياتي كلها أرجو أدعية تزيل عني كل هذا التعكيس، وما الأسباب التي وراء كل هذا؟ فأرجو إجابة مفصلة لحالتي.

جزاكم الله عنا خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ amine حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على التواصل معنا؛ ونسأل الله أن ييسر أمرك؛ وأن يوفقك إلى كل خير؛ ومما يمكن أن ننصحك به.

عليك أن تعطي نفسك نوعا من التفاؤل والشعور بالطمأنينة؛ فأنت على خير؛ ومتفوق في دراستك وفي حياتك؛ ولا داعي للقلق والخوف.

ما تقع فيه من أخطاء في الامتحانات هذا أمر وارد، ويحصل للكثير من أمثالك؛ وإذا كان لديك مزيد من التركيز في المرات سيحصل تفوق أكبر بإذن الله تعالى؛ ثم إذا كنت قد بذلت جهدا في دراستك ثم كان هناك من هو أحسن منك؛ فلتعلم أن هذا بقضاء الله وقدره؛ وأنك أفضل حالا ممن هو أدنى منك؛ وعليك أن تشكر نعمة الله عليك؛ يقول صلى الله عليه وسلم (انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم) رواه مسلم.

ما يجري لك مما ذكرت كلها أمور لا تدل على وقوع مصيبة؛ ولكن لديك طموح كبير؛ وحصل لك شيء من الهم عندما لم يتحقق لك ذلك الطموح؛ ولذلك لا داعي للشعور بعقدة الذنب التي لم تحصل منك بحسب ما ذكرت.

شعورك الفياض نحو حال أسرتك وأنك تريد أن ترتقي بحالها؛ وهذا شعور حسن ويدل على أنك تريد الخير لهم؛ وبما أن نيتك صادقة في أن تكون معينا لهم في المستقبل؛ فابشر بخير بإذن الله؛ فإن الله سيبلغك ما تريد؛ وعليك في هذا الوقت الاهتمام بما انت فيه من دراستك والتفوق حتى تحصل مستقبلا على وظيفة مناسبة براتب كبير؛ ثم لن تقصر في رعاية اهلك وأبيك.

طلبت أن أدلك على بعض الأدعية في تيسير الأمور؛ والجواب ليس هناك دعاء معين؛ ولكن عليك الأخذ بالأسباب الشرعية لتيسير أمورك والتي منها الاستعانة بالله تعالى في امورك كلها ؛والتضرع إليه بالدعاء ؛ مثل قول " يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين" ومن ذلك عليك المداومة على العمل الصالح من صلاة وصيام وصدقة ونحوه؛ قال تعالى " ومن يتق الله يجعل له مخرجا" وعليك بكثرة الذكر والاستغفار؛ والإكثار من قول لا حول ولا قوة الا بالله.

وفقك الله لمرضاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات