السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عمري 31 عاما، أعاني من اكتئاب منذ أكثر من 5 سنوات، وفي كل مرة تأتيني نوبة الاكتئاب أجلس في المنزل لمدة شهر أو أكثر لا أريد الخروج من البيت، وأشعر بالخوف والقلق والتوتر والتعرق الشديد وانقطاع الشهية، فقل وزني وتشوشت أفكاري، مع العلم النوبة كانت تأتي لي مرتين كل عام.
قررت الذهاب للطبيب النفسي في شهر فبراير عام 2017، وقام بتشخيص حالتي علي أنها نوبة اكتئاب كبري، وأعطاني دواء lamictal 50 نصف قرص بعد الإفطار والعشاء، و seroxat sr 25 قرصا بعد الغداء، وقرص Queteazic 150 xr مساء، وطلب مني أن أستمر على هذا الكورس حتى بداية شهر رمضان، بعد ذلك آخذ قرص seroxat 25 sr فقط بعد الإفطار، وأوقف لي باقي الأدوية، ثم أعود لزيارته في شهر نوفمبر.
استمريت في كورس العلاج وتحسنت حالتي، وأصبحت أذهب لعملي، وفي بداية شهر أغسطس تدهورت حالتي فجأءة، وتركت عملي، وأصبحت لا أريد مغادرة المنزل، ولا أريد رؤية أحد، وقررت أن أذهب لطبيب آخر، وكان التشخيص ذاته، وأعطاني علاجا آخر هو EfeXor xr 75 قرصا صباحا، wellburtin sr 150 قرصا صباحا بعد الإفطار، وتحسنت حالتي 4 أو 5 أيام، ثم عاودتني النوبة مرة أخرى، والآن أجلس في البيت، وحياتي أصبحت مدمرة شيئا فشيئا، فما توجيهكم لحالتي؟
أفيدوني مع الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
أخي: أنا أتفق معك أن الاكتئاب مؤلم جدا، ويدمر النفوس، لكن يمكن أن يهزم ويمكن أن يتم التغلب عليه، ويمكن أن يعالج، هذه كلها الآن حقائق علمية ثابتة، الاكتئاب يمكن أن يهزم بل يجب أن يهزم، اجعل هذا شعارك -أيها الأخ الكريم- وكثير من الناس الذي اكتأبوا خرجوا منه.
أهم شيء لا أريد للنوبات السابقة للاكتئاب أن تؤثر عليك، وتجعلك بنفس النمطية في التفكير، بمعنى أنه إذا حدث لك اكتئاب يجب ألا تلجأ لنفس الوسائل التي كنت تتعامل بها مع نوبة الاكتئاب، والذي يظهر لي أنك كنت تتعامل مع الاكتئاب من خلال الانعزال وعدم الفعالية، لا، هذا يجب ألا يكون منهجك، أخطر شيء أن يكون الإنسان نمطيا في التعامل مع اكتئابه.
الجأ لوسائل أخرى -أخي الكريم- نعم قد تكون رغبتك ضعيفة في كل شيء، لكن قرر ألا تكون منعزلا، قل لنفسك وأجبرها أن تجلس مع الأهل، مع الأسرة، أن أخرج، أن أرفه عن نفسي، أجبر نفسك على ذلك وهذا ليس بالصعب، التغيير ممكن، لأن الله تعالى قد حبانا بطاقات داخلية، قد تكون تلك الطاقات كامنة مختبئة كسولة، لكن إذا ركزنا قليلا يمكن أن نخرجها وأن نفعلها، اجعل هذا منهجك، أخرج نفسك من النمطية.
والأمر الآخر: ما هي الإدخالات التي سوف تدخلها على حياتك حتى يزول عنك الاكتئاب؟ أهم إدخال هو التفكير الإيجابي، وحسن التواصل الاجتماعي، والحرص على الصلاة في وقتها، الدعاء، الذكر، تلاوة القرآن، وأن تحسن إدارة الوقت، وأن يكون لك برامج مستقبلية -هذه مهمة جدا- تحدد هذه البرامج، ما المقصود منها، ما هي الآليات التي سوف توصلك لمبتغاك؟ وتبدأ في التطبيق. هذا مهم وكله علاج.
بالنسبة للعلاج الدوائي: مضادات الاكتئاب بصفة عامة متشابهة، وإن كان يقال أن عقار (إيفكسر) الذي أعطاه لك الطبيب قد يكون أكثر فعالية، لكن ليس بهذه الجرعة، ليس بجرعة خمسة وسبعين، مع احترامي الشديد لطبيبك الجرعة المطلوبة يجب ألا تقل عن مائة وخمسين مليجراما، نعم خمسة وسبعون هي جرعة البداية، لكن بعد ذلك يجب أن تعدل الجرعة إلى مائة وخمسين مليجرام، وحين تكون جرعة الإيفكسر مائة وخمسين مليجراما يبدأ فعاليته على الموصلات العصبية الأساسية، وهي: السيروتونين والنورأدرينالين.
أما حين تكون الجرعة خمسة وسبعين فالدواء يعمل على موصل عصبي واحد وهو السيروترنين وبصورة ليست قوية.
فيا -أخي الكريم-: الذي أراه أن ترفع جرعة الإيفكسر إلى مائة وخمسين مليجراما في اليوم، وأن يترك الولبيوترين كما هو، أي مائة وخمسين مليجراما في الصباح.
أعتقد بهذه الكيفية يكون الدعم البيولوجي الدوائي وصلت صورته الصحيحة، وفي ذات الوقت عليك بالأخذ بما نصحته لك من إرشاد، وأرجو أن تتواصل مع طبيبك، ويا حبذا لو شاروته حول تعديل جرعة الدواء، هذا سيكون أفضل.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.